قصة من قصص الحياة
قصة من قصص الحياة
تناولت فيها أهم نقطة ، يعاني منها تقريبا كل فرد منا لكن بنسب متفاوتة
فما هي قصتي ؟
قصتي قصة شاب غاص في بئر الأوهام
عانق القلق و الالآم سنين و أعوام.
هل يا ترى يستطيع أن يتحدى الصعاب
أم سيبقي تائهة في بحور الظلمات
أسرع الدكتور حسام على مريض دخل الطوارئ فوجده فاقد للوعى
فامسك التقرير المرفق معه ؛؛
الاسم سالم عبد الحميد مهدي
العمر ٢٥ سنه
الحالة فقدان للوعي نتيجة حاله هستيرية و أرتفاع في الصغط و عدم أنتظام ضربات القلب
قام بالأجرات الطبية اللازمة فبدأ يفوق
تبسم في وجه سالم وقال
الحمد لله على السلامة ؛ أخفتنا عليك .
فتح سالم عينيه و أغلقتها ، متعجباً ؛أين أنا ؛ ماذا حدث !؟ .
أجابه الطبيب أنت هنا في المشفى؛ بسبب فقدانك للوعى .
أنا الدكتور حسام ،
هل تستطيع أن تذكر لي ، ما الذي حصل قبل فقدانك للوعى، وما الذى أزعجك ؟.
أجاب سالم بستنكار
ما الذي أزعجني!!؟
أسالني ما الذي لا يزعجني ؟
فأنا أنسان أضيق وأشعر بالإنزعاج و القلق من كل شيء .
رد الطبيب بصوت هاديء:
حسناً ، إهدأ وتنفس بعمق ؛ خذ شهيق واحبس الهواء داخل صدرك وعد الى العشرة ثم أزفره ببطء، وأسترخي، ثم حدثني منذ متى و أنت على هذه الحالة !؟
ارجو أن تخبرني بكل شيء ، سواء كان أمراً مهماًمن وجهة نظرك ، أو كنت تعتبره غير مهم .
أجابه بضيق ؛ في الحقيقة لا أعلم من أين أبدأ ولا أستطيع أن أحدد بدقة مالذي حصل و لكن
ربما بدأ الأمر و أنا في المرحلة المتوسطة . حيث كنت أنا و صديقي خالد لا نفترق أبدا إلا
وقت النوم ، كان يكبرني بعام ، كنا مرحين نحب الحياة مجتهدين في تحصيلنا العلمي؛ تبدلت
حالته بعد وفاة والده ، فأصبح يخاف كثيرا على أمه و يخشى أن يفقدها أيضا و يصبح يتيم الابوبين .
كنت أشاركه أحزانه ، أبكى معه ؛ تبدلت أحاديثنا فأصبح محورها الخوف من فقدان من نحب
سمعنا ذات مره كثرة القلق على أمر ما يجعلك تفقده فكر خالد و قال : بما أن الامر كذلك لما لا نقلق على الأمور التي لا نحبها حتى نفقدها .
أعجبتني الفكرة و أنغرست في داخلي و بدأت أطبقها ، فما لبثت حتى تشعبت و تمكنت مني.
و أصبحت أقلق في جميع الأمور سواء التي أريدها وتلك التي لا أريدها ، وأصبح القلق جزء من حياتي .
لم يمضى وقت طويل إلا و تحولت لشخص عصبي ، دائم التوتر ، أشعر بوجود خطر وشيك
وقدر سيء يتربص بي وسيداهمني في أي لحظة ؛ فعلى سبيل المثال ؛ كنت أحب ركوب
الدراجة و أعتبرها هوايتي المفضلة ؛ أهملت ركوبها، حتى تركتها خشية من أن تصدمني
سيارة و أموت كما حدث لأبن الجيران ؛ وأبدلتها بالسير على الأقدام في كل مشاويري واثناء
ذهابي إلى المدرسة و غيرها ، لكن حتى السير كرهته لأن اشعر أنه سيزهق روحي ، أشعر أن قلبي سيخرج من صدري، من شدة ضربات قلبي ثم أتعرق ،تنتابني رجفة فجاءة .
وتركت لعب الكورة و أهملت المباريات بسبب شعوري بالتعب و الأرهاق و بسبب خوفي من أن أسقط و تنكسر رجلي كما حدث لزميلي أحمد .
تدهور مستواي الدراسي ؛ وأصبحت قليل التركيز ، لا أحفظ و لا أفهم ما يشرح.
نجحت بتقدير ضعيف بعد أن كنت من الأوائل ؛ لم أتمكن من دخول الجامعة بسبب تدني مجموعي في الثانوية العامة .
أشتغلت بوظيفة متواضعة بمرتب ضعيف ؛ كنت دأئما معرض للنقد و لفت النظر و التهديد بالفصل لكثرة غيابي و حضوري المتاخر .
أردت أن أصلح الأمر لم أستطع ، فأنا لا أستطيع النوم و أن غفيت أستيقظ على كوابيس .
حتي زوجتي و طفلي أصبحوا يعانون من عصبيتي و ثورتي لأتفه الأسباب .
إن خرجت مشوار أطالبها أن تكون على أتصال طوال الوقت خشية أن يصيبها حادث أثناء وجودها في السيارة .
وأصبحت أخاف من الظلام و الزحمة ؛ وحرمت على نفسي ركوب المصعد و أبدلته بالدرج حتي لا أموت أختناقا ؛ الغيت من قاموسي ركوب الطيارة حتى لا تسقط بي بذلك حرمت السفر .
أذكر يوما دعاني أبي للنزهة علي شط البحر .
فأجابه الطبيب
طبعا لم تذهب.
رد حسام بستياء
لا ذهبت و ياليتني لم أذهب .
أجاب الدكتور باستغراب
لماذا ماذا حصل ؟
أجاب بستياء و حزن
قلبت اليوم عليهم نكد و توتر بسبب عصبيتي و صياحي ؛ حتى أبني منعته من السباحه حتى لا يغرق و أكتفيت أن أجلسته على الشاطئ يلعب و جلست على كرسي أمامه ثار في وجهي أصبح يصرخ و يبكي لماذا أحضرتنا نريد أن نعود إلي البيت أنت أب سيء .
