فاطمة اسكندراني

 تأثير القيم على اتخاذ القرارات الأسرية


تعتبر القيم من العناصر الأساسية التي تؤثر على كيفية اتخاذ القرارات داخل الأسرة. إليك بعض الطرق التي تبرز تأثير القيم على القرارات الأسرية:


1. توجيه القرارات اليومية


• تحديد الأولويات: تؤثر القيم على كيفية تحديد الأولويات في الحياة اليومية. على سبيل المثال، إذا كانت قيمة “الصحة” مهمة لعائلة ما، فقد يختار أفرادها تناول الطعام الصحي والمواظبة على ممارسة الرياضة.

• اختيار الأنشطة: القيم تحدد الأنشطة التي تختار الأسرة القيام بها، سواء كانت الأنشطة الترفيهية أو التعليمية. إذا كانت “التعليم” قيمة أساسية، قد تختار الأسرة الأنشطة التي تدعم التعلم.


2. تشكيل الأنماط السلوكية


• التصرفات الاستجابة: تؤثر القيم على كيفية استجابة الأفراد لمواقف معينة. على سبيل المثال، إذا كانت قيمة “الاحترام” مهمة، فسيتجنب الأفراد التصرفات التي يمكن أن تسيء للآخرين، مما يؤثر على القرارات المتخذة في المواقف الصعبة.

• توجيه السلوك: تساهم القيم في توجيه سلوك الأفراد داخل الأسرة، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات تتماشى مع تلك القيم. إذا كانت “الصدق” قيمة راسخة، سيكون الأفراد أكثر ميلاً لإبلاغ بعضهم البعض بالحقيقة.


3. تأثير على الحلول في الأزمات


• تقييم المواقف: في أوقات الأزمات، مثل فقدان وظيفة أو مواجهة تحديات صحية، تلعب القيم دورًا حاسمًا في تقييم الموقف. إذا كانت الأسرة تقدر “التعاون”، فقد يتعاون أفرادها معًا لإيجاد الحلول.

• تحديد الاستراتيجيات: يعتمد اختيار الاستراتيجيات لمواجهة الأزمات على القيم الأسرية. على سبيل المثال، إذا كانت الأسرة تعتبر “الدعم المتبادل” قيمة، فسيتخذون خطوات لضمان مساعدة بعضهم البعض خلال الأوقات الصعبة.


4. تأثير على استراتيجيات حل النزاعات


• التفاوض والتسوية: عندما تظهر النزاعات، تؤثر القيم على كيفية تعامل الأسرة معها. قيمة “التسامح” يمكن أن تدفع الأفراد إلى السعي نحو حل سلمي للنزاعات بدلاً من التوتر والصراعات.

• توجيه المحادثات: القيم تؤثر على كيفية توجيه المحادثات حول النزاعات، حيث تكون القيم كمرجع لكيفية التعامل مع الاختلافات واحترام آراء الآخرين.


5. تحديد الأهداف الأسرية


• رؤية مشتركة: عندما تشترك الأسرة في مجموعة من القيم، يسهل عليهم وضع أهداف مشتركة. على سبيل المثال، إذا كانت “التعليم” و”التطوير الشخصي” من القيم المهمة، فقد يركزون على توفير بيئة تعليمية مريحة وداعمة للأطفال.

• تحقيق الأهداف: القيم تحدد كيفية تحقيق الأهداف الأسرية. إذا كانت قيمة “الاستدامة” مهمة، قد تختار الأسرة طرقًا صديقة للبيئة لتحقيق أهدافهم.


6. تأثير على الديناميكيات العائلية


• تشكيل التوقعات: تؤثر القيم على توقعات الأفراد داخل الأسرة. إذا كان الاحترام قيمة أساسية، سيشكل ذلك توقعات حول كيفية معاملة كل فرد للآخر.

• تعزيز الروابط: من خلال تعزيز القيم المشتركة، يمكن للأسرة بناء روابط أقوى، مما يجعل القرارات أكثر توافقًا وتعاونًا.


