كل ما نواجهه هو انعكاس لنا
إن كل ما نواجهه في حياتنا هو انعكاس لنا ولدواخلنا، وان أي موقف يمر يُقال فيه هذا إنعكاسك
(الإنعكاسات السبع للعلاقات)
1-مرآة الشخص في اللحظة:
المرآة الاولى لهذه العلاقات هي مرآة حضورنا وتواجدنا في اللحظة وماذا نعكس في من حولنا.
إن وجدنا أنفسنا في أنماط علاقات متتابعة من الغضب، الخوف، أو البهجة والسعادة، فالمرآة تعمل بكلا الحالتين، فنحن نرى ما نحن عليه في تلك اللحظة، ما نشعه نحن لمن حولنا، فهم يعكسون صورتنا لانهم مرآة لنا.
2-مرآة أحكام الشخص في اللحظة:
المرآة الثانية تشبه الأولى لحدٍّ ما ولكن بدلا من أن تعكس لنا ما نحن عليه في تلك اللحظة فهي تعكس لنا ما نطلق عليه أحكامنا في اللحظة. إذا رأيتم ان المواقف التي تصادفونها لا تمثلكم في تلك اللحظة فإسألو أنفسكم: هل هذه العلاقات تريني ما انا عليه من الداخل فعليا في هذه اللحظة وبصدق؟ فإن كانت إجاباتكم "لا" فهناك إحتمال كبير بأنها تعكس أحكامكم وما تحكمون عليه في هذه اللحظة.
عندما تدركون الخطأ في الحكم في موقف معين وتعالجون علاقة واحدة فإنكم تصلحون وتعالجون باقي العلاقات بشكل تلقائي لأن وعينا يعمل بهذه الطريقة.
أنظرو إلى الأشخاص الأقرب لكم واسألو أنفسكم إن كانو يعكسون دواخلكم في اللحظة، وإن كانت الإجابة "لا" فإسألو أنفسكم هل يعكسون أحكامكم في تلك اللحظة؟ وستفاجؤون من الإجابة، فهذه هي المغناطيسية، مع من تحبون أو افراد العائلة، من ليس لكم تغييرهم.
3 – مرآة ماهو مفقود، مُتَخلَّى عنه، او سُلِب للشخص:
المرآة الثالثة وربما الأكثر شيوعاً وهي المرآة التي تنعكس ونشعر بها في وجود شخص آخر.
تلك الصعقة الكهربائية والرعشة التي تحدث في أجسادنا عند تقابل الأعين، النظر في عينين شخص معين، وقشعريرة الجسد مع أشخاص ربما لم نرهم مسبقا أبدا.
هنا نفسر أن الحياة تتطلب منا و تكلِّفنا بالتخلي عن جزء كبير من أنفسنا خلال نمونا و تطورنا للنجاة في هذا العالم وتجربة الحياة هذه، هناك اجزاء منا تسقط سهواً ربما بدون علمنا، أو ربما يتم التخلي عنها بعلمنا، أو سُلبت منا عن طريق من لهم سلطة علينا.
مثال: شخص ناجح ذو منصب كبير، عندما سألوه كيف وصلت إلى هنا قال بالتخلي عن كل شي آخر الا فكرة الوصول لهذا المنصب، فقد كلفني كل شيئ، عائلتي وأصدقائي وكل شيئ.
عندما نجد أنفسنا في مواجهة أشخاص يمثلون نفس الأشياء التي فقدناها في انفسنا فنسعى لملئ ذلك الفراغ، و اجسادنا ستتجاوب فيسيولوجياً، لهذا يحدث هذا الإنجذاب المغناطيسي لهذا الشخص عندما تجدون أنفسكم في حضرة شخص منجذبين له هكذا، إسألو أنفسكم: ما الذي أجده في هذا الشخص وقد فقدته في نفسي، تخليت عنه، او سُلب مني؟ و ستفاجؤون بما ستكتشفونه، فنحن نشعر دائما و نحس بذلك الجانب المفقود في بعضنا البعض.
عندما تتعلقون بأشخاص معينين بدون سبب فهناك نعتقد بأننا نحبهم ولكن قبل هذا إسألو أنفسكم ماذا يوجد في هذا الشخص أنا افتقده؟
إذا كنا صادقين فعلا مع انفسنا فسنشعر بذلك الجزء المفقود.
خلقنا ارواح بدون اي جنس ولا نصبح ذكر او أنثى إلا بهذا الجسد المادي.
ميل شخص معين للجنس الآخر هو لملئ ذلك الفراغ للشعور بالتكامل. فإن اختر ان تكون ذكر فأنت تترك في الخلفية النصف الأنثوي داخلك و إن كان الإختيا أنثى فستترك خلفك النصف الذكوري، لهذا ممكن ان تميل للتواجد الكثير، صداقا مثلا، للجنس الآخر.
