لا تقل للغاضب أهدأ

 عندما تطلب من شخص غاضب أن "يهدأ"، قد يتسبب ذلك في زيادة غضبه بدلاً من تهدئته. والسبب في ذلك هو أن الشخص الغاضب يشعر في تلك اللحظة بتوتر كبير، وإخباره بالهدوء قد يظهر له أنك لا تفهم مشاعره أو لا تقدر مدى انفعاله. وهذا الأمر قد يجعله يشعر بعدم الاحترام أو التقليل من أهمية مشاعره، مما يؤدي إلى تفاقم حالة الغضب.

إليك بعض الأسباب التي تجعل هذا الأمر غير فعال:

### 1. **الغضب هو استجابة عاطفية قوية**:

- عندما يكون الشخص غاضبًا، فإن جسده وعقله يكونان في حالة من الإثارة العصبية العالية، مما يجعل من الصعب عليه التحكم في مشاعره. طلبك منه أن "يهدأ" قد يبدو وكأنك تتجاهل هذه الحالة العصبية التي يشعر بها.

### 2. **تشير إلى أنه لا يجب أن يشعر بما يشعر به**:

- عندما تقول "اهدأ"، فإنك قد توحي للشخص بأن غضبه ليس مبررًا أو أن مشاعره غير مناسبة في تلك اللحظة. هذا قد يجعله يشعر بالضغط ليكبت مشاعره بدلاً من التعبير عنها بشكل صحي.

### 3. **قد يُفسر على أنه نوع من السيطرة**:

- بعض الأشخاص قد يرون طلب الهدوء كنوع من التحكم أو السيطرة على مشاعرهم. في لحظات الغضب، الشخص يريد أن يشعر بأنه مسموع ومفهوم، وليس موجهًا أو محكومًا.

### 4. **لا يعالج السبب الأساسي للغضب**:

- طلب الهدوء لا يتعامل مع الأسباب الحقيقية وراء الغضب. الشخص قد يحتاج إلى فهم أو تعاطف أو الاستماع بدلاً من أن يُطلب منه فقط التوقف عن الشعور بمشاعره.

### **ماذا يمكن أن تقول بدلاً من ذلك؟**

بدلاً من طلب الهدوء بشكل مباشر، يمكنك استخدام أساليب أخرى لتهدئة الموقف وتقديم الدعم:

1. **التعبير عن الفهم والتعاطف**: "أرى أنك غاضب، دعنا نتحدث عن ما يزعجك."

2. **التأكيد على أنك تستمع**: "أنا هنا لأستمع إليك. أخبرني بما تشعر."

3. **عرض المساعدة**: "ما الذي يمكنني فعله لمساعدتك في هذه اللحظة؟"

4. **اقتراح استراحة بلطف**: "هل ترغب في أخذ لحظة للتهدئة ثم نعود للحديث؟"

بهذا الأسلوب، يمكنك إظهار التفهم والاحترام لمشاعر الشخص الغاضب، مع توفير الدعم له بطريقة تساعده على تهدئة نفسه بشكل طبيعي.