لا تمشي على قشر بيض

 “توقف عن المشي على قشر البيض” 


هو تعبير مجازي يعني عدم الشعور بالراحة أو الحذر المفرط في التعامل مع أمر ما أو شخص معين، كأنك تحاول تجنب الوقوع في مشاكل أو إزعاج الطرف الآخر. يشير إلى الرغبة في التحرر من الشعور بأنك مضطر للتعامل بحذر شديد.


إذا كنت تشعر أنك تتصرف بهذا الشكل، فربما حان الوقت لمواجهة الأمر بصدق ووضوح. تواصل بشجاعة وعبّر عن احتياجاتك ومشاعرك بطريقة هادئة، بحيث تتمكن من بناء تواصل صحي وصريح مع الآخرين دون الشعور بالتوتر أو الحذر المفرط.


المشي على قشر البيض يعني أنك تتعامل مع موقف أو شخص بحذر شديد، وكأنك تخشى ارتكاب خطأ أو إزعاج الطرف الآخر. هذا الشعور قد يكون مرهقاً ومستهلكاً للطاقة، حيث تجد نفسك غير قادر على التصرف بطبيعتك أو قول ما تريده بشكل صريح. يحدث ذلك غالباً في العلاقات التي تحمل توترات أو خلافات لم تُحلّ بعد، سواء كانت مع شريك حياتك، زميل في العمل، أو حتى مع أفراد العائلة.


أمثلة واقعية:


1. في علاقة عاطفية: إذا كنت تعيش مع شريك حساس أو سريع الانفعال، قد تجد نفسك تحاول تجنب مواضيع معينة تخشى أنها قد تزعجه. على سبيل المثال، إذا كنت تريد أن تتحدث عن مشكلة تؤرقك، لكنك تتجنبها خوفاً من أن يغضب، فأنت بهذا الشكل “تمشي على قشر البيض”. مع الوقت، يؤدي ذلك إلى تراكم المشاعر المكبوتة والضغوط النفسية.

2. في مكان العمل: إذا كنت تعمل مع مدير يصعب إرضاؤه أو زميل يُحرجك، فقد تجد نفسك حذراً جداً عند التعامل معهم. ربما تتجنب طرح أفكارك خوفاً من الانتقاد، أو تتجنب الحديث عن رغبتك في الحصول على إجازة خوفاً من الرفض. هذا النوع من الحذر قد يؤدي إلى فقدان الإحساس بالأمان في مكان العمل ويؤثر سلباً على إنتاجيتك.

3. داخل الأسرة: أحياناً، في علاقاتنا الأسرية، قد تجد نفسك تحاول تجنب مواضيع معينة، خاصة إذا كانت تتعلق بقراراتك الشخصية أو مواقفك. قد يحدث هذا مع أحد الوالدين أو قريب يميل لفرض آرائه بقوة. على سبيل المثال، ربما تتجنب مناقشة حياتك المهنية أو خططك المستقبلية مع أفراد العائلة الذين يعارضون تلك الخطط، وتخشى أن يؤدي الحديث عنها إلى خلاف.


كيف تتخلص من الشعور بالمشي على قشر البيض:


1. التواصل الصادق والواضح: محاولة إيصال ما تشعر به بطريقة هادئة وصريحة. يمكنك أن تقول، “أشعر أحياناً أنني أتعامل بحذر شديد في هذه المواضيع. هل يمكننا التحدث بصراحة؟”

2. التحضير للحوار: إذا كان الموضوع حساساً، حاول التفكير مسبقاً في كلماتك وترتيب أفكارك. يمكنك مثلاً البدء بعبارة محايدة، مثل: “أود أن نتحدث عن بعض الأمور التي تشغلني، وأتمنى أن نتواصل بشكل يساعدنا على فهم بعضنا.”

3. احترام الحدود الشخصية: تعلّم وضع حدود صحية واحترام ذاتك. من حقك أن تعبر عن احتياجاتك ومخاوفك بوضوح. 