طفح الكيل بزوجتي، فهاتفتني اليوم تخبرني أنها أتصلت بوالدها لياخذها من البيت .
ماذا بعد ؟
لا أدري و لا أريد أن ادري ، ساد صمت طويل يتخلله الكثير من التنهيدات
أكمل يا سالم
لا أدري ماذا أقول صابني الهلع و علا صوتي و أنا أحادثها و أنفعلت على زملائي في العمل
ساد صمت طويل يتخلله الكثير من التنهدات ؛
أكمل ماذا بعد
لا أ دري و لا أريد أن أدري ، فقدت الوعي و أفقت و أنا هنا
هنا قال الدكتورحسام
؛ الأن ستنقل إلى غرفة خاصه بك ؛أرتاح حاول أن تخلد للنوم و سأراك غدا صباحا ، الأن تصبح علي خير و لا تنسى أن تقرأ قليلا من القرآن .
سنحتاج لعمل فحوصات و تخطيط للقلب و مراقبة ضغط الدم
ستخضع للمراقبه لمدة ثلاث أيام و بعدها نتناقش في النتيجة
💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐
و في اليوم الرابع
أستيقظ علي صوت الممرضة أخبرته أن الدكتور حسام سيقابله في العيادة
هز رأسه موافقا بدون أن ينطق بكلمة .
رافق الممرضة إلى عيادة الدكتور حسام
هنا رحب به الدكتور قائلا الحمد لله جميع الفحوصات سليمة
أنت لا تشكو من مرض عضوى ؛ أرتفاع ضغط الدم و عدم أنتظام ضربات القلب نفسي
نتيجة أفكارك لذلك أقترح عليك تحويلك للمستشار سعيد
.رد سعيد بأستغراب :ومن هذا سعيد أقصد المستشار سعيد ؟
أنه أخصائي نفسي سلوكي تربوي سوف يساعدك كثيرا
نعم يا دكتور ، و لكن ؛ أفكر ، أقصد .
((هل يستطع أن تزيل هذا السواد من داخلي ؟ )))
هل يستطيع أن يقلع التركمات الشائكة من أعماقي ؟
لا يا سالم أنه لن يلقلعها بل أنت .
كيف يا دكتور أنا لا أعرف كيف أفعل ذلك .
لا عليك سوف يساعدك و يعلمك كيف تتخلص منها من جذورها و تزرع حديقتك من جديد
زهور .
كيف يا دكتور لا أستطع .
بل تستطيع إذا أردت ،
هل أتصل و أحجز لك موعد ؟
لكن ، كيف ، أفكر جاوب سالم
هنا قال بحزم الدكتور حسام الأن قرر هل أتصل أم لا ؟
كما تريد يا دكتور لا ليس كما أريد بل كما تريد أنت
أنت صاحب القرار .
موافق أتصل
أتصل الدكتور على الأستقبال و حجز موعد الساعه العاشرة صباحا
سار الطبيب و سالم في الحديقه صامتين ثم التفت إلي سالم و سأله ؟
ما رأيك في حديقة المشفى ؟ هل بامكانك أن تصفها لي .
نعم ؛ هناك بعض بعض الأزهار ، هنا كراسى ، تلك شجرة .
عظيم عظيم يا سالم ؛ أرأيت مجرد أن قررت أن تساعد نفسك بدأت ترى الصور علي حقيقتها.
غدا تنطلق للمكتب المستشار.
عاد سالم لغرفته و هو يفكر في المستشار ، في زوجته ، في أبنه ،
في حالته ، كيف كان و كيف أصبح ؟ يا ترى هل سياستطيع المستشار مساعدته
غفى و هو يردد إن الغد لناظره لقريب.
أستيقظ على صوت الممرضه و هي تطلب منه أن يستعد للذهاب إلي مكتب المستشار.
سار خلف الممرضة و هو صامت يفكر في أشياء كثيرة متداخلة
العرق يتصبب من وجهة ، وصل لباب العيادة طلبت منه الممرضة أن ينتظر قليلا
و سينادي عليه ؛ بدأ يتأمل الغرفه و ماتحتويه من رسومات نظر من الشباك إلي الحديقة
فاق على صوت ؛ المستشار في أنتظارك ؛ .
أتجه إلي باب العيادة و طرق الباب إذ بصوت تفضل ياسالم
صافح المستشار و جلس يتأمله و هنا أبتسم في وجهة و قال : لقد أخذت جميع بياناتك من الملف
الأن قبل أن أبدأ ساطرح سؤال محدد هل لك رغبة أكيدة في الشفاء ؟
نعم با دكتور حياتي تدمرت .
هنا قال المستشار أذن اتفقنا يدي بيدك نقضي على الشبح الأسود
سأبدأ أولا بطرح مجموعة أسئلة و أريدك أن تسترخى و تجاوب عليها بكل صدق ، حتى استطيع أن أحدد نسبة القلق عندك و أرسم خطة للعلاج .
أجاب سالم مستغربا هل هو تحقيق
ما نوع هذه الأسئلة يا دكتور ؟
أبتسم الدكتور و قال :
إنه " أختبار تايلور " للقلق هو عباره عن خمسون سؤال ، نستطيع من خلاله أن نحدد نسبة القلق ؛ استرخى و أهدأ و كل ما عليك أن تجاوب بنعم أو لا فقط و تدون أجابتك في الجدول الذي أمامك .
هل أنت مستعد ؟
كما تريد يا دكتور .
بعد فتره من الوقت في طرح الاسئله ؛ ثم انتهى الأمر
التفت المستشار لسالم قائلا :
الأن بامكانك أن تسترخى قليلا حتى أنتهى من النتيجة .
مضى فتره من الوقت و سالم يرفع راسه و يرخيه مصفر الوجه و العرق يتصبب علي وجنته منتظر رد الكتور .
لقد انتهينا يا سالم .
سأخبرك بالنتيجه
أجاب سالم بقلق شديد :
ماذا هناك يا دكتور ؟
تنصف حالتك قلق فوق المتوسط يمكن علاجه لم تصل لمرحلة القلق المرضي
و هذا مؤشر جيد ؛
💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐🌷🌼🌼💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐
تمام
الآن أحب أن أسمعك ، أحكى لي منذ أن كنت طفلا .
