الى ابنتي

 “يا بنيتي، الحياة تشبه أمواج البحر، تارة تكون هادئة وتارة أخرى عاتية، وما يميز السباح الجيد هو قدرته على الوقوف بعد كل موجة قوية. كل خطأ مثل موجة جديدة، قد يضعفنا لوهلة لكنه لا يسقطنا. كوني كالموجة التي تتدفق رغم العوائق، انهضي، استجمعي قوتك، وواصلي رحلتك.”

“يا بنيتي، لا تدعي العثرات تبعدك عن طريقك، فكل عثرة هي جزء من الطريق الذي يقودك نحو ما تتمنين. كوني كالنهر الذي يعرف وجهته، قد يصطدم بصخرة لكنه يلتف حولها ويكمل مسيره. لا تخافي من الوقوع، فالخوف ليس سوى وهم يمنعنا من رؤية الطريق بوضوح.”

“تذكري دائمًا، يا صغيرتي، أن الصقور لا ترتفع بلا ريح معاكسة، بل تلك الرياح هي التي تجعلها أقوى في التحليق. كل خطأ وكل تجربة تعيشينها تساهم في بناء قوتك وحكمتك. لذا انهضي، وكوني على يقين أن كل خطوة تتخذينها، حتى لو كانت متعثرة، تقربك من أحلامك.”

“وفي كل مرة تشعرين فيها بالضعف، قولي لنفسك: ‘هذا مجرد فصل من فصول حياتي، والفصول تتغير دائمًا’. كوني ثابتة، متفائلة، وتعلمي أن تجدي قوتك في لحظاتك الصعبة.”

“يا بنيتي، الحياة كالأرض التي نزرع فيها بذورنا. بعض البذور تنمو سريعًا، وبعضها يحتاج إلى وقت وصبر حتى يُزهِر. لا تستعجلي الثمار، فكل خطوة تأخذينها نحو النمو تستحق الوقت والجهد. كلما واجهتكِ صعوبة، اعتبريها جزءًا من تربة خبرتك، تغذيكِ لتصبحي أقوى.”

“تذكري أيضًا، يا عزيزتي، أن الألماس يُصقل تحت الضغط، وأنتِ مثل الألماس. عندما تجدين نفسكِ في موقف صعب، قولي لنفسكِ: ‘هذه لحظتي لأصبح أقوى، لأصقل مهاراتي وشجاعتي’. كل تجربة تمرين بها تضيف لمعانًا لقوتكِ.”

“ولا تنسي أن العزيمة تأتي من الداخل. عندما تشعرين بالتردد أو الخوف، تذكري الأوقات التي نهضتِ فيها بعد كل سقوط، وكيف أن قوتك الداخلية هي التي جعلتكِ تقفين مجددًا. هذا ما يصنع الفرق بين من يظل في مكانه ومن يستمر في طريقه.”

“لذا، يا صغيرتي، اجعلي كل تحدٍ قصة نجاح تروينها لاحقًا، وكل صعوبة خطوة نحو حلمكِ. كوني واثقة أن الحياة تفتح أبوابها لمن يستمر بالطرق، وتكرم من لا يستسلم.”