من حكاوى الجدة
جلس الاحفاد حول جدتهم يتهامسون ماذا ستحكي لنا جدتنا الحبيبه اليوم اجابت الجده مبتسمه ساكمل لكم حكايه الشاطر حسن والاربعين حرامي هتف الاحفاد هيا يا جدتي
ابتسمت الجدة وهي تعدل نظارتها وتجلس مريحة في مقعدها المفضل، وقالت بصوت دافئ: “حسنًا، يا أحبابي، أذكركم أين توقفنا… الشاطر حسن كان قد اكتشف الكهف السري حيث يختبئ الأربعين حرامي. بعد أن سمع الكلمة السحرية ‘افتح يا سمسم’ ورأى الباب الصخري يفتح، تسلل بحذر إلى داخل الكهف.”
سكتت الجدة للحظة، تتأمل وجوه الأحفاد المتحمسين، ثم تابعت: “عندما دخل حسن الكهف، انبهر بما رآه! فقد كان الكهف مليئًا بالكنوز: الذهب، والمجوهرات، واللآلئ تتلألأ في كل مكان. لكن حسن، رغم إعجابه بكل تلك الثروات، لم يكن هدفه السرقة مثل الأربعين حرامي. كان يعرف أن هناك شيئًا أكبر بانتظاره.”
“ماذا فعل يا جدتي؟” قاطعها أحد الأحفاد بحماس.
ضحكت الجدة برفق وقالت: “أحسنت السؤال! حسن كان يعرف أن الحرامية لن يتأخروا في العودة إلى الكهف، لذا خبأ نفسه خلف كومة كبيرة من الذهب، وظل يراقب ما سيحدث. بعد قليل، عاد الأربعون حرامي وهم يتحدثون بصوت عالٍ، وكانوا سعداء بغنيمتهم الأخيرة.”
توقف حسن عن التنفس للحظة، وهو يراقبهم يفتحون باب الكهف السري مرة أخرى باستخدام الكلمة السحرية، ويضعون الكنوز الجديدة مع ما لديهم. بعد أن انتهوا، خرجوا جميعًا تاركين الكهف. وهنا، قرر الشاطر حسن أن يستغل الفرصة!
“وماذا فعل يا جدتي؟” سأل حفيد آخر، وعيناه تتسعان فضولاً.
أجابت الجدة وهي تبتسم: “الشاطر حسن، بعد أن تأكد أن الجميع قد غادر، جمع بعض الذهب والمجوهرات ليساعد بها أهل قريته الفقراء. ثم خرج بهدوء وأغلق الباب خلفه بالكلمة السحرية. ولكنه لم يكن يعرف أن أحد الحرامية قد نسي شيئًا وعاد بسرعة… ماذا تتوقعون أنه سيحدث الآن؟”
نظر الأحفاد إلى بعضهم البعض بذهول، متشوقين لمعرفة ما سيحدث، فتابعت الجدة: “الحرامي الذي عاد اكتشف أن بعض الكنوز قد اختفت، وعلم أن أحدًا ما كان هنا. وهكذا بدأ الحرامية في البحث عن الشاطر حسن، لأنهم عرفوا أن هناك شخصًا ذكيًا قد عرف سرهم. ولكن حسن لم يكن خائفًا، فقد كان يملك خطة ذكية ليواجههم…”
“ما هي الخطة؟” صاح الأحفاد بصوت واحد.
ضحكت الجدة وأجابت: “هذا ما سأحكيه لكم في المرة القادمة، فكل قصة تحتاج إلى قليل من التشويق!”
فأطلق الأحفاد تنهدات من الترقب، وعرفوا أن عليهم الانتظار حتى الليلة القادمة ليستمعوا إلى نهاية مغامرة الشاطر حسن المثيرة.
ابتسمت الجدة وهي تلاحظ الحماس في عيون أحفادها، ثم تابعت: “حسنًا، حسنًا، سأكمل لكم قليلاً من القصة قبل أن نختم. بعد أن أدرك الشاطر حسن أن الحرامية بدأوا في البحث عنه، فكر بسرعة. لم يكن يملك القوة لمواجهة الأربعين حرامي بشكل مباشر، لكنه كان يملك الذكاء الذي سيمكنه من النجاة.