عاد سالم بذاكرته للماضى و بدأ يحكي و يحكى و المستشار يدون في كراسته بعد الملاحظات
حكى سالم أحدات كثيره من حياته إلى أن وصل إلى المستشفى و تنهد و سكت .
هنا التفت اليه المستشار سعيد " هل تريد أن تضيف شيء أخر حتى لو لم يكن مهم " ؟ .
لا يا دكتور .
تبسم المستشار سعيد قائلا " هل فعلا يا سالم لك رغبة في العلاج " ؟ .
نعم و إلا لما كنت أنا هنا .
عظيم ؛ لو أتبعت تنفيذ التعليمات بدقة لن تمكث في المشفى طويلا ؛
هل نبدأ ؟ .
نعم بكل تأكيد .
أولا : لابد أن تمشى في حديقة المشفى خمسة عشر دقيقه يوميا ، و أريدك خلال فترة المشى أن تمارس التنفس .
أنا أتنفس .
نعم أعلم أنك تتنفس لكن أريدك أن تتنفس بطريقة مختلفة سأعلمك الطريقة و أريدك أن تعتاد عليها و تمارسها و تجعلها ضمن حياتك اليومي ؛ .
تساعدك هذه الطريقة على تنقية الدّم من كل العوالق التي تؤدي إلى انسداد الشرايين، وللقيام بهذا التنفس:
أدخل الهواء من أنفك إلى أن تصل بالعد إلى الرقم أربعة حيث تملأ رئتيك بالهواء النقي. احبس الهواء في داخل الرئتين إلى أن تصل بالعد إلى الرقم عشرة. أخرج الهواء بهدوء وبطء عن طريق فمك وأنت تعد إلى أن تصل إلى العدد خمسة. أخيراً أنصحك بالقيام بهذا التمرين أكثر من مرّة، مع الحرص على زيادة مدّة حبس الهواء داخل الجسم وتفريغ الهواء بنصف المدّة التي حبسنا فيها ذلك الهواء، فإذا حبست الهواء داخل جسمك وقمت بالعد حتى العدد 12 وجب عليك أن تعد للعدد ستة عند التفريغ .
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
كما أريد أن أدربك على التأمل و الأسترخاء ، هل عندك فكره عنه و نعم فؤائده ؟
لأول مره أسمع هذا الكلام .
هذه أهم فؤائد الاسترخاء
إنه عامل أساسي يساهم في التخلص من ضغوط الحياة ومشاكلها، وهو يساعد الجسم على التخلّص من التوتر والقلق والإرهاق والعصبية، كما إنه يعزز القدرة على استكمال حياتك بشكل طبيعي بدون أي ضغوطات وتأثيرات نفسية وجسدية، أيضا يمنح العقل القدرة على التفكير بهدوء ويساعد على المواجهة والصمود أمام كل الإخفاقات والصعوبات التي تواجها في حياتك
لكن
قبل البدء في تمارين الاسترخاء النفسي، يجب عليك مراعاة هذه النقاط :
- الحرص على إختيار مكان مناسب يتمتع بالهدوء بعيداً من الضوضاء ومشتتات التركيز والإنتباه.
- قبل ممارسة هذه التمارين يجب أن تردى ملابس ارتداء فضفاضة و تستلقى في مكان مريح
- يجب صرف الإنتباه عن المشاكل والأفكار التي تشغل بالك ، والتفكير بالأمور المحببه إليك مع ضرورة التركيز أثناء تادية هذه التمارين .
🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚
ما هي خطوات تمارين الاسترخاء النفسي؟
سأل سالم :
أجابه
- للبدء بعملية الإسترخاء النفسي أقترح بالجلوس على كرسي مريح مع التأكد من سند الرأس جيداً، ووضع الذراعين على الجانبين باتجاه الأعلى مع الابتعاد قليلا عن الجسم، أو يمكن الإستلقاء على السرير بشكل مستقيم مع تباعد القدمين، ووضع إحدى اليدين على البطن قرب السرة والاخرى على الصدر.
- بعد إتخاذ الوضعية بشكل مناسب، يقوم الإسترخاء النفسي على التنفس بشكل جيد، لذلك علىك التنفس بعمق، وإخراجه ببطء وبطريقة منتظمة، للتمكن من الإسترخاء عبر ملء الرئتين بالهواء دون بذل أي مجهود.
- لنجاح هذه التقنية، ينصح بأن يتم إستنشاق الهواء ببطء مع محاولة العدّ حتى الخمسة قبل تفريغ الهواء ببطء شديد.
- أقترح بأنتستمر الفرد بهذه الوضعية حتى تشعر بالإرتياح وزوال التوتر، وحتى تتمكن من التنفس دون أن يحبس نفسه.
- لنتائج مثالية، ينصح بتكرير عملية الإسترخاء النفسي 3 مرات يومياً علماً أن لا ضرر من القيام بذلك كل ما شعرت بالتوتر.
و أكمال المستشار حديثه
إن التأمل والاسترخاء ما هو إلّا تدبير رياضي عقلي، الفائدة منه القضاء على القلق والتوتر والمشاعر السلبية التي تنتاب الإنسان في غمار معركته اليومية مع شؤون الحياة المختلفة.
كما يمكنت أن تمارس التامل و أنت جالس أو تسير في حديقة المشفى
حيث أنك لست مجبرًا على التأمل وأنت جالس، أو بوضع ثابت، ويعتمد التأمل أثناء المسير على التركيز على خطواتك، وشعورك عندما تلمس قدمك الأرض، وعل الإيقاع الذي تتنفس فيه، وشعورك عندما ملامسة الهواء لوجهك.
كما يمكنك التأمل في أثناء تناول الطعام
إذا شعرت بالقلق والتوتر وأنت جائع وقد حان وقت الطعام فلا مانع من أن تجلس على طاولة الطعام وتسترخي قليلًا، بحيث تركز جل اهتمامك على طعامك فلا تنظر باتجاه التلفاز، أو تشتت ذهنك بشئ أخر و لا تستعجل في تناول طعامك، بل ركز في الطعام، وكل ببطء وهدوء.