مثال: إذا إخترت كروح ان تتمثل في العالم المادي بجسد ذكر فأنت تأخذ النصف ويبقى نصف الأنثى منسي، فإن تعرض هذا الذكر للإعتداء خلال الطفولة فسيكون فقد جزء الذكر أيضا. ما الذي مع الوقت سيبحث عنه؟ الجزء المختار، ان يكون ذكر (برغم ما فقد)، ليقوي داخله ما فقده (هنا تصبح علاقاته ذكورية).
كم من علاقة حب إنتهت بدون سبب لأن الجزء المفقود داخلهم وجد علاجه ولم يعد الطرف الثاني يعني لهم ملئ ذلك الفراغ أو الجزء المفقود.
4– مرآة الحب المنسي:
المرآة الرابعة وهي نوع مختلف... في حياتنا نتبع أساليب وأنماط مع الوقت تصبح إجبارية وربما مع الوقت تصبح إدمانية وهذا ما يسمح لنا برؤية أنفسنا في حضرة إدمان او إكراه.
بالإدمان نرى بأننا شيئا فشيئا نتخلى عن ما نملك. أقرب مثال يتخاطر للأذهان بالتكلم عن الإدمان هو إدمان الكحول او المخدرات وهذه أمثلة الأشياء الواضحة ولكن هناك إدمان لا يُلاحظ، غير واضح، كـ إدمان مشاكل التحكم، إدمان الجنس، إدمان المال او خلق الوفرة، هذه أيضا إدمانات. من يرى نفسه في حضرة هذه الأنماط، من جمال هذه الأنماط، انها لا تحدث فجأة بين ليلة وضحاها، لكنها تنكشف وتنتشر شيئا فشيئا، فإننا نتخلى عن شيئ عزيز شيئا فشيئا. إن غيَّرنا أنماط حياتنا لتوافق إدمان معين فربما نحن نتخلى عن المقربين، الأحباء، العائلة، لنستوعب النمط الجديد. فلنا ان نلاحظ هذا الإدمان من بدايته وشفاء هذا الفراغ داخلنا قبل الوصول للحد الأقصى.
5 – مرآة الأب و الأم:
المرآة الخامسة، ربما هي الأقوى، فهي تُرينا لما عِشنا هذا النوع من الحياة الذي عشناه، أكثر من غيرها. إنها المرآة التي يُريها لنا الأبوان في الوقت الذي نمضيه معهما. فهي تعكس من خلال تصرفاتهم معنا إعتقاداتنا وتوقعاتنا في اكثر العلاقات قدسية في حياتنا، وهي علاقتنا بالذات العليا (آبائنا وأمهاتنا في الجنة، في السماء) بمعتقدنا هي علاقتنا مع الله.
مثلا إن وجدنا انفسنا في علاقة مع آبائنا ونحن دائما فيها تحت إصدار الأحكام و ان افضل ما نقدمه ليس جيد بما فيه الكفاية هناك إحتمال كبير بأنه إعتقادنا عن أنفسنا بأننا لسنا جيدين كفاية أو أننا لم ننجز ما هو متوقع منا خلال تصوراتنا لعلاقتنا مع الخالق.
*تمرين: إعملو جدول فيه الميزات والعيوب، لتصفو بكلمة واحدة، آبائكم.
بعد كتابة الصفات كليا، كتابتها ليس لتحديد صحيحة ام خاطئة، جيدة ام سيئة، هي معطيات لا اكثر.
خذو نفس عميق، إحبسوه للحظات، أطلقوه. إسمحو لأنفسكم بأن تسمحو لأنفسكم بالتذكر.
تخيلو ان هناك من يقول لكم أنه بقي لكم في هذه الحياة دقيقة واحدة فقط، ولكم ان تقولو لآبائكم الأرضيين ما تريدون، ماذا ستقولون لهم؟
إجاباتكم ..............
والآن آخر يأتي ليقول لكم بقي لكم دقيقة واحدة فقط ولكن هذه المرة لأن تستمعو فيها لشيئ واحد يقوله لكم آبائكم، فما هو الشيئ الذي تتوقون لسماعه منهم؟ ماذا تختارون وتريدون سماعه؟
إجاباتكم..............
بأعينكم مغلقة ونفس عميق إسمحو لأنفسكم بالإستماع وان كان عندكم دقيقة وفرصة لتستمعو لكلام الله، كلام خالقكم، يقول: أنا فخور بكم، أحبكم، فعلتم جيدا شكرا لكم...
