بينما كنت في لحظة تأمل، شعرت بأنني أحلق إلى أعماق الكون، كأنني أطفو في حضنٍ من السكون. تحدثت مع الكون بكل ما يشغلني، من أحلام أراها بعيدة، إلى مخاوفٍ تثقل قلبي. وكأن الكون كان يصغي إليّ بصبر واهتمام، فأسكبت مشاعري بحرية، كما لو كنت أمام صديقٍ قديم يفهمني دون الكثير من الكلمات.


بعد لحظة صمت، جاءني رد الكون ناعماً مطمئناً: “عزيزتي، كل ما تحلمين به وكل ما يقلقك ليس إلا جزءاً من رحلتك لاكتشاف ذاتك. لديك القوة لتخلقي وتحققي كل ما تتمنينه، لكن عليك أن تتعلمي الصبر وأن تمنحي الأمور الوقت حتى تنضج. أهدافك ليست بعيدة عنك، هي فقط تنتظر اللحظة المناسبة لتصبح واقعية.”


ثم أضاف الكون قائلاً: “الخوف الذي يثقل قلبك مجرد وهم عابر. القلق يرسم أمامك ظلالاً تعيق رؤيتك لجمال الطريق. تذكري، أنا هنا معك، أغمر قلبك بحب وسكينة كلما لجأتِ إليّ. امضي خطوة بخطوة، تمسكي بالصبر، ودعي الأمل يضيء طريقك، فهناك هدايا تنتظرك في رحلتك.”


أكمل الكون حديثه: “كل ما تحتاجينه بالفعل موجود في داخلك. رغباتك وأفكارك جزء مني، وأنا أستجيب لها من خلال قوتك الداخلية. إذا ركزتِ على ما تحبين بصدق، ستجدين الخير ينجذب إليك. اصغي لقلبكِ، ثقي في مسيرتك، وتذكري أنكِ لستِ وحدك؛ أنا هنا، أرسل لك إشارات ودعماً مستمراً.”


في تلك اللحظة، شعرت بهدوء عميق يغمرني، كأنني حصلت على مفتاحٍ سحريّ يفتح لي أبواباً من الإلهام. دعوت نفسي للتقدم نحو أحلامي بثقة، موقنةً أن الكون بأسره يقف إلى جانبي في رحلتي.


أثناء حديث الكون المستمر، أحسست بكلماته تملأني بأملٍ وطمأنينة. قال لي: “عزيزتي، الحياة ليست مجرد الوصول للأهداف؛ هي أيضاً في تفاصيل الرحلة، في الدروس التي تتعلمينها، وفي التحديات التي تعزز قوتك ونضجك. قد تجدين أحياناً بعض الأبواب تُغلق أمامك، فتعتقدين أن الأحلام بعيدة المنال، لكنني أقول لك: كل باب مغلق قد يكون طريقاً جديداً أكثر توافقاً مع روحك.”


ثم ترك لي الكون لحظة لأستوعب كلماته، قبل أن يكمل قائلاً: “أعلم أنك تشعرين بالقلق من المستقبل، وتخشين من الفشل أو العثرات. لكن تذكري أنني أرى الصورة الأكبر، وأن كل شيء يحدث في وقته المناسب تماماً. ثقي بأن أي تأخير أو عثرة هي جزء من خطتي لكِ، لتمهيد الطريق نحو ما يناسبك فعلاً. تعلمي رؤية الجمال في كل لحظة، ودعي روحك تتفتح كزهرة، تتلقى الضوء والظل معاً.”


واسترسل الكون: “كلما أخبرتني بأحلامك أو مخاوفك، أرسل لك إشارات صغيرة؛ قد تظهر في كلمة تسمعينها، أو في موقف يقودك إلى ما تريدين، أو في شعور داخلي يدلك على الطريق الصحيح. هذه الإشارات هي طريقتي لأخبرك بأنني هنا، أعمل لأجلك حتى وإن لم تري النتائج الآن.”


واختتم الكون حديثه قائلاً: “كوني مرنة كالماء، اسعي حول العقبات بدلاً من مواجهتها بعنف، اكتشفي نفسكِ في كل خطوة. احتضني شجاعتكِ، واحتفلي بكل خطوة تقطعينها، واعلمي أن رحلتكِ ملكك وحدك. فقط آمني بنفسكِ وانطلقي بلا خوف، فأنت الشعاع الذي يضيء الظلام. وأنا هنا معك، أحتوي كل أحلامك، وأرشدك في كل خطوة.”


بعد هذه الكلمات، شعرت بأنني لست وحدي، وأن هناك قوة أكبر تحيط بي، تحميني، وتدعمني في كل لحظة. نظرت إلى حياتي مجدداً، فبدت لي وكأنها مليئة بالفرص، تنتظرني لأكتشفها. أصبحت أكثر استعداداً لاحتضان كل ما يخبئه المستقبل لي، وأنا ممتلئة بالقوة والطمأنينة.

تعليقات

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

لا تخافي يا بنتي