لو كنت طائرًا، سأهاجر إلى مكان يشعرني بالحرية والسلام، ربما إلى وجهات تجمع بين الجمال والسكينة.
سأبدأ رحلتي من غابات خضراء كثيفة، حيث أتنفس الهواء النقي وأحلق بين الأشجار العملاقة، ثم أنتقل إلى شواطئ هادئة ذات مياه فيروزية، حيث يكون الأفق بلا حدود، فأحس أنني جزء من الكون الواسع. سأزور جبالًا شامخة مغطاة بالثلوج لأشعر بالعظمة والطبيعة الخلابة، ثم أهبط قرب الأنهار الجارية التي تهب الحياة لكل شيء حولها.
وفي النهاية، ربما أختار أن أستقر في مكان تلتقي فيه السماء بالأرض، حيث أستطيع أن أستريح بسلام وأستمتع بالشعور بأنني طائر حر، أهاجر حيثما أريد، مع كل فصل أجد شيئًا جديدًا أستكشفه وأستمتع به.
ثم أكمل رحلتي، وأجرب التحليق عبر الصحاري الذهبية الممتدة، حيث أرى الرمال تتراقص مع الرياح، وأشعر بقوة الطبيعة الصامتة والمهيبة. أستطيع أن أسمع الهدوء في هذا الامتداد الواسع، كأن الكون يهمس لي عن أسراره القديمة.
أو أواصل طيراني إلى الجزر المعزولة، حيث تتلون الأشجار والزهور بألوان نابضة بالحياة. هناك، أتوقف لأراقب الشمس وهي تغرب ببطء، وتنثر ظلالًا حمراء وبرتقالية عبر المحيط الواسع. أشعر في تلك اللحظة بأنني جزء من لوحة طبيعية، أرى فيها الجمال المطلق.
وبينما أهاجر من مكان لآخر، أتعلم من كل بقعة شيئًا جديدًا. تعلمت من الجبال قوة الصمود، ومن البحار مرونة التكيف، ومن الغابات دفء التماسك، ومن الصحاري الصبر على الصعاب. كل تجربة تمنحني شعورًا بالرضا العميق والاتصال بالطبيعة.
وفي نهاية الهجرة، أجد نفسي أبحث عن وجهتي المقبلة، ليس بحثًا عن نهاية، بل رغبةً في أن أظل طائرًا حرًا، أهاجر حيثما يأخذني الأفق المفتوح، وأعيش مغامرة لا تنتهي، مليئة بالتجدد والاكتشاف.
تعليقات
إرسال تعليق