فاطمة اسكندراني

 تقديم الدعم النفسي لأفراد الأسرة في أوقات الأزمات هو أمر بالغ الأهمية. إليك بعض الطرق والاقتراحات لدعمهم بفعالية، خاصة في حالات فقدان أحد الأحباء أو التغيرات الكبيرة في الحياة:


كيفية تقديم الدعم النفسي


1. الاستماع الفعّال:

• كن مستمعًا جيدًا. اجعلهم يشعرون بأنهم مسموعون ومفهومون من خلال الاستماع بإنصات دون مقاطعة. أحيانًا، مجرد وجود شخص يتحدث معهم يمكن أن يكون مريحًا.

2. توفير مساحة للتعبير عن المشاعر:

• شجعهم على التعبير عن مشاعرهم، سواء كانت الحزن، الغضب، أو حتى القلق. التعبير عن المشاعر يمكن أن يكون عملية شفاء مهمة.

3. تقديم الدعم العاطفي:

• اظهر لهم دعمك ومساندتك. يمكن أن يكون ذلك من خلال العناق، الكلمات المشجعة، أو حتى مجرد الجلوس معهم دون الحاجة للكلام.

4. تجنب التهوين من المشاعر:

• تجنب التقليل من مشاعرهم أو قول أشياء مثل “لا تبكي” أو “الأمور ستتحسن”. بدلاً من ذلك، اعترف بمشاعرهم واحتياجاتهم.

5. المساعدة العملية:

• قدم المساعدة العملية في الأمور اليومية، مثل الطهي، أو التسوق، أو الاعتناء بالأعمال المنزلية. هذه المساعدات يمكن أن تخفف من الضغط النفسي الذي يشعرون به.

6. توفير معلومات وموارد:

• إذا كانوا بحاجة إلى مزيد من المساعدة، قم بتوفير معلومات عن مختصين في الصحة النفسية أو مجموعات دعم محلية.


دعم أفراد الأسرة في أوقات الأزمات


1. البقاء موجودًا:

• قدم الدعم المستمر. قد يحتاج أفراد الأسرة إلى الدعم لفترة طويلة بعد وقوع الأزمة. كن موجودًا لمتابعة أحوالهم والتأكد من أنهم يشعرون بالراحة في التحدث إليك.

2. تشجيع الروتين:

• ساعدهم على الحفاظ على الروتين اليومي قدر الإمكان. الروتين يمكن أن يوفر شعورًا بالأمان في أوقات الاضطراب.

3. الأنشطة المشتركة:

• قم بتنظيم أنشطة ترفيهية أو ممتعة معًا. ذلك يساعد على تخفيف التوتر وإضفاء جو من الإيجابية.

4. تعليم مهارات التأقلم:

• ساعدهم على تعلم مهارات التأقلم مثل تقنيات التنفس العميق، أو التأمل، أو حتى الكتابة عن مشاعرهم. هذه المهارات يمكن أن تكون مفيدة في التعامل مع المشاعر السلبية.

5. المشاركة في النشاطات الاجتماعية:

• إذا كانوا يشعرون بالاستعداد، شجعهم على التفاعل مع الأصدقاء أو المجتمع. الدعم الاجتماعي يمكن أن يكون قويًا في تعزيز الشفاء.

6. احترام أوقاتهم الخاصة:

• أحيانًا، يحتاج الأفراد إلى وقت بمفردهم للتفكير أو الحزن. احترم خصوصيتهم، لكن ابقَ متاحًا عندما يحتاجون إلى الحديث.

7. تقديم الدعم الاحترافي عند الحاجة:

• إذا كنت تشعر أن الأوضاع تتطلب ذلك، لا تتردد في اقتراح الاستعانة بمختص في الصحة النفسية. يمكن أن يكون هذا دعمًا كبيرًا خلال الأوقات الصعبة.

8. تقبل التغيرات:

• ساعدهم في تقبل التغيرات التي تحدث في حياتهم. التكيف مع التغيرات الكبيرة، مثل الانتقال، أو فقدان وظيفة، أو فقدان شخص عزيز، يتطلب وقتًا وصبرًا.


