لا تخافي يا بنتي

 أتتني خائفه ترجف تبكي حضنتها  طمنتها  ورتبت علي شعرها وهمست في آذنتها ما يحزنك يا صغيرتي قالت أخذت نفسًا عميقًا ومسحت دموعها الصغيرة التي انسابت على وجنتيها. نظرت إلي بعينين متعبتين، مليئتين بالحزن والخوف، وكأنها كانت تحمل العالم بأسره على كتفيها الصغيرتين. همست بصوت خافت، كأنه سر تخشى أن يعرفه أحد: “أخاف يا أمي… أخاف أن أكون وحدي، وأن يختفي كل شيء أحبّه.”

أحطت وجنتيها بيديّ، ونظرت في عينيها مباشرةً. قلت لها بصوت دافئ، يشبه الوعد الذي لن ينكسر: “أنتِ لست وحدك، ولن تكوني أبدًا. أنا هنا، سأبقى بجانبك دائمًا، أنتِ أمني وأنتِ عالمي، وأعدك أن كل شيء سيكون على ما يرام.”

هدأت قليلًا، لكنها كانت ما زالت بحاجة لكلمات تطمئن قلبها أكثر. احتضنتها مرة أخرى، وقلت: “الحياة يا صغيرتي مليئة بالأشياء الجميلة والأشخاص الطيبين. والأيام الصعبة ستأتي وتذهب، لكنها لن تأخذ منا كل شيء. ما نحب يبقى في قلوبنا، ولا يمكن لأحد أن يسرق ذلك منا.”

أخذت يديها الصغيرتين بين يديّ وهمست مجددًا: “أنتِ شجاعة، وأعلم أن قلبك الصغير يمكنه مواجهة كل شيء. وكلما شعرت بالخوف، تذكري أنني هنا، وستجديني دائمًا معك.”

بعد لحظات من الصمت، شعرت أن جسدها الصغير بدأ يرتاح بين ذراعي. تنفست بعمق وكأنها تطرد كل مخاوفها مع هذا النفس. ثم نظرت إلي بعينيها البريئتين، وكأنها تبحث عن الأمان في عينيّ مرة أخرى.

ابتسمتُ لها بلطف وقلت: “هل تعلمين؟ الشجاعة ليست في عدم الخوف، بل في مواجهته، وفي كل مرة تتخطين فيها هذا الشعور، تصبحين أقوى.” تابعت بلطف: “وهناك دائمًا نور صغير في كل شيء مظلم، كل ما علينا هو أن نبحث عنه.”

بدت وكأنها تستوعب كلماتي، فأخذتُ بيدها وقلت: “تعالي معي، لنبحث عن هذا النور سويًا، في الأشياء الصغيرة حولنا، في ضحكاتنا، في لحظاتنا الجميلة. أعدك أنكِ ستشعرين بالأمان، وستجدين أن هناك أشياء كثيرة تحميك وتجعلك سعيدة.”

ثم قلت لها بحنان: “وكلما شعرت بالحزن أو الخوف، لا تترددي في القدوم إليّ. هنا ستجدين الدفء والأمان، وفي حضني ستظل دائمًا لديكِ مساحة للراحة والاطمئنان.”

ضحكت ابتسامة صغيرة، وأحسست أن ثقتها بدأت تعود. بدا كأنها استوعبت أن هناك مكانًا دائمًا يلجأ إليه قلبها الصغير، حيث تجد الأمان الذي تطلبه، وعرفت أن الحب الذي بيننا أقوى من كل خوف.