قرر حسن العودة إلى القرية، لكنه لم يذهب مباشرة. بل أخذ طريقًا ملتويًا في الجبال، حتى يضيع أثره. وفي نفس الوقت، كان الحرامية يجوبون الطرق بحثًا عن أي أثر له، لكنهم لم يجدوا شيئًا.
عندما وصل حسن إلى القرية، لم يخبر أحدًا بما حدث، لكنه بدأ يستخدم الذهب والمجوهرات في مساعدة الفقراء سرًا. كل ليلة كان يترك بعض المال أو الطعام عند أبواب منازل المحتاجين، وكانوا يستيقظون ليجدوا العطاء دون أن يعرفوا من أين جاء.
لكن الأمور لم تكن بهذه السهولة! في أحد الأيام، قرر زعيم الأربعين حرامي أن يأتي إلى القرية بنفسه، متنكرًا في زي تاجر غني، ليكتشف من هو هذا الشاب الذكي الذي سرق منهم دون أن يترك أي أثر.”
سأل أحد الأحفاد بقلق: “هل سيكتشفونه يا جدتي؟”
ابتسمت الجدة وقالت: “لقد اقتربوا من ذلك، يا صغيري! زعيم الحرامية، بعد أيام من التجسس والسؤال، اكتشف أن حسن كان الشخص الذي اختفى لفترة وجيزة خلال تلك الأيام. فقرر أن يتحدث معه مباشرة. ذهب إليه متظاهرًا بأنه تاجر يحتاج إلى مساعدة، وطلب من حسن أن يدله على أقرب نزل في القرية.”
تابعت الجدة وهي ترفع حاجبيها لتزيد من إثارة القصة: “لكن الشاطر حسن، بشدة ذكائه، شعر أن في الأمر شيئًا غريبًا. أدرك أن هذا الرجل قد يكون له علاقة بالحرامية. لكنه لم يظهر خوفه، بل ابتسم وقال: ‘سأدلك على أفضل نزل في القرية، يا سيدي. ولكن قبل أن تذهب، دعني أرحب بك في بيتي لتناول طعام الغداء.’”
أحد الأحفاد صاح: “يا له من ذكي!”
ضحكت الجدة وقالت: “نعم، الشاطر حسن دائمًا يفكر بخطوة إلى الأمام. دعاه إلى بيته، وأثناء تناول الطعام، لاحظ حسن وشمًا مميزًا على يد الرجل، كان نفس الوشم الذي رآه على يد أحد الحرامية في الكهف! هنا تأكد حسن أن هذا التاجر ليس إلا زعيم العصابة.”
صمتت الجدة للحظة وهي تنظر إلى الأحفاد المتحمسين، ثم قالت: “لكن هل اكتشف الزعيم أن حسن يعرف سره؟ وهل سيتمكن الشاطر حسن من النجاة؟ هذا ما سنعرفه في الليلة القادمة.”
تعالت أصوات الأحفاد معبرة عن رغبتهم في معرفة المزيد، لكن الجدة كانت قد قررت أن تتركهم في هذا التشويق لتجعلهم ينتظرون النهاية بحماس أكبر.
ابتسمت الجدة وهي ترى خيبة الأمل في وجوه الأحفاد، لكنها قالت بحنان: “حسنًا، سأكمل قليلاً، ولكن عليكم أن تكونوا صبورين معي.” جلس الأحفاد في أماكنهم بهدوء شديد، منتظرين بشغف معرفة ما سيحدث للشاطر حسن.
