العجلة

 العجلة

الحظ. التقدم. التغيير

العجلة تدور ولا تتوقف، تأخذنا معها في رحلة من الحظ والتقدم والتغيير. الحظ، كأنه رفيق الطريق الذي يظهر فجأة في لحظة لا نتوقعها، يعطينا دفعة للأمام أو يفتح لنا باباً كنا نظن أنه مغلق. لكن الحظ وحده لا يكفي، فالعجلة لا تدور بالصدفة وحدها.


التقدم، هو حصيلة الجهد والعمل، حركة العجلة لا تتسارع إلا عندما نتحرك معها. نحن الذين نختار كيف نسير معها، سواء بخطوات ثابتة نحو أهدافنا، أو بتردد قد يبطئ مسارنا. التقدم لا يأتي بدون تخطيط وعزم، فهو ثمرة المثابرة والصبر.


ثم يأتي التغيير، الجزء الأكثر حتمية في دوران العجلة. التغيير قد يكون لطيفاً، وقد يأتي بعواصف غير متوقعة، لكنه دائماً موجود. نحن لا نملك إيقاف العجلة، لكننا نملك القدرة على التكيف مع التغييرات التي تحملها.


وفي كل دورة، تمنحنا العجلة فرصة جديدة للنظر إلى الأمام، للتعلم من الماضي، والاستعداد للمستقبل.

ومع كل دورة من العجلة، تُعيد الحياة ترتيب أولوياتها. قد نجد أنفسنا في مواقف جديدة لم نكن نحلم بها أو نتوقعها، لكن مع كل تغيير، تأتي فرصة للنمو، للتجديد، وللبدء من جديد. العجلة لا تتوقف، إنها تمضي بلا هوادة، تدفعنا نحو الأمام سواء كنا مستعدين أم لا.


وفي كل لحظة، نختار كيف نتعامل مع تلك الدورات. أحيانًا، نجد أنفسنا نرحب بالتغيير بقلوب مفتوحة، فالتقدم يبدو كالنسيم الذي ينعش أرواحنا، وحينها نشعر بالرضا والإنجاز. وفي أوقات أخرى، نجد الحظ قد ابتعد عنا قليلاً، ونتساءل كيف يمكننا الاستمرار في مواجهة الصعوبات.


لكن الحقيقة هي، أن العجلة بيدنا، حتى وإن كنا لا نتحكم في دورانها بالكامل. لدينا حرية الاختيار: إما أن نكون مسافرين مترددين، أو ركابًا شغوفين بالتعلم من كل دورة.


ومع مرور الزمن، ندرك أن الحظ ليس دائمًا في صفنا، وأن التقدم يحتاج إلى جهد وإصرار، وأن التغيير هو القانون الوحيد الثابت في هذه الرحلة. ومع ذلك، نتعلم أن كل دورة للعجلة تجلب معها دروسًا جديدة، وكل خطوة نتخذها تجعلنا أقوى وأكثر وعيًا بما حولنا.


في النهاية، العجلة ليست مجرد رمز للدوران والتكرار، بل هي رمز للحياة نفسها؛ حيث لا شيء يبقى على حاله، وكل شيء يتغير مع الوقت. والأجمل من ذلك، أنها تذكرنا دائمًا بأن أمامنا فرصة أخرى للتقدم، للابتكار، ولعيش حياة مليئة بالتجارب الجديدة، ما دمنا مستعدين للتكيف والمضي قدمًا.

تعليقات

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

لا تخافي يا بنتي