اذا احترت بيني وبين شخص اخر فاختار الاخر

هذا القول يعكس موقفًا من الثقة بالنفس والاستقلالية. إذا شعر الشخص الذي يقول هذه العبارة بأنه في موقف مقارنة أو مفاضلة مع آخر، فإنه يفضل الابتعاد ويترك الخيار للآخرين. الرسالة الأساسية هنا هي: إذا كنت لا ترى قيمتي بوضوح أو تشعر بالحيرة في اختيارك بيني وبين شخص آخر، فأنا لن أكون الشخص الذي ينتظر القرار، بل سأختار الانسحاب والابتعاد.


هذه المقولة تعكس قيمة عالية للذات، حيث تشير إلى أن الشخص يقدّر نفسه بما يكفي لعدم القبول بأن يكون خيارًا ثانيًا أو بديلاً.


كيف يمكن أن تستفيد من هذا المبدأ؟


1. الثقة بالنفس: إذا شعرت بأنك لست الأولوية في حياة شخص ما، فربما يكون الابتعاد هو الخيار الأفضل للحفاظ على كرامتك وثقتك بنفسك.

2. القيمة الذاتية: تذكير نفسك بأنك لا تحتاج إلى الانتظار ليختار الآخرون ما إذا كنت تستحق الاهتمام أو لا. إذا لم يروا قيمتك من البداية، فلا حاجة للتواجد في هذه المعادلة.

3. الاستقلالية العاطفية: القدرة على اتخاذ قرار بالابتعاد تعزز استقلاليتك العاطفية، فلا تكون معتمدًا على الآخرين في تحديد قيمتك أو مكانتك في حياتهم.


هذا المبدأ يمكن أن يكون مفيدًا في العلاقات الشخصية، حيث يضمن لك عدم الوقوع في دائرة الانتظار أو المساومة على قيمتك.

لتوضيح هذا المبدأ بشكل أعمق، دعنا نستعرض بعض الأمثلة التي تعكس أهمية اختيار الذات في مواقف الحيرة أو المفاضلة:


1. في العلاقات العاطفية:

– إذا كنت في علاقة وكان شريكك يتردد في الالتزام أو يقارن بينك وبين شخص آخر، فإن موقفك الواثق هنا يكون: “إذا كنت لا تستطيع الاختيار بوضوح، فأنا لن أنتظر لأكون الخيار الثاني.” هذه الرسالة تنقل أنك تقدر نفسك ولا تقبل أن تكون بديلًا. مثال ذلك، إذا كنت في علاقة وكان شريكك يفكر في العودة لحبيب سابق، فالقرار الصائب قد يكون الابتعاد لتجنب الوقوع في علاقة غير مستقرة.

2. في العمل:

– لنفترض أنك تقدمت لوظيفة وكانت الشركة في حيرة بينك وبين مرشح آخر. بدلًا من الانتظار بشغف أو محاولة إثبات نفسك بشكل مفرط، قد تقول لنفسك: “إذا لم يروَ قيمتي من خلال مؤهلاتي وخبرتي، فأنا أستحق فرصة في مكان يقدّرني منذ البداية.” في هذه الحالة، اختيار الابتعاد أو البحث عن فرصة أخرى يعكس ثقتك في مهاراتك.

3. في الصداقات:

– إذا كنت تشعر أن صديقًا قريبًا منك يبدأ في التعامل معك بشكل متردد أو يقضي وقتًا أطول مع آخرين ويضعك في موقف مقارنة، فمن الحكمة الابتعاد. على سبيل المثال، إذا كان لديك صديق يختار دائمًا قضاء الوقت مع شخص آخر ويدعوك فقط عند عدم وجود بدائل، يمكنك هنا اتخاذ موقف: “إذا لم تكن ترى قيمتي كصديق بشكل واضح، فلا داعي للبقاء.”

4. في العائلة:

– في بعض الأحيان، قد تشعر أن أحد أفراد العائلة يفضل أحد الأشقاء أو الأقارب عليك في بعض الأمور. في هذه الحالة، قد يكون الخيار الأفضل هو عدم الانغماس في المنافسة أو محاولة إثبات نفسك باستمرار. بدلاً من ذلك، تختار التركيز على بناء نفسك بعيدًا عن هذا الشعور بالمقارنة.

5. في الفرص العامة:

– تخيل أنك تعمل على مشروع ريادي، وشريكك التجاري يتردد بينك وبين مستثمر آخر أو فكرة أخرى. بدلاً من انتظار الحسم، يمكنك ببساطة القول: “إذا كنت غير متأكد، فابحث عن بديل يناسبك. سأستمر في طريقي لأجد الشريك الذي يثق في رؤيتي.” هذا الموقف يمنحك الحرية في المضي قدمًا دون أن تظل محاصرًا في شكوك الآخرين.


الدرس المستفاد من هذه الأمثلة هو أن الثقة بالنفس والاعتزاز بالقيمة الذاتية يمكن أن يكونا درعين يحميانك من الانخراط في مواقف تجعلك تشعر بالتردد أو النقص. عندما تدرك قيمتك وتتعامل بناءً على هذا الوعي، فإنك لن تنتظر الآخرين ليقرروا ما إذا كنت تستحق التقدير أو الاهتمام.

تعليقات

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

لا تخافي يا بنتي