مسحت المصباح قديم  لاني وجدت عليه غبار وانا افرك المصباح الا تصاعد منه دخان كثيف

وصوت ماذا تريد لقد ايقظتني من سباتي قلت اريد ماذا اريد تلعثمت ثم قلت

“أريد… أريد حياة مليئة بالسلام والسعادة.”


نظر إليّ المارد بدهشة ثم قال: “هذا ليس مطلبًا شائعًا؛ أغلب من يستيقظني يطلب القوة أو المال أو الشهرة.” أجبته بثقة، “أعلم، لكنني أدركت أن المال والشهرة ليسا كافيين للسعادة الحقيقية؛ أريد أن أستيقظ كل يوم وأنا ممتنة لما لدي، وأعيش بسلام مع نفسي والآخرين.”


ابتسم المارد برضا وقال: “طلبك عميق، وسأمنحك هدية مختلفة؛ سأعطيك القدرة على رؤية النعم التي تمتلكينها وتقدير كل لحظة تمرين بها.”


استمر المارد قائلاً: “كل يوم، عند شروق الشمس، ستشعرين بدفء خاص، يدفعك لتأمُّل حياتك بعين جديدة. ستصبحين قادرة على رؤية النِعَم الصغيرة التي كانت تغيب عنك، وستكتشفين الجمال في أبسط الأشياء.”


ابتسمت، وقلت له: “أهذا هو؟ مجرد الشعور بالامتنان؟”


هزّ المارد رأسه قائلاً: “ليست مجرد شعور، بل مفتاح سحري للحياة. كثيرون يبحثون عن السعادة في الأماكن الخاطئة، ولا يدركون أن الهدوء النفسي والسلام الداخلي هما أثمن ما يمكن للمرء امتلاكه.”


ثم اختفى الدخان، وعاد المصباح إلى حالته الطبيعية. شعرت بالسكينة تملأ قلبي، وكأن شيئًا قد تغيّر. بدأت في عيش كل لحظة بامتنان، أجد السعادة في ضحكة طفل، وفي دفء الشمس، وفي لحظات الصمت التي كانت تمر دون أن أعيرها اهتمامًا.


وهكذا، لم يمنحني المارد مالًا أو شهرة، لكنه منحني شيئًا أكثر قيمة، وهو قدرة رؤية الحياة بصفاء.

تعليقات

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

لا تخافي يا بنتي