إذا ما استطعت الانتظام في النشاط التأملي فأنت لا تحتاج سوى:
• الجو الهادئ، و المكان المناسب في المنزل أو المكتب أو الحديقة أو في المسجد، وذلك لكي تضمن عدم تشتت أفكارك.
إن التخيل يعطيك الإحساس بالراحة والطمأنينة والسكون والهدوء النفسي الذي يؤدي للتخفيف من القلق والتوتر، بحيث تقوم بتخيل مشهد ما يعطيك ذلك الشعور بالراحة، أغلق العينين واقهر التوتر والقلق ودعهما يتسربان من خلال أنفاسك التي تطلقها، فقط حاول أن تتخيل الأماكن الأكثر راحة والأجمل بالنسبة لك، فإذا تخيلت أنك على شاطئ بحيرة فماذا ترى:
• إنك تستطيع أن تراقب أشعة الشمس وهي تتلألأ على سطح الماء.
• بإمكانك أن تسمع وترى الطيور وهي تزقزق من فوقك.
• استمتع بالرائحة الذكية التي تنطلق من الأشجار التي حولك.
• اشعر بالماء البارد في البحيرة.
• استمتع بالهواء المنعش والنقي الذي يلاعب وجهك.
كما يمكنك أن تمارس
تمارين اليوغا من أجل التأمل والاسترخاء
فاليوغا تثبت قدرتها يومًا بعد يوم بالخفيف من التوتر والقلق والوصول إلى التأمل والاسترخاء الذي يقضي على القلق والتوتر، ولليوغا فائدة كبرى على النفس فهي أشبه ما تكون بالمضادات الحيوية الطبيعية التي تقضي على لقلق والتوتر.
لكي تصل إلى حالة التأمل والاسترخاء المطلوبة فإليك بعض الأفكار المفيدة لك:
• ضع جوالك على الوضع الصامت وتأكد من ذلك.
• ليكن وقت التأمل قبل النوم مباشرة، مما يساعدك على الاسترخاء وسهولة الدخول في النوم العميق.
• إن التأمل والاسترخاء هو ممارسة مستمرة، ويحتاج لاستمرا لملاحظة آثاره الإيجابية.
• استمع إلى الموسيقى الهادئة فذلك يساعدك في التأمل.
• لتتعلم من تجارب الإحباط والفشل أثناء التأمل، وحاول قدر الإمكان أن تتصالح مع الأفكار والمشاعر وأن تتوحد مع العالم المحيط بك.
💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐🌼💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐
أن داومت عليهم مع المشي يوميا ستخرج من المشفى سريعا .
هل أستوعبتها و عرفت فؤائدها ؟
نعم يا دكتور و أعدك سانفذها .
ودع المستشار سالم و هو يقول له : لا تنسى مواعيدك في العيادة الأحد و الأربعاء
الساعة العاشرة .
بدأ يطبق ما تعلمه و بدأت حالته تتحسن ، تخلص من الكوابيس و أستطاع أن أن ينام نوم متواصل و تحسنت قدرته علي التركيز و أختفت عصبيته ، تحول لشخص هادئ
دائم الأبتسامة .
اليوم موعده مع الدكتور الساعة العاشرة ، يا ترى ماذا سيقول له ؟
أتجه لعيادة الدكتور سعيد و هو كله حماس لمقابلته ، طرق باب العيادة و دخل.
تفضل يا سالم أرى صحتك تحسنت كثيرا ؛
كيف ترى نفسك بعد مضى شهر في المشفى ؟
أجاب سالم بحماس
أستطعت يا دكتور بفضل الله ثم بفضلك أن أقلع الحشائش التي بداخلي و أبدلتها بزهور الأمل
الحمد لله هذا من فضل الله و أصرارك علي التغير .
غدا سأكتب لك خروج من المشفى و هناك مفأجئة في أنتظارك .
ماهي المفاجئة ؟
لن أخبرك الأن ، لو أخبرتك لن تكون مفاجئة ؛
لكن أخبرني هل مازلت مصمم على الأنتساب للجامعة و كمالة تعليمك ؟
أو لك رأى آخر ؟
طبعا مصمم سأكمل تعليمي و سأواظب على عملي و أكون عند حسن ظن مديري و لن أتأخر ؛ الماضى لغيته ، و الصفحة السوداء مزقتها ، و حديقتي أنبتت زهور رائعة .
أراك بعد شهر لتخبرني ماذا فعلت في ذلك الشهر .
شكره سالم و عاد لغرفته مهرولا و جهز حقيبته أستعداد للخروج ، أستلقى على السرير
يفكرفي زوجته و أبنه ؛ هل يا ترى مازالت مصممة على الأنفصال ؟
غفت عينيه و هو متخذ قرار مصيري سيكون أول مشوار له سأقوم به زيارة زوجتيه و محاولة أقناعها بالعودة للمنزل .
صحى باكرا بكل حماس و نشاط و قام بجميع التدريبات اليومية التي تعلمها من المستشار
أرتدى ملابسه استعداد للخروج من المشفى .
بعد فترة طرق باب الغرفة و صوت سعيد هل أنت مستعد يا سالم للمفاجئة ؟
نعم بكل تأكيد و متحمس لها .
أذن تعال .
خرج من الغرفة و نظر إذ أجد زوجته تنظر له مبتسمة و ابنه يركض نحوه قائلا
"وكم أشتقت لك يا أبي "
كانت مفاجئة رائعة ، أصابه الزهول ، لم يصدق ما رأى ، التفت إلى سعيد هل ما أرى حقيقة ؟
نعم يا سالم حقيقة ؛ فقد كنت على أتصال دائم بزوجتك و كنت أطمانها عليك و أصرت أن
تحضر بنفسها للعودة إلى المنزل معك .
خرج من المشفى و هو عنده أصرار على الأستمرار على التغير و عقد النية
أن ينقذ صديقه خالد من الشبح الأسود
الخاتمة
التغير يبدأ من الداخل
إن الله لا يغير مافي قوم حتي يعيروا مافي أنفسهم
لو لم ينخذ سالم قرار التغير
لما أستطاع الدكتور حسام
و المستشار سعيد أن يساعداه
من شباك الشبح الأسودقصة من قصص الحياة
تناولت فيها أهم نقطة ، يعاني منها تقريبا كل فرد منا لكن بنسب متفاوتة
فما هي قصتي ؟
قصتي قصة شاب غاص في بئر الأوهام
عانق القلق و الالآم سنين و أعوام.
