فاطمة اسكندراني

 كيف تحل مشاكل الزوجين 

تمرين “كتابة المحاسن والمساوئ للطرف الآخر” هو أداة فعالة للتعامل مع العلاقات الإنسانية، خاصة عندما تكون مشاعرنا معقدة أو متضاربة تجاه شخص ما. الهدف من هذا التمرين هو تعزيز الوضوح الذاتي والتوازن في النظر إلى العلاقة أو الفرد الذي تتعامل معه، سواء كان شريكًا، صديقًا، زميلًا، أو أي شخص آخر. سيساعدك التمرين على فهم أعمق للأثر الذي يتركه هذا الشخص في حياتك، ومن ثم يمكنك اتخاذ قرارات أكثر وعيًا حول التعامل معه.


خطوات التمرين:


1. إعداد الورقة:

• قم بتقسيم ورقة إلى قسمين متساويين؛ في الجزء الأول، اكتب “محاسن” وفي الجزء الثاني “مساوئ”.

• إذا كنت تفضل، يمكنك استخدام لونين مختلفين لكل قسم لتسهيل التمييز بينهما.

2. كتابة المحاسن:

• في العمود الأول، اكتب كل الصفات الإيجابية التي تراها في الشخص الآخر. حاول أن تكون موضوعيًا وصادقًا في الوصف. أمثلة على هذه الصفات يمكن أن تشمل:

• الدعم العاطفي الذي يقدمه.

• الإخلاص أو الولاء.

• مهارات معينة مثل حل المشاكل أو تفهم مشاعرك.

• أي لحظات إيجابية شاركتما فيها.

• لا تتسرع في هذه الخطوة؛ خذ وقتك لتذكر اللحظات أو الصفات الإيجابية التي تعزز القيمة التي يضيفها هذا الشخص لحياتك.

3. كتابة المساوئ:

• في العمود الثاني، قم بتدوين الجوانب السلبية أو السلوكيات التي تسبب لك الإزعاج أو الألم. قد تشمل هذه الأمور:

• عدم الاهتمام أو الإهمال.

• التصرفات الأنانية.

• المشاجرات المتكررة أو عدم تفهم مشاعرك.

• أي مواقف سلبية أو مشاعر غير مريحة تظهر باستمرار.

• مرة أخرى، كن صادقًا ودقيقًا. الهدف هنا هو أن تعترف بكل ما يزعجك دون تجميل أو إنكار.

4. المقارنة والتحليل:

• بعد الانتهاء من الكتابة، اقرأ القائمتين بتمعن وقارن بينهما. اسأل نفسك:

• هل تفوق المحاسن على المساوئ؟ أم العكس؟

• هل تتكرر المساوئ باستمرار وتؤثر على حياتك بشكل دائم؟ أم أنها أمور بسيطة يمكن التعامل معها؟

• كيف تؤثر المحاسن في توازنك العاطفي؟ وهل تشعرك المساوئ بالإحباط أو الاستنزاف؟

• هل هذه المساوئ قابلة للإصلاح أو التغيير؟ وهل يمكن التحدث مع الشخص بشأنها؟

5. التوصل إلى استنتاج:

• بعد المقارنة، قد تجد أن الشخص له جوانب إيجابية كثيرة تستحق التمسك بالعلاقة معه، أو قد تكتشف أن السلبيات كبيرة وتؤثر على حياتك بشكل لا يمكن تجاهله.

• بناءً على ما توصلت إليه، يمكنك اتخاذ قرار حول كيفية المضي قدمًا في العلاقة:

• هل تحتاج إلى حوار صريح مع الطرف الآخر لحل بعض المساوئ؟

• هل المحاسن تكفي لتجاوز المشكلات؟

• هل تستحق العلاقة استمرارها أم يجب التفكير في وضع حدود أو حتى إنهائها؟

6. خطوة إضافية - التأمل الذاتي:

• بعد الانتهاء من التمرين، من المفيد أيضًا أن تقوم بمراجعة دورك أنت في العلاقة. أحيانًا، قد نكتشف أن بعض المساوئ التي نراها في الآخرين تعكس أشياء في داخلنا أو نتجت عن سوء فهم أو توقعات غير واقعية.


فوائد التمرين:


• الوضوح: يساعدك التمرين على رؤية الصورة كاملة دون تأثيرات العاطفة القوية أو اللحظات اللحظية.

