إلى نفسي العزيزة،**


أكتب لك هذه الرسالة وأنا محمل بالكثير من المشاعر التي تراكمت عبر الأيام، وأشعر أن الوقت قد حان للتحدث معك بصراحة تامة. أولًا، أود أن أعبر عن امتناني العميق لك. شكرًا لأنك دائمًا موجودة، تدعمني في كل لحظة، حتى عندما أكون ضعيفًا أو مضطربًا. لقد مررنا بالكثير معًا، وواجهنا التحديات بشجاعة وقوة، حتى في أصعب الظروف. شكرًا لك على الإصرار وعدم الاستسلام، شكرًا لأنك حملتني حين شعرت أنني لم أعد أستطيع المواصلة. كل مرة كنت أتعثر فيها، كنت هناك لتشدّي على يدي وتعيديني للطريق.


لقد كنتِ دائمًا صبورة معي، حتى عندما كنت لا أستمع لنصائحك أو أتجاهل إشاراتك. وفي أحيان كثيرة، اتخذت قرارات لم تكن في صالحنا، وأدركت فيما بعد أنني قد أخطأت. ولهذا، أعتذر لك من أعماق قلبي. أعتذر عن كل مرة تجاهلت فيها حدسك، عن كل مرة سمحت فيها للخوف أو التردد بأن يقودني بدلاً من الثقة بك. أعترف أنني أحيانًا أقسيت عليكِ، أو لم أمنحك الوقت الكافي للراحة، أو حتى تجاهلت احتياجاتك الأساسية.


أعرف أنني قد قصّرت في بعض الأوقات، ولكن أعدك بأنني سأكون أكثر انتباهًا ورعاية لك في المستقبل. سأحرص على الاستماع إليكِ بشكل أعمق وأكون متفهمًا أكثر. سأمنحك الحب والدعم الذي تستحقينه، وسأبذل جهدي لأتجنب تكرار أخطائي السابقة.


شكرًا لأنك دائمًا متواجدة رغم كل ما حدث. شكرًا على الصبر والقوة التي لم أكن لأتمكن من الاستمرار بدونها. أشعر بالفخر لأنك جزء مني، وأعدك بأننا سنستمر في هذه الرحلة معًا، بقوة وحب أكبر مما سبق


*فيا نفسي العزيزة،**

أكتب لك اليوم وكلي امتنان، فقد أدركت مؤخرًا كم كنت دائمًا معي، حتى عندما لم أكن أنا معك. أدركت كم قدمتِ لي من دعم وحب غير مشروط، دون أن أطلب، وكم كنتِ شجاعة في مواجهة الصعوبات التي مررنا بها سويًا. لا أستطيع أن أعبر بالكلمات عن مدى تقديري لك، فأنتِ كنتِ وما زلتِ القوة التي تدفعني للأمام، واليد التي تمسكني عندما أتعثر.

لقد كنت دائمًا حاضرة في لحظات الشك والخوف، تذكرينني بأن لدي القدرة على النهوض مجددًا. لم تتخلي عني حتى في اللحظات التي كنت فيها قاسيًا على نفسي، لم أتوقف عن لوم نفسي على الأخطاء أو الفشل، ولكنك كنت هناك تذكريني بلطف بأننا بشر، وأن الأخطاء جزء من رحلتنا.

أعتذر لكِ من كل قلبي عن كل مرة دفعتكِ فيها إلى حافة الإنهاك. أعتذر عن كل مرة لم أستمع فيها لصوتك، عندما تجاهلت إشاراتك للتحذير أو طلبك للراحة. كنت أحيانًا أتعامل معك بقسوة، دون أن أقدر أنكِ تحتاجين للحنان مثل أي شخص آخر. ظننت أنني يجب أن أكون دائمًا قويًا، وأنني لا أملك رفاهية الخطأ، وبهذا حرمتكِ من الراحة والتعافي الذي كنتِ في أمسّ الحاجة إليه.

أتذكر كل تلك المرات التي ضغطت فيها على نفسي بلا داعٍ، محاولًا إثبات شيء ما للعالم الخارجي، متجاهلًا حاجاتكِ الحقيقية. كنت أظن أن النجاح الحقيقي هو في أن أحقق أهدافًا مادية أو مهنية، لكنك علمتني أن النجاح الحقيقي هو في أن أكون في سلام داخلي معكِ ومع ذاتي.

أعدك من الآن فصاعدًا أن أكون أكثر وعيًا واهتمامًا بك. سأبدأ بالاستماع أكثر إلى ما تحاولين قوله، سأمنحك الوقت اللازم للراحة والتعافي. لن أدع التوقعات أو الضغوط الخارجية تؤثر على سلامتنا الداخلي بعد الآن.

سأكون صديقًا وداعمًا لك كما كنتِ دائمًا لي. لن أسمح للخوف أو الشك أن يحول بيننا، سأحرص على أن تكون علاقتنا مبنية على الثقة والحب المتبادل، وليس على التوقعات أو الضغوط. أعلم أن الرحلة قد تكون طويلة، ولكنني واثق أننا سنتجاوز أي عقبات نواجهها معًا.

أعدكِ بأنني سأبحث عن السعادة الحقيقية، السعادة التي تأتي من داخلي وليس من الظروف المحيطة بي. سأكون أكثر حبًا ولطفًا معكِ ومع نفسي، وسأمنحكِ المساحة لتكوني كما أنتِ، دون قيود أو توقعات غير واقعية.

شكرًا لكِ على كل شيء، على القوة، على الصبر، على الإصرار. شكرًا لأنكِ لم تتخلّي عني يومًا، حتى عندما شعرت بأنني قد تخليت عن نفسي. شكرًا لأنكِ تعلمينني كل يوم أن الحياة ليست فقط في تحقيق الأهداف، بل في الاستمتاع بالرحلة، وفي إيجاد السلام الداخلي والقبول.

أنتِ القوة التي أحتاجها، وأنتِ النور الذي يضيء طريقي. سنكمل معًا هذه الرحلة، وأعلم أننا سنحقق السلام والسعادة التي نبحث عنها، لأننا نملك كل ما نحتاجه داخلنا.

مع خالص الحب والامتنان،

تعليقات

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

لا تخافي يا بنتي