هل يا ترى يستطيع أن يتحدى الصعاب
أم سيبقي تائهة في بحور الظلمات
أسرع الدكتور حسام على مريض دخل الطوارئ فوجده فاقد للوعى
فامسك التقرير المرفق معه ؛؛
الاسم سالم عبد الحميد مهدي
العمر ٢٥ سنه
الحالة فقدان للوعي نتيجة حاله هستيرية و أرتفاع في الصغط و عدم أنتظام ضربات القلب
قام بالأجرات الطبية اللازمة فبدأ يفوق
تبسم في وجه سالم وقال
الحمد لله على السلامة ؛ أخفتنا عليك .
فتح سالم عينيه و أغلقتها ، متعجباً ؛أين أنا ؛ ماذا حدث !؟ .
أجابه الطبيب أنت هنا في المشفى؛ بسبب فقدانك للوعى .
أنا الدكتور حسام ،
هل تستطيع أن تذكر لي ، ما الذي حصل قبل فقدانك للوعى، وما الذى أزعجك ؟.
أجاب سالم بستنكار
ما الذي أزعجني!!؟
أسالني ما الذي لا يزعجني ؟
فأنا أنسان أضيق وأشعر بالإنزعاج و القلق من كل شيء .
رد الطبيب بصوت هاديء:
حسناً ، إهدأ وتنفس بعمق ؛ خذ شهيق واحبس الهواء داخل صدرك وعد الى العشرة ثم أزفره ببطء، وأسترخي، ثم حدثني منذ متى و أنت على هذه الحالة !؟
ارجو أن تخبرني بكل شيء ، سواء كان أمراً مهماًمن وجهة نظرك ، أو كنت تعتبره غير مهم .
أجابه بضيق ؛ في الحقيقة لا أعلم من أين أبدأ ولا أستطيع أن أحدد بدقة مالذي حصل و لكن
ربما بدأ الأمر و أنا في المرحلة المتوسطة . حيث كنت أنا و صديقي خالد لا نفترق أبدا إلا
وقت النوم ، كان يكبرني بعام ، كنا مرحين نحب الحياة مجتهدين في تحصيلنا العلمي؛ تبدلت
حالته بعد وفاة والده ، فأصبح يخاف كثيرا على أمه و يخشى أن يفقدها أيضا و يصبح يتيم الابوبين .
كنت أشاركه أحزانه ، أبكى معه ؛ تبدلت أحاديثنا فأصبح محورها الخوف من فقدان من نحب
سمعنا ذات مره كثرة القلق على أمر ما يجعلك تفقده فكر خالد و قال : بما أن الامر كذلك لما لا نقلق على الأمور التي لا نحبها حتى نفقدها .
أعجبتني الفكرة و أنغرست في داخلي و بدأت أطبقها ، فما لبثت حتى تشعبت و تمكنت مني.
و أصبحت أقلق في جميع الأمور سواء التي أريدها وتلك التي لا أريدها ، وأصبح القلق جزء من حياتي .
لم يمضى وقت طويل إلا و تحولت لشخص عصبي ، دائم التوتر ، أشعر بوجود خطر وشيك
وقدر سيء يتربص بي وسيداهمني في أي لحظة ؛ فعلى سبيل المثال ؛ كنت أحب ركوب
الدراجة و أعتبرها هوايتي المفضلة ؛ أهملت ركوبها، حتى تركتها خشية من أن تصدمني
سيارة و أموت كما حدث لأبن الجيران ؛ وأبدلتها بالسير على الأقدام في كل مشاويري واثناء
ذهابي إلى المدرسة و غيرها ، لكن حتى السير كرهته لأن اشعر أنه سيزهق روحي ، أشعر أن قلبي سيخرج من صدري، من شدة ضربات قلبي ثم أتعرق ،تنتابني رجفة فجاءة .
وتركت لعب الكورة و أهملت المباريات بسبب شعوري بالتعب و الأرهاق و بسبب خوفي من أن أسقط و تنكسر رجلي كما حدث لزميلي أحمد .
تدهور مستواي الدراسي ؛ وأصبحت قليل التركيز ، لا أحفظ و لا أفهم ما يشرح.
نجحت بتقدير ضعيف بعد أن كنت من الأوائل ؛ لم أتمكن من دخول الجامعة بسبب تدني مجموعي في الثانوية العامة .
أشتغلت بوظيفة متواضعة بمرتب ضعيف ؛ كنت دأئما معرض للنقد و لفت النظر و التهديد بالفصل لكثرة غيابي و حضوري المتاخر .
أردت أن أصلح الأمر لم أستطع ، فأنا لا أستطيع النوم و أن غفيت أستيقظ على كوابيس .
حتي زوجتي و طفلي أصبحوا يعانون من عصبيتي و ثورتي لأتفه الأسباب .
إن خرجت مشوار أطالبها أن تكون على أتصال طوال الوقت خشية أن يصيبها حادث أثناء وجودها في السيارة .
وأصبحت أخاف من الظلام و الزحمة ؛ وحرمت على نفسي ركوب المصعد و أبدلته بالدرج حتي لا أموت أختناقا ؛ الغيت من قاموسي ركوب الطيارة حتى لا تسقط بي بذلك حرمت السفر .
أذكر يوما دعاني أبي للنزهة علي شط البحر .
فأجابه الطبيب
طبعا لم تذهب.
رد حسام بستياء
لا ذهبت و ياليتني لم أذهب .
أجاب الدكتور باستغراب
لماذا ماذا حصل ؟
أجاب بستياء و حزن
قلبت اليوم عليهم نكد و توتر بسبب عصبيتي و صياحي ؛ حتى أبني منعته من السباحه حتى لا يغرق و أكتفيت أن أجلسته على الشاطئ يلعب و جلست على كرسي أمامه ثار في وجهي أصبح يصرخ و يبكي لماذا أحضرتنا نريد أن نعود إلي البيت أنت أب سيء .