• التوازن: يعطيك فرصة لتقدير المحاسن وعدم التركيز فقط على المساوئ، أو العكس.

• القرار الواعي: بعد القيام بالتمرين، تصبح قادرًا على اتخاذ قرارات عقلانية وأكثر نضجًا حول العلاقة.


هذا التمرين يُمكنك من فهم العلاقة من منظور شامل وواقعي، مما يسهل عليك التعامل مع المشاعر المركبة واتخاذ خطوات محسوبة بناءً على تحليلك المنطقي والعاطفي على حد سواء.

تعليقات

إرسال تعليق

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

فاطمة اسكندراني
 مرآة الأسرار: رحلة نحو النور طرقت باب القبو مرة أخرى، شعرت بأنفاسي تتلاحق في الصمت العميق الذي يلف المكان. كان الهواء بارداً، ممزوجاً برائحة قديمة من الغبار والرطوبة. فجأة، سمعت صوت خشخشة خافتة من الداخل، وكأن شيئاً ما يتحرك. تساءلت إن كان هناك أحد، أو ربما شيء آخر ينتظرني خلف هذا الباب. قلبت الأفكار في رأسي، هل أفتح الباب أم أعود أدراجي؟ لكن فضولي كان أقوى من خوفي. مددت يدي نحو المقبض البارد، وفتحته ببطء، فأصدر الباب صريراً حاداً اخترق الصمت. ما الذي يمكن أن يكون مختبئاً في أعماق هذا القبو؟ فتحت الباب بالكامل، وكشفت الظلمة التي تلف القبو بظلالها الغامضة. خطوت إلى الداخل بحذر، والنور الخافت من الخارج بالكاد كان كافياً لرؤية ما أمامي. الأرضية كانت خشنة تحت قدمي، وأصوات الخطوات تتردد في كل زاوية. فجأة، شعرت بشيء غير مرئي يتحرك في الهواء من حولي. توقفت للحظة، أنصت بكل حواسي، ثم سمعت صوتاً منخفضاً، أشبه بهمسة بعيدة، ولكنه واضح: “ماذا تريد؟” تجمدت في مكاني. هل كان هذا الصوت حقيقياً أم مجرد تهيؤات؟ رددت بصوت مرتجف: “من هناك؟” لكن الصمت عاد ليخيم من جديد، وكأن القبو ابتلع كل شيء. أمعنت ا...
اقرأ المزيد...

لا تخافي يا بنتي

فاطمة اسكندراني
  أتتني خائفه ترجف تبكي حضنتها     طمنتها     ورتبت علي شعرها وهمست في آذنتها ما يحزنك يا صغيرتي قالت أخذت نفسًا عميقًا ومسحت دموعها الصغيرة التي انسابت على وجنتيها. نظرت إلي بعينين متعبتين، مليئتين بالحزن والخوف، وكأنها كانت تحمل العالم بأسره على كتفيها الصغيرتين. همست بصوت خافت، كأنه سر تخشى أن يعرفه أحد: “أخاف يا أمي… أخاف أن أكون وحدي، وأن يختفي كل شيء أحبّه.” أحطت وجنتيها بيديّ، ونظرت في عينيها مباشرةً. قلت لها بصوت دافئ، يشبه الوعد الذي لن ينكسر: “أنتِ لست وحدك، ولن تكوني أبدًا. أنا هنا، سأبقى بجانبك دائمًا، أنتِ أمني وأنتِ عالمي، وأعدك أن كل شيء سيكون على ما يرام.” هدأت قليلًا، لكنها كانت ما زالت بحاجة لكلمات تطمئن قلبها أكثر. احتضنتها مرة أخرى، وقلت: “الحياة يا صغيرتي مليئة بالأشياء الجميلة والأشخاص الطيبين. والأيام الصعبة ستأتي وتذهب، لكنها لن تأخذ منا كل شيء. ما نحب يبقى في قلوبنا، ولا يمكن لأحد أن يسرق ذلك منا.” أخذت يديها الصغيرتين بين يديّ وهمست مجددًا: “أنتِ شجاعة، وأعلم أن قلبك الصغير يمكنه مواجهة كل شيء. وكلما شعرت بالخوف، تذكري أنني هنا، وستجدين...
اقرأ المزيد...