“بعد أن أدرك حسن أن هذا التاجر هو زعيم الحرامية، عرف أنه في خطر كبير. لكنه لم يظهر أي توتر، بل قرر أن يواجه هذا الموقف بحكمة. بعد أن انتهى من تقديم الطعام للضيف، قال بهدوء: ‘يا سيدي، بما أنك تاجر من بعيد، لا بد أنك قد رأيت الكثير من الأماكن وسمعت الكثير من القصص. هل سمعت عن قصة الكهف السحري الذي لا يُفتح إلا بكلمة سر؟’
شعر الزعيم بالدهشة عندما سمع حسن يتحدث عن الكهف، لكنه حاول أن يخفي توتره وقال: ‘لا، لم أسمع عن مثل هذا الكهف. هل هو موجود حقًا؟’”
توقفت الجدة للحظة، مما زاد من تشويق الأحفاد الذين كانوا ينظرون إليها بترقب. ثم تابعت: “حسن، ببساطة، أجاب: ‘نعم، إنه موجود. لكن دخوله يتطلب شجاعة وحذرًا. فقد سمعت أن من يدخل هذا الكهف دون أن يعرف أسراره لن يخرج منه أبدًا.’”
هنا، بدأ الزعيم يشعر بعدم الارتياح. كان يعرف أن حسن قد يكون على علم بشيء، ولكنه لم يكن متأكدًا. لذا، قرر أن يتصرف بذكاء أيضًا. قال مبتسمًا: ‘يبدو أن هذا الكهف قد يحمل الكثير من الأسرار. ربما يمكنك أن ترشدني إليه يومًا ما.’
لكن حسن كان أذكى مما ظن زعيم الحرامية. فأجاب ببراءة مزيفة: ‘ربما، يا سيدي، لكنني أعتقد أنك قد تعرف عنه أكثر مما تظن.’”
قالت الجدة بصوت خافت، وكأنها تهمس: “في تلك اللحظة، أدرك زعيم الحرامية أن حسن يعرف سره، وأنه قد يكون هو من دخل الكهف وسرق الكنوز. لكن حسن كان قد سبق الجميع بتخطيطه. قبل أن يُكتشف أمره بشكل كامل، قام بحيلة ذكية.”
تقدم أحد الأحفاد للأمام وهو يهمس: “ما هي الحيلة، يا جدتي؟”
أجابت الجدة مبتسمة: “الشاطر حسن كان قد أخفى قريته تمامًا. فهو لم يكن يعمل وحده، بل كان لديه أصدقاء من الفلاحين الذين ساعدوه في خداع العصابة. في تلك الليلة، عاد زعيم الحرامية إلى بقية عصابته وأخبرهم أن حسن قد كشف سره. لذا، قرروا الهجوم على القرية في اليوم التالي.”
صمتت الجدة للحظة ثم تابعت: “لكن الشاطر حسن لم يكن ساذجًا. في تلك الليلة، قام هو وأصدقاؤه بترتيب فخ كبير. عندما حاول الحرامية دخول القرية فجرًا، وجدوا أنفسهم محاصرين. لم يجدوا كنوزهم ولا أهل القرية، بل وجدوا الجنود ينتظرونهم! كانت تلك نهاية الأربعين حرامي. تم القبض عليهم جميعًا وأعيدت الكنوز إلى أصحابها.”
ابتسم الأحفاد بفرح، وهتف أحدهم: “لقد انتصر الشاطر حسن في النهاية!”
هزت الجدة رأسها وقالت: “نعم، انتصر بفضل ذكائه وشجاعته. تعلموا يا أحبائي أن الحكمة والذكاء قد تكونان أقوى من أي قوة جسدية. الشاطر حسن لم يكن فقط بطلًا لأنه قوي، بل لأنه كان يعرف كيف يفكر ويتصرف في الوقت المناسب.”
ثم أضافت بابتسامة: “والآن، يا أحبائي، حان وقت النوم. القصة انتهت، لكن الحكم والدروس منها ستبقى معكم دائمًا.”
قام الأحفاد واحدًا تلو الآخر، يقبلون يد جدتهم قبل أن يتوجهوا إلى أسرتهم، وقد امتلأت قلوبهم بالسعادة والطمأنينة.
تعليقات
إرسال تعليق