التواصل مع الكون

فاطمة اسكندراني

 التواصل مع الكون هو تجربة تأملية عميقة تعتمد على الفهم الداخلي والانسجام مع العالم من حولنا. يمكن أن يتم هذا التواصل بعدة طرق، وكل طريقة تنبع من النية الصافية والرغبة في الوصول إلى حالة من السلام والوحدة مع الطبيعة والوجود.


إليك كيفية التحدث مع الكون وما قد يكون رده:


1. التأمل والهدوء:

ابدأ بجلسة تأمل في مكان هادئ، بعيدًا عن الضوضاء والإلهاءات. اجلس بهدوء وركز على تنفسك. دع الأفكار تتدفق دون أن تتشبث بها، وكأنك تفتح نفسك للاستماع إلى الهمسات الخفية للكون.

2. طرح الأسئلة:

أثناء التأمل أو في لحظات الصفاء، يمكنك طرح أسئلة على الكون. قد تكون هذه الأسئلة حول الحياة، الحب، الهدف، أو حتى تحدياتك الشخصية. يمكن أن تكون بصوت مرتفع أو في صمت داخلي، حيث تعبر عن مشاعرك ورغباتك بصراحة.

مثال: “يا كون، ما هو مسار حياتي؟ ماذا علي أن أفعل لتحقيق السلام الداخلي؟”

3. الاستماع للصمت:

الكون يجيب أحيانًا بصمت، لكن هذا الصمت مليء بالمعاني. في هذه الحالة، الإشارات تأتي من الداخل: شعور بالراحة، فكرة جديدة تبرز في ذهنك، أو شعور بأن كل شيء سيكون على ما يرام. يمكن أن تكون هذه الرسائل نوعًا من الحدس أو الإلهام.

4. الطبيعة كمرايا للكون:

انظر إلى الطبيعة باعتبارها وسيطًا للتواصل مع الكون. مراقبة النجوم، الأشجار، الرياح، المياه يمكن أن تكون مصدرًا للردود. قد تشعر أن الرياح تحمل لك إجابة، أو أن انعكاسات المياه تعطيك تلميحًا. الكون يتحدث من خلال هذه العناصر ويقدم إشارات، إذا كنا منتبهين.

5. الاستجابة من خلال الأحداث والتجارب:

الكون قد لا يجيبك بشكل مباشر، ولكن قد تجد أن إجابته تظهر في أحداث الحياة التي تحدث بعدها. يمكن أن تكون هذه الأحداث إشارة أو ردًا على سؤالك. على سبيل المثال، قد تلتقي بشخص يحمل لك الإجابة التي كنت تبحث عنها، أو تتعرض لتجربة تعلمك درسًا مهمًا.

6. الإيمان بالانسجام والتوازن:

الكون يعمل وفق قوانين الانسجام والتوازن. قد تجد أن الإجابة تأتي على شكل مشاعر سلام، راحة داخلية، أو إحساس بأنك في الطريق الصحيح. الكون يرد دائمًا من خلال حالة الاتزان والسكينة، حيث تشعر أنك جزء من شيء أكبر وأوسع.

7. التعبير عن الامتنان:

بعد تلقي الإجابة أو الشعور بأن الكون قد تفاعل معك، اشكر الكون. الامتنان يزيد من قوة الاتصال ويعزز ترددات الطاقة الإيجابية بينك وبين العالم من حولك.


في النهاية، الكون يجيب بطرق مختلفة وفريدة لكل شخص. قد لا تكون الإجابات دائمًا واضحة أو فورية، لكنها تأتي في اللحظات المناسبة، موجهة لنا نحو الطريق الصحيح. التواصل مع الكون هو حالة من الوعي والانسجام، والكون دائمًا موجود للاستماع والإجابة عندما نكون مستعدين للانفتاح عليه.

تعليقات

إرسال تعليق

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

فاطمة اسكندراني
 مرآة الأسرار: رحلة نحو النور طرقت باب القبو مرة أخرى، شعرت بأنفاسي تتلاحق في الصمت العميق الذي يلف المكان. كان الهواء بارداً، ممزوجاً برائحة قديمة من الغبار والرطوبة. فجأة، سمعت صوت خشخشة خافتة من الداخل، وكأن شيئاً ما يتحرك. تساءلت إن كان هناك أحد، أو ربما شيء آخر ينتظرني خلف هذا الباب. قلبت الأفكار في رأسي، هل أفتح الباب أم أعود أدراجي؟ لكن فضولي كان أقوى من خوفي. مددت يدي نحو المقبض البارد، وفتحته ببطء، فأصدر الباب صريراً حاداً اخترق الصمت. ما الذي يمكن أن يكون مختبئاً في أعماق هذا القبو؟ فتحت الباب بالكامل، وكشفت الظلمة التي تلف القبو بظلالها الغامضة. خطوت إلى الداخل بحذر، والنور الخافت من الخارج بالكاد كان كافياً لرؤية ما أمامي. الأرضية كانت خشنة تحت قدمي، وأصوات الخطوات تتردد في كل زاوية. فجأة، شعرت بشيء غير مرئي يتحرك في الهواء من حولي. توقفت للحظة، أنصت بكل حواسي، ثم سمعت صوتاً منخفضاً، أشبه بهمسة بعيدة، ولكنه واضح: “ماذا تريد؟” تجمدت في مكاني. هل كان هذا الصوت حقيقياً أم مجرد تهيؤات؟ رددت بصوت مرتجف: “من هناك؟” لكن الصمت عاد ليخيم من جديد، وكأن القبو ابتلع كل شيء. أمعنت ا...
اقرأ المزيد...

لا تخافي يا بنتي

فاطمة اسكندراني
  أتتني خائفه ترجف تبكي حضنتها     طمنتها     ورتبت علي شعرها وهمست في آذنتها ما يحزنك يا صغيرتي قالت أخذت نفسًا عميقًا ومسحت دموعها الصغيرة التي انسابت على وجنتيها. نظرت إلي بعينين متعبتين، مليئتين بالحزن والخوف، وكأنها كانت تحمل العالم بأسره على كتفيها الصغيرتين. همست بصوت خافت، كأنه سر تخشى أن يعرفه أحد: “أخاف يا أمي… أخاف أن أكون وحدي، وأن يختفي كل شيء أحبّه.” أحطت وجنتيها بيديّ، ونظرت في عينيها مباشرةً. قلت لها بصوت دافئ، يشبه الوعد الذي لن ينكسر: “أنتِ لست وحدك، ولن تكوني أبدًا. أنا هنا، سأبقى بجانبك دائمًا، أنتِ أمني وأنتِ عالمي، وأعدك أن كل شيء سيكون على ما يرام.” هدأت قليلًا، لكنها كانت ما زالت بحاجة لكلمات تطمئن قلبها أكثر. احتضنتها مرة أخرى، وقلت: “الحياة يا صغيرتي مليئة بالأشياء الجميلة والأشخاص الطيبين. والأيام الصعبة ستأتي وتذهب، لكنها لن تأخذ منا كل شيء. ما نحب يبقى في قلوبنا، ولا يمكن لأحد أن يسرق ذلك منا.” أخذت يديها الصغيرتين بين يديّ وهمست مجددًا: “أنتِ شجاعة، وأعلم أن قلبك الصغير يمكنه مواجهة كل شيء. وكلما شعرت بالخوف، تذكري أنني هنا، وستجدين...
اقرأ المزيد...