لتجنب الشعور الدائم بأنك “تمشي على قشر البيض” وتحرر نفسك من التوتر الذي يرافقه، إليك بعض الاستراتيجيات الإضافية للتعامل بشكل صحي في هذه المواقف:


1. التحدث عن مشاعرك بصدق:

أحيانًا يكون الإفصاح عن مشاعرك هو المفتاح. إذا كنت تتجنب موضوعًا ما خوفًا من رد فعل سلبي، جرب أن توضح للطرف الآخر أنك تشعر بالتوتر أو الحذر في الحديث. يمكنك القول، “أشعر بالتوتر عندما أتحدث عن هذا الموضوع لأنني أخشى أن يكون ردة فعلك سلبية، لكن أود أن نتعامل مع هذه المسألة بتفاهم.”

2. التعاطف مع الطرف الآخر دون التضحية بنفسك:

قد يكون الطرف الآخر حساسًا أو سريع الانفعال لسبب يتعلق بتجاربه أو مشاعره الشخصية. حاول أن تتفهم موقفه وتتعامل بتعاطف، ولكن دون أن تؤثر على راحتك النفسية أو تضطر للتنازل عن حقوقك في التعبير. يمكنك أن تقول، “أفهم أن هذا الموضوع قد يكون صعبًا عليك، ولكن من المهم بالنسبة لي أن نناقشه بطريقة تساعدنا معًا.”

3. التفاوض على الحدود الشخصية:

من المهم وضع حدود واضحة في أي علاقة، سواء كانت عاطفية أو مهنية. حاول تحديد المواضيع التي تُشعرك بعدم الراحة عند الحديث عنها، والتفاهم مع الطرف الآخر على كيفية مناقشتها بطرق صحية. يمكن أن تكون الحدود بسيطة، مثل الاتفاق على موعد مناسب للحديث، أو اختيار أسلوب معين لتجنب الانتقاد اللاذع أو الإساءة.

4. التدرج في التعبير عن آرائك:

إذا كان الطرف الآخر يواجه صعوبة في تقبل ما تقول، يمكنك محاولة التدرج في الطرح، عبر البدء بالأمور البسيطة ثم الانتقال للأكثر تعقيداً. هذا النهج يجعل الطرف الآخر يشعر بارتياح تدريجي ويقلل من ردود الفعل السلبية. مثلاً، يمكنك أن تبدأ بمشاركة رأي صغير أو تجربة بسيطة، ومع مرور الوقت تزيد من عمق المناقشات.

5. طلب الدعم من أشخاص تثق بهم:

يمكن أن يساعدك مشاركة أفكارك ومشاعرك مع شخص موثوق به، سواء كان صديقًا أو مستشارًا، في تنظيم أفكارك ومعرفة كيفية التعبير عنها بطريقة بناءة. الحصول على الدعم من أشخاص آخرين يمكن أن يعزز من ثقتك ويخفف من التوتر في المواقف التي تخشى فيها مواجهة الطرف الآخر.


أمثلة عملية لهذه الاستراتيجيات:


التحدث بصراحة مع الشريك: إذا كنت تخشى التحدث عن حاجتك لمزيد من الخصوصية أو الوقت لنفسك، جرب أن تبدأ حديثك بالتأكيد على أهمية العلاقة لك، مثل “أحب تواجدنا معًا وأقدّر وقتنا المشترك، لكن أحيانًا أحتاج بعض الوقت لأهتم بأمور أخرى أيضًا.”

طلب تحسين بيئة العمل: إذا كنت تشعر بعدم الراحة مع أسلوب مديرك، يمكنك طرح الأمر بطريقة تركز على مصلحة العمل، مثل “أحب العمل معك وأود أن أقدم أفضل ما لدي. أحيانًا أجد أنني أتحسن في بيئة يسودها دعم وتشجيع، وأتمنى أن نتعاون على خلق ذلك.”

التواصل مع أحد أفراد العائلة المتدخلين: إذا كان أحد أفراد العائلة يتدخل في أمورك الخاصة، يمكنك أن توضح له أهمية خصوصيتك بلطف، مثل “أعرف أنك تهتم لأمري وتريد الأفضل لي، لكن أحيانًا أشعر أنني أحتاج إلى مساحة خاصة لأتخذ قراراتي.”


في النهاية، تذكر أن الهدف من التوقف عن “المشي على قشر البيض” هو بناء علاقة صحية تقوم على الثقة والتفاهم، حيث تشعر بالراحة والأمان في التعبير عن نفسك دون خوف أو حذر مفرط.

تعليقات

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

لا تخافي يا بنتي