طفح الكيل بزوجتي، فهاتفتني اليوم تخبرني أنها أتصلت بوالدها لياخذها من البيت .
ماذا بعد ؟
لا أدري و لا أريد أن ادري ، ساد صمت طويل يتخلله الكثير من التنهيدات
أكمل يا سالم
لا أدري ماذا أقول صابني الهلع و علا صوتي و أنا أحادثها و أنفعلت على زملائي في العمل
ساد صمت طويل يتخلله الكثير من التنهدات ؛
أكمل ماذا بعد
لا أ دري و لا أريد أن أدري ، فقدت الوعي و أفقت و أنا هنا
هنا قال الدكتورحسام
؛ الأن ستنقل إلى غرفة خاصه بك ؛أرتاح حاول أن تخلد للنوم و سأراك غدا صباحا ، الأن تصبح علي خير و لا تنسى أن تقرأ قليلا من القرآن .
سنحتاج لعمل فحوصات و تخطيط للقلب و مراقبة ضغط الدم
ستخضع للمراقبه لمدة ثلاث أيام و بعدها نتناقش في النتيجة
💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐
و في اليوم الرابع
أستيقظ علي صوت الممرضة أخبرته أن الدكتور حسام سيقابله في العيادة
هز رأسه موافقا بدون أن ينطق بكلمة .
رافق الممرضة إلى عيادة الدكتور حسام
هنا رحب به الدكتور قائلا الحمد لله جميع الفحوصات سليمة
أنت لا تشكو من مرض عضوى ؛ أرتفاع ضغط الدم و عدم أنتظام ضربات القلب نفسي
نتيجة أفكارك لذلك أقترح عليك تحويلك للمستشار سعيد
.رد سعيد بأستغراب :ومن هذا سعيد أقصد المستشار سعيد ؟
أنه أخصائي نفسي سلوكي تربوي سوف يساعدك كثيرا
نعم يا دكتور ، و لكن ؛ أفكر ، أقصد .
((هل يستطع أن تزيل هذا السواد من داخلي ؟ )))
هل يستطيع أن يقلع التركمات الشائكة من أعماقي ؟
لا يا سالم أنه لن يلقلعها بل أنت .
كيف يا دكتور أنا لا أعرف كيف أفعل ذلك .
لا عليك سوف يساعدك و يعلمك كيف تتخلص منها من جذورها و تزرع حديقتك من جديد
زهور .
كيف يا دكتور لا أستطع .
بل تستطيع إذا أردت ،
هل أتصل و أحجز لك موعد ؟
لكن ، كيف ، أفكر جاوب سالم
هنا قال بحزم الدكتور حسام الأن قرر هل أتصل أم لا ؟
كما تريد يا دكتور لا ليس كما أريد بل كما تريد أنت
أنت صاحب القرار .
موافق أتصل
أتصل الدكتور على الأستقبال و حجز موعد الساعه العاشرة صباحا
سار الطبيب و سالم في الحديقه صامتين ثم التفت إلي سالم و سأله ؟
ما رأيك في حديقة المشفى ؟ هل بامكانك أن تصفها لي .
نعم ؛ هناك بعض بعض الأزهار ، هنا كراسى ، تلك شجرة .
عظيم عظيم يا سالم ؛ أرأيت مجرد أن قررت أن تساعد نفسك بدأت ترى الصور علي حقيقتها.
غدا تنطلق للمكتب المستشار.
عاد سالم لغرفته و هو يفكر في المستشار ، في زوجته ، في أبنه ،
في حالته ، كيف كان و كيف أصبح ؟ يا ترى هل سياستطيع المستشار مساعدته
غفى و هو يردد إن الغد لناظره لقريب.
أستيقظ على صوت الممرضه و هي تطلب منه أن يستعد للذهاب إلي مكتب المستشار.
سار خلف الممرضة و هو صامت يفكر في أشياء كثيرة متداخلة
العرق يتصبب من وجهة ، وصل لباب العيادة طلبت منه الممرضة أن ينتظر قليلا
و سينادي عليه ؛ بدأ يتأمل الغرفه و ماتحتويه من رسومات نظر من الشباك إلي الحديقة
فاق على صوت ؛ المستشار في أنتظارك ؛ .
أتجه إلي باب العيادة و طرق الباب إذ بصوت تفضل ياسالم
صافح المستشار و جلس يتأمله و هنا أبتسم في وجهة و قال : لقد أخذت جميع بياناتك من الملف
الأن قبل أن أبدأ ساطرح سؤال محدد هل لك رغبة أكيدة في الشفاء ؟
نعم با دكتور حياتي تدمرت .
هنا قال المستشار أذن اتفقنا يدي بيدك نقضي على الشبح الأسود
سأبدأ أولا بطرح مجموعة أسئلة و أريدك أن تسترخى و تجاوب عليها بكل صدق ، حتى استطيع أن أحدد نسبة القلق عندك و أرسم خطة للعلاج .
أجاب سالم مستغربا هل هو تحقيق
ما نوع هذه الأسئلة يا دكتور ؟
أبتسم الدكتور و قال :
إنه " أختبار تايلور " للقلق هو عباره عن خمسون سؤال ، نستطيع من خلاله أن نحدد نسبة القلق ؛ استرخى و أهدأ و كل ما عليك أن تجاوب بنعم أو لا فقط و تدون أجابتك في الجدول الذي أمامك .
هل أنت مستعد ؟
كما تريد يا دكتور .
بعد فتره من الوقت في طرح الاسئله ؛ ثم انتهى الأمر
التفت المستشار لسالم قائلا :
الأن بامكانك أن تسترخى قليلا حتى أنتهى من النتيجة .
مضى فتره من الوقت و سالم يرفع راسه و يرخيه مصفر الوجه و العرق يتصبب علي وجنته منتظر رد الكتور .
لقد انتهينا يا سالم .
سأخبرك بالنتيجه
أجاب سالم بقلق شديد :
ماذا هناك يا دكتور ؟
تنصف حالتك قلق فوق المتوسط يمكن علاجه لم تصل لمرحلة القلق المرضي
و هذا مؤشر جيد ؛
💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐🌷🌼🌼💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐
تمام
الآن أحب أن أسمعك ، أحكى لي منذ أن كنت طفلا .
