قصه كن مصدر الهام للأخرين



في أحد أركان مترو الأنفاق المهجور، كان هناك صبي هزيل الجسم، شارد الذهن، يبيع أقلام الرصاص ويشحذ. كان يبدو كمن فقد الأمل في الحياة، وكأنه يتقبل مصيره في الصمت.


مرت لحظة غير متوقعة، حينما اقترب منه أحد رجال الأعمال. وضع الرجل دولارًا في كيس الصبي ثم استقل المترو مسرعًا. لكن بعد لحظة من التفكير، عاد الرجل مرة أخرى، وذهب نحو الصبي. أخذ بعض أقلام الرصاص، وأوضح له بلطف أنه نسي التقاط ما أراد شراءه. لكن الأهم من ذلك، كان حديثه الذي زاد من ثقة الصبي بنفسه. قال له: “إنك رجل أعمال مثلي، ولديك بضاعة تبيعها بأسعار مناسبة للغاية.”


مرت السنوات، وفي إحدى المناسبات الاجتماعية، تقدم شاب أنيق نحو رجل الأعمال، وقدم نفسه له. قال: “إنك لا تذكرني على الأرجح، لكنني لن أنساك ما حييت. لقد كنت أظن أنني شحاذ، أبيع أقلام الرصاص، لكنك جعلتني أدرك أنني رجل أعمال.”


العبرة


هذه القصة تحمل العديد من الدروس القيمة:


1. قوة الكلمات: الكلمات التي نستخدمها يمكن أن تكون لها تأثيرات عميقة. جملة بسيطة يمكن أن تغير مسار حياة شخص ما. كما أن الكلمة الطيبة تعتبر صدقة، ويمكن أن تبني أو تهدم. لذلك، من المهم اختيار كلماتنا بعناية.

2. تقدير الذات: يمكن لحديث إيجابي من شخص آخر أن يعيد بناء تقدير الذات لدى الأفراد، ويحفزهم لتحقيق إمكاناتهم. أحيانًا، نحن في حاجة إلى شخص ليؤمن بنا ويعطينا فرصة لرؤية أنفسنا بطريقة جديدة.

3. التأثير على الآخرين: من خلال دعم الآخرين وإلهامهم، نساعدهم في تحقيق أحلامهم. قد لا ندرك أبدًا مدى تأثير أفعالنا الصغيرة، لكن يمكن أن تكون لها آثار طويلة الأمد.

4. تغيير المفاهيم: يمكن لكلمات بسيطة أن تغير المفاهيم التي نحملها عن أنفسنا. ما نعتبره عيبًا أو فشلًا قد يتحول إلى قوة وإمكانية عندما نتلقى الدعم والتشجيع من الآخرين.


الخاتمة


في النهاية، لنحرص دائمًا على أن نكون مصدر إلهام للآخرين، وأن نتذكر أن كل شخص يمر بتحديات خاصة به. قد يكون لكلماتنا القدرة على تغيير حياة شخص ما، لذا لنختار كلماتنا بحب ورفق.

تعليقات

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

لا تخافي يا بنتي