خاتمة


تعتبر القيم جزءًا لا يتجزأ من عملية اتخاذ القرارات الأسرية، حيث تؤثر على السلوكيات والأهداف والتفاعل بين الأفراد. من خلال تحديد وتعزيز القيم الأسرية، يمكن للعائلات تحسين عملية اتخاذ القرار، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم وتعزيز الروابط الأسرية.

تعليقات

إرسال تعليق

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

فاطمة اسكندراني
 مرآة الأسرار: رحلة نحو النور طرقت باب القبو مرة أخرى، شعرت بأنفاسي تتلاحق في الصمت العميق الذي يلف المكان. كان الهواء بارداً، ممزوجاً برائحة قديمة من الغبار والرطوبة. فجأة، سمعت صوت خشخشة خافتة من الداخل، وكأن شيئاً ما يتحرك. تساءلت إن كان هناك أحد، أو ربما شيء آخر ينتظرني خلف هذا الباب. قلبت الأفكار في رأسي، هل أفتح الباب أم أعود أدراجي؟ لكن فضولي كان أقوى من خوفي. مددت يدي نحو المقبض البارد، وفتحته ببطء، فأصدر الباب صريراً حاداً اخترق الصمت. ما الذي يمكن أن يكون مختبئاً في أعماق هذا القبو؟ فتحت الباب بالكامل، وكشفت الظلمة التي تلف القبو بظلالها الغامضة. خطوت إلى الداخل بحذر، والنور الخافت من الخارج بالكاد كان كافياً لرؤية ما أمامي. الأرضية كانت خشنة تحت قدمي، وأصوات الخطوات تتردد في كل زاوية. فجأة، شعرت بشيء غير مرئي يتحرك في الهواء من حولي. توقفت للحظة، أنصت بكل حواسي، ثم سمعت صوتاً منخفضاً، أشبه بهمسة بعيدة، ولكنه واضح: “ماذا تريد؟” تجمدت في مكاني. هل كان هذا الصوت حقيقياً أم مجرد تهيؤات؟ رددت بصوت مرتجف: “من هناك؟” لكن الصمت عاد ليخيم من جديد، وكأن القبو ابتلع كل شيء. أمعنت ا...
اقرأ المزيد...

لا تخافي يا بنتي

فاطمة اسكندراني
  أتتني خائفه ترجف تبكي حضنتها     طمنتها     ورتبت علي شعرها وهمست في آذنتها ما يحزنك يا صغيرتي قالت أخذت نفسًا عميقًا ومسحت دموعها الصغيرة التي انسابت على وجنتيها. نظرت إلي بعينين متعبتين، مليئتين بالحزن والخوف، وكأنها كانت تحمل العالم بأسره على كتفيها الصغيرتين. همست بصوت خافت، كأنه سر تخشى أن يعرفه أحد: “أخاف يا أمي… أخاف أن أكون وحدي، وأن يختفي كل شيء أحبّه.” أحطت وجنتيها بيديّ، ونظرت في عينيها مباشرةً. قلت لها بصوت دافئ، يشبه الوعد الذي لن ينكسر: “أنتِ لست وحدك، ولن تكوني أبدًا. أنا هنا، سأبقى بجانبك دائمًا، أنتِ أمني وأنتِ عالمي، وأعدك أن كل شيء سيكون على ما يرام.” هدأت قليلًا، لكنها كانت ما زالت بحاجة لكلمات تطمئن قلبها أكثر. احتضنتها مرة أخرى، وقلت: “الحياة يا صغيرتي مليئة بالأشياء الجميلة والأشخاص الطيبين. والأيام الصعبة ستأتي وتذهب، لكنها لن تأخذ منا كل شيء. ما نحب يبقى في قلوبنا، ولا يمكن لأحد أن يسرق ذلك منا.” أخذت يديها الصغيرتين بين يديّ وهمست مجددًا: “أنتِ شجاعة، وأعلم أن قلبك الصغير يمكنه مواجهة كل شيء. وكلما شعرت بالخوف، تذكري أنني هنا، وستجدين...
اقرأ المزيد...