عاد سالم بذاكرته للماضى و بدأ يحكي و يحكى و المستشار يدون في كراسته بعد الملاحظات
حكى سالم أحدات كثيره من حياته إلى أن وصل إلى المستشفى و تنهد و سكت .
هنا التفت اليه المستشار سعيد " هل تريد أن تضيف شيء أخر حتى لو لم يكن مهم " ؟ .
لا يا دكتور .
تبسم المستشار سعيد قائلا " هل فعلا يا سالم لك رغبة في العلاج " ؟ .
نعم و إلا لما كنت أنا هنا .
عظيم ؛ لو أتبعت تنفيذ التعليمات بدقة لن تمكث في المشفى طويلا ؛
هل نبدأ ؟ .
نعم بكل تأكيد .
أولا : لابد أن تمشى في حديقة المشفى خمسة عشر دقيقه يوميا ، و أريدك خلال فترة المشى أن تمارس التنفس .
أنا أتنفس .
نعم أعلم أنك تتنفس لكن أريدك أن تتنفس بطريقة مختلفة سأعلمك الطريقة و أريدك أن تعتاد عليها و تمارسها و تجعلها ضمن حياتك اليومي ؛ .
تساعدك هذه الطريقة على تنقية الدّم من كل العوالق التي تؤدي إلى انسداد الشرايين، وللقيام بهذا التنفس:
أدخل الهواء من أنفك إلى أن تصل بالعد إلى الرقم أربعة حيث تملأ رئتيك بالهواء النقي. احبس الهواء في داخل الرئتين إلى أن تصل بالعد إلى الرقم عشرة. أخرج الهواء بهدوء وبطء عن طريق فمك وأنت تعد إلى أن تصل إلى العدد خمسة. أخيراً أنصحك بالقيام بهذا التمرين أكثر من مرّة، مع الحرص على زيادة مدّة حبس الهواء داخل الجسم وتفريغ الهواء بنصف المدّة التي حبسنا فيها ذلك الهواء، فإذا حبست الهواء داخل جسمك وقمت بالعد حتى العدد 12 وجب عليك أن تعد للعدد ستة عند التفريغ .
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
كما أريد أن أدربك على التأمل و الأسترخاء ، هل عندك فكره عنه و نعم فؤائده ؟
لأول مره أسمع هذا الكلام .
هذه أهم فؤائد الاسترخاء
إنه عامل أساسي يساهم في التخلص من ضغوط الحياة ومشاكلها، وهو يساعد الجسم على التخلّص من التوتر والقلق والإرهاق والعصبية، كما إنه يعزز القدرة على استكمال حياتك بشكل طبيعي بدون أي ضغوطات وتأثيرات نفسية وجسدية، أيضا يمنح العقل القدرة على التفكير بهدوء ويساعد على المواجهة والصمود أمام كل الإخفاقات والصعوبات التي تواجها في حياتك
لكن
قبل البدء في تمارين الاسترخاء النفسي، يجب عليك مراعاة هذه النقاط :
- الحرص على إختيار مكان مناسب يتمتع بالهدوء بعيداً من الضوضاء ومشتتات التركيز والإنتباه.
- قبل ممارسة هذه التمارين يجب أن تردى ملابس ارتداء فضفاضة و تستلقى في مكان مريح
- يجب صرف الإنتباه عن المشاكل والأفكار التي تشغل بالك ، والتفكير بالأمور المحببه إليك مع ضرورة التركيز أثناء تادية هذه التمارين .
🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚
ما هي خطوات تمارين الاسترخاء النفسي؟
سأل سالم :
أجابه
- للبدء بعملية الإسترخاء النفسي أقترح بالجلوس على كرسي مريح مع التأكد من سند الرأس جيداً، ووضع الذراعين على الجانبين باتجاه الأعلى مع الابتعاد قليلا عن الجسم، أو يمكن الإستلقاء على السرير بشكل مستقيم مع تباعد القدمين، ووضع إحدى اليدين على البطن قرب السرة والاخرى على الصدر.
- بعد إتخاذ الوضعية بشكل مناسب، يقوم الإسترخاء النفسي على التنفس بشكل جيد، لذلك علىك التنفس بعمق، وإخراجه ببطء وبطريقة منتظمة، للتمكن من الإسترخاء عبر ملء الرئتين بالهواء دون بذل أي مجهود.
- لنجاح هذه التقنية، ينصح بأن يتم إستنشاق الهواء ببطء مع محاولة العدّ حتى الخمسة قبل تفريغ الهواء ببطء شديد.
- أقترح بأنتستمر الفرد بهذه الوضعية حتى تشعر بالإرتياح وزوال التوتر، وحتى تتمكن من التنفس دون أن يحبس نفسه.
- لنتائج مثالية، ينصح بتكرير عملية الإسترخاء النفسي 3 مرات يومياً علماً أن لا ضرر من القيام بذلك كل ما شعرت بالتوتر.
و أكمال المستشار حديثه
إن التأمل والاسترخاء ما هو إلّا تدبير رياضي عقلي، الفائدة منه القضاء على القلق والتوتر والمشاعر السلبية التي تنتاب الإنسان في غمار معركته اليومية مع شؤون الحياة المختلفة.
كما يمكنت أن تمارس التامل و أنت جالس أو تسير في حديقة المشفى
حيث أنك لست مجبرًا على التأمل وأنت جالس، أو بوضع ثابت، ويعتمد التأمل أثناء المسير على التركيز على خطواتك، وشعورك عندما تلمس قدمك الأرض، وعل الإيقاع الذي تتنفس فيه، وشعورك عندما ملامسة الهواء لوجهك.
كما يمكنك التأمل في أثناء تناول الطعام
إذا شعرت بالقلق والتوتر وأنت جائع وقد حان وقت الطعام فلا مانع من أن تجلس على طاولة الطعام وتسترخي قليلًا، بحيث تركز جل اهتمامك على طعامك فلا تنظر باتجاه التلفاز، أو تشتت ذهنك بشئ أخر و لا تستعجل في تناول طعامك، بل ركز في الطعام، وكل ببطء وهدوء.