فما هو شعوركم؟ لماذا؟ هل من الممكن أننا أمضينا أعمارنا نسعى لمحبة وإرضاء آبائنا الأرضيين لأنهم الأقرب لخالقنا؟
مثال: شخص رفض تقبُّل شرح هذا الإنعكاس واعترض للمتحدث (كريغ) عنه، فسأله عن والده، فقال: انه لم يره في حياته وانه رحل قبل ولادته. فسأله عن ايمان ومعتقده، فقال: انه غير مؤمن ولا يؤمن يوجود الله، فقال له هنا يتجلى الإنعكاس فهو عكس لك، بالرغم من صغر السن، ايمانك وتوقعاتك من خالقك، وحياتك تمضي في قبول او رفض ذلك وغياب والدك كان لك دفعة لتك الحافة التي تعتقدها عن نفسك لتعيد تعريفها.
مثال اخر عن جد المتحدث (كريغ) الذي شُخِّص له مرض وانه سيموت مبكرا ولكنه عاش الى 94 سنه بإستغراب الجميع ولكن إعتقاد الأم التي كانت دائما مؤمنه بأن خالقها سيكون دائما الى جانبها تمثَّل في بقاء والدها الأرضي دائما لجانبها الى ان لم يعد جسده يتحمل الإستمرار,
6 – مرآة الوقوع في الظلام (الأزمات):
مرآة ليلة الروح المظلمة: هذا الإنعكاس يمثل أسلوب ميل الطبيعة للتوازن. عندما نجد انفسنا في اكثر اللحظات تحديا وصعوبة في حياتنا، لا طريقة لوجود هذه الصعوبة الا بأننا حشدنا كل الادوات التي تسمح لنا بتجاوز تلك المحنة بسهولة، هذه هي الطريقة الوحيدة لحدوثها.
هذه التحديات هي الطريقة لتوضح أننا مستعدين للماسترية أكثر منها إختبارات ناجحة او فاشلة في الحياة. في هذا الإنعكاس نرى انفسنا مجردين من الأفكار، المشاعر، وكل الأنظمة التي خلقناها من حولنا لإعتقادنا بأنها تؤمِّن الأمان.
هذا الإنعكاس ليوضح لأنفسنا بأن الحياة موضع ثقة وان نثق في أنفسنا في هذ الحياة. مستحيل ان نصل بأنفسنا إلى عمق محنة إلا لأننا مستعدين لإظها الإتقان (الماسترية) لأيٍّ كان ما خلقناه في حياتنا، هذا وقت إثبات هذا المستوى من الإتقان. يجب علينا خلق التوازن في حياتنا.
النور والظلام: هناك قصص قديمة فيها أسلوب مجازي عن من هم هنا يحملون تلك المرايا لنرى أنفسنا ما بينهم عارفين أنفسنا في النور الساطع وفي الظلام الحالك.
ماهو دور الخير والشر، النور والظلام في حياتنا؟ ماذا يعني؟ هناك قوتين ف الحياة: قوة النور وقوة الظلام. الشعور بأن هناك قوة للظلام ضدك غير مريحة هذا تفكير الإنفصال والخوف الداخلي، بينما تشفي ذكرى واحدة يختفي الخوف ستشعرون بالمشاعر التي عددتموها من سلبيات الآباء.
فقط بوجود ذلك الشعور بالخوف العميق، من ذلك الإنفصال عن الكل، الإنفصال، إعتقادنا بأن النور والظلام منفصلين، يحصل المرض والموت من تصديق ان هذه القوى منفصلة، جسدكم يتجاوب مع هذا الإنعكاس، بوجود الحب فقط، عدم فصل المشاعر، حب وكره، ستختبرون التعاطف القوي بتوحيد القوتين للوصول للحب.
7 – مرآة الكمال (التصور الذاتي):
ان كل تجربة، كل شخص، بغض النظر عن النتيجة هي مثالية بطبيعتها، بدون مرجعية خارجية او مقارنة بغيرها.
السؤال هو ما مرجعياتنا لنجاح او فشل إنجازاتنا؟ كل جانب من إنجازاتنا ا حياتنا هو مثالي كما هو بدون الحكم عليه بمقارنة خارجية. إسمحو لأنفسكم بأ تكونو تلك المرجعية.
إنعكاس السماح للكمال، للمثالية في النقص (في عدم المثالية) في الحياة.
الحياة تختبركم بوجود وامام الاخرين، وليس دائما كل شيئ بترتيبكم. إن ل تستفيدو من محنكم، أزماتكم، أمراضكم فلن تزول حتى تستفيدو من وجودها وتدركو ما تعكس لكم.
التعاطف: ممكن تعريفه بالتالي:
التفكير بدون الإرتباط بالنتيجة.
الإحساس (الشعور) بدون تحريف او تشويه.
التعاطف (الشعور) بدون إتِّهام (مشاحنة) او لوم و تحميل المسؤولية.
لا إحساس بالغضب، ولا شعور عميق بالألم لدرجة إنكار المشاعر، فقط حب وتعاطف بدون لوم.
تعليقات
إرسال تعليق