خاتمة


تقديم الدعم النفسي يتطلب التعاطف والصبر والوجود المستمر. من خلال الاستماع والتواصل الفعال وتقديم الدعم العملي، يمكنك مساعدة أفراد الأسرة في تجاوز الأوقات الصعبة. إذا كان لديك أي سؤال محدد أو موقف ترغب في مناقشته، فلا تتردد في طرحه!

تعليقات

إرسال تعليق

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

فاطمة اسكندراني
 مرآة الأسرار: رحلة نحو النور طرقت باب القبو مرة أخرى، شعرت بأنفاسي تتلاحق في الصمت العميق الذي يلف المكان. كان الهواء بارداً، ممزوجاً برائحة قديمة من الغبار والرطوبة. فجأة، سمعت صوت خشخشة خافتة من الداخل، وكأن شيئاً ما يتحرك. تساءلت إن كان هناك أحد، أو ربما شيء آخر ينتظرني خلف هذا الباب. قلبت الأفكار في رأسي، هل أفتح الباب أم أعود أدراجي؟ لكن فضولي كان أقوى من خوفي. مددت يدي نحو المقبض البارد، وفتحته ببطء، فأصدر الباب صريراً حاداً اخترق الصمت. ما الذي يمكن أن يكون مختبئاً في أعماق هذا القبو؟ فتحت الباب بالكامل، وكشفت الظلمة التي تلف القبو بظلالها الغامضة. خطوت إلى الداخل بحذر، والنور الخافت من الخارج بالكاد كان كافياً لرؤية ما أمامي. الأرضية كانت خشنة تحت قدمي، وأصوات الخطوات تتردد في كل زاوية. فجأة، شعرت بشيء غير مرئي يتحرك في الهواء من حولي. توقفت للحظة، أنصت بكل حواسي، ثم سمعت صوتاً منخفضاً، أشبه بهمسة بعيدة، ولكنه واضح: “ماذا تريد؟” تجمدت في مكاني. هل كان هذا الصوت حقيقياً أم مجرد تهيؤات؟ رددت بصوت مرتجف: “من هناك؟” لكن الصمت عاد ليخيم من جديد، وكأن القبو ابتلع كل شيء. أمعنت ا...
اقرأ المزيد...

لا تخافي يا بنتي

فاطمة اسكندراني
  أتتني خائفه ترجف تبكي حضنتها     طمنتها     ورتبت علي شعرها وهمست في آذنتها ما يحزنك يا صغيرتي قالت أخذت نفسًا عميقًا ومسحت دموعها الصغيرة التي انسابت على وجنتيها. نظرت إلي بعينين متعبتين، مليئتين بالحزن والخوف، وكأنها كانت تحمل العالم بأسره على كتفيها الصغيرتين. همست بصوت خافت، كأنه سر تخشى أن يعرفه أحد: “أخاف يا أمي… أخاف أن أكون وحدي، وأن يختفي كل شيء أحبّه.” أحطت وجنتيها بيديّ، ونظرت في عينيها مباشرةً. قلت لها بصوت دافئ، يشبه الوعد الذي لن ينكسر: “أنتِ لست وحدك، ولن تكوني أبدًا. أنا هنا، سأبقى بجانبك دائمًا، أنتِ أمني وأنتِ عالمي، وأعدك أن كل شيء سيكون على ما يرام.” هدأت قليلًا، لكنها كانت ما زالت بحاجة لكلمات تطمئن قلبها أكثر. احتضنتها مرة أخرى، وقلت: “الحياة يا صغيرتي مليئة بالأشياء الجميلة والأشخاص الطيبين. والأيام الصعبة ستأتي وتذهب، لكنها لن تأخذ منا كل شيء. ما نحب يبقى في قلوبنا، ولا يمكن لأحد أن يسرق ذلك منا.” أخذت يديها الصغيرتين بين يديّ وهمست مجددًا: “أنتِ شجاعة، وأعلم أن قلبك الصغير يمكنه مواجهة كل شيء. وكلما شعرت بالخوف، تذكري أنني هنا، وستجدين...
اقرأ المزيد...