إذا ما استطعت الانتظام في النشاط التأملي فأنت لا تحتاج سوى:
• الجو الهادئ، و المكان المناسب في المنزل أو المكتب أو الحديقة أو في المسجد، وذلك لكي تضمن عدم تشتت أفكارك.
إن التخيل يعطيك الإحساس بالراحة والطمأنينة والسكون والهدوء النفسي الذي يؤدي للتخفيف من القلق والتوتر، بحيث تقوم بتخيل مشهد ما يعطيك ذلك الشعور بالراحة، أغلق العينين واقهر التوتر والقلق ودعهما يتسربان من خلال أنفاسك التي تطلقها، فقط حاول أن تتخيل الأماكن الأكثر راحة والأجمل بالنسبة لك، فإذا تخيلت أنك على شاطئ بحيرة فماذا ترى:
• إنك تستطيع أن تراقب أشعة الشمس وهي تتلألأ على سطح الماء.
• بإمكانك أن تسمع وترى الطيور وهي تزقزق من فوقك.
• استمتع بالرائحة الذكية التي تنطلق من الأشجار التي حولك.
• اشعر بالماء البارد في البحيرة.
• استمتع بالهواء المنعش والنقي الذي يلاعب وجهك.
كما يمكنك أن تمارس
تمارين اليوغا من أجل التأمل والاسترخاء
فاليوغا تثبت قدرتها يومًا بعد يوم بالخفيف من التوتر والقلق والوصول إلى التأمل والاسترخاء الذي يقضي على القلق والتوتر، ولليوغا فائدة كبرى على النفس فهي أشبه ما تكون بالمضادات الحيوية الطبيعية التي تقضي على لقلق والتوتر.
لكي تصل إلى حالة التأمل والاسترخاء المطلوبة فإليك بعض الأفكار المفيدة لك:
• ضع جوالك على الوضع الصامت وتأكد من ذلك.
• ليكن وقت التأمل قبل النوم مباشرة، مما يساعدك على الاسترخاء وسهولة الدخول في النوم العميق.
• إن التأمل والاسترخاء هو ممارسة مستمرة، ويحتاج لاستمرا لملاحظة آثاره الإيجابية.
• استمع إلى الموسيقى الهادئة فذلك يساعدك في التأمل.
• لتتعلم من تجارب الإحباط والفشل أثناء التأمل، وحاول قدر الإمكان أن تتصالح مع الأفكار والمشاعر وأن تتوحد مع العالم المحيط بك.
💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐🌼💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐
أن داومت عليهم مع المشي يوميا ستخرج من المشفى سريعا .
هل أستوعبتها و عرفت فؤائدها ؟
نعم يا دكتور و أعدك سانفذها .
ودع المستشار سالم و هو يقول له : لا تنسى مواعيدك في العيادة الأحد و الأربعاء
الساعة العاشرة .
بدأ يطبق ما تعلمه و بدأت حالته تتحسن ، تخلص من الكوابيس و أستطاع أن أن ينام نوم متواصل و تحسنت قدرته علي التركيز و أختفت عصبيته ، تحول لشخص هادئ
دائم الأبتسامة .
اليوم موعده مع الدكتور الساعة العاشرة ، يا ترى ماذا سيقول له ؟
أتجه لعيادة الدكتور سعيد و هو كله حماس لمقابلته ، طرق باب العيادة و دخل.
تفضل يا سالم أرى صحتك تحسنت كثيرا ؛
كيف ترى نفسك بعد مضى شهر في المشفى ؟
أجاب سالم بحماس
أستطعت يا دكتور بفضل الله ثم بفضلك أن أقلع الحشائش التي بداخلي و أبدلتها بزهور الأمل
الحمد لله هذا من فضل الله و أصرارك علي التغير .
غدا سأكتب لك خروج من المشفى و هناك مفأجئة في أنتظارك .
ماهي المفاجئة ؟
لن أخبرك الأن ، لو أخبرتك لن تكون مفاجئة ؛
لكن أخبرني هل مازلت مصمم على الأنتساب للجامعة و كمالة تعليمك ؟
أو لك رأى آخر ؟
طبعا مصمم سأكمل تعليمي و سأواظب على عملي و أكون عند حسن ظن مديري و لن أتأخر ؛ الماضى لغيته ، و الصفحة السوداء مزقتها ، و حديقتي أنبتت زهور رائعة .
أراك بعد شهر لتخبرني ماذا فعلت في ذلك الشهر .
شكره سالم و عاد لغرفته مهرولا و جهز حقيبته أستعداد للخروج ، أستلقى على السرير
يفكرفي زوجته و أبنه ؛ هل يا ترى مازالت مصممة على الأنفصال ؟
غفت عينيه و هو متخذ قرار مصيري سيكون أول مشوار له سأقوم به زيارة زوجتيه و محاولة أقناعها بالعودة للمنزل .
صحى باكرا بكل حماس و نشاط و قام بجميع التدريبات اليومية التي تعلمها من المستشار
أرتدى ملابسه استعداد للخروج من المشفى .
بعد فترة طرق باب الغرفة و صوت سعيد هل أنت مستعد يا سالم للمفاجئة ؟
نعم بكل تأكيد و متحمس لها .
أذن تعال .
خرج من الغرفة و نظر إذ أجد زوجته تنظر له مبتسمة و ابنه يركض نحوه قائلا
"وكم أشتقت لك يا أبي "
كانت مفاجئة رائعة ، أصابه الزهول ، لم يصدق ما رأى ، التفت إلى سعيد هل ما أرى حقيقة ؟
نعم يا سالم حقيقة ؛ فقد كنت على أتصال دائم بزوجتك و كنت أطمانها عليك و أصرت أن
تحضر بنفسها للعودة إلى المنزل معك .
خرج من المشفى و هو عنده أصرار على الأستمرار على التغير و عقد النية
أن ينقذ صديقه خالد من الشبح الأسود
الخاتمة
التغير يبدأ من الداخل
إن الله لا يغير مافي قوم حتي يعيروا مافي أنفسهم
لو لم ينخذ سالم قرار التغير
لما أستطاع الدكتور حسام
و المستشار سعيد أن يساعداه
من شباك الشبح الأسود
تعليقات
إرسال تعليق