فاطمة اسكندراني

 تربية الأولاد على القناعة هي عملية تحتاج إلى مثابرة وصبر، وتبدأ بتعزيز مفهوم الرضا والاكتفاء بما يمتلكونه، وتشجيعهم على تقدير النعم والموارد المتاحة. إليك بعض الأفكار العملية لتربية أبنائك على القناعة:


1. كوني قدوة في القناعة


• الأطفال يتعلمون الكثير من سلوك والديهم. عندما يرونك تقدر ما لديك وتتعامل بتواضع ورضا مع الظروف، سيتبنون هذه القيم تدريجيًا.


2. تعليم تقدير الأشياء البسيطة


• شجعي أطفالك على التوقف والتفكر في الأشياء التي يمتلكونها مثل الألعاب، الأصدقاء، الطعام، وحتى الطبيعة من حولهم. ساعديهم على إدراك أن السعادة ليست مرتبطة بامتلاك المزيد، بل في الاستمتاع بما لديهم.


3. غرس مفهوم المال والتخطيط


• عرفيهم على قيمة المال وأهمية التخطيط للإنفاق والادخار. من الممكن إعطاؤهم مصروفًا صغيرًا وتشجيعهم على إدارة هذا المال، وهذا يساعدهم على فهم أن الموارد محدودة ويجب استخدامها بحكمة.


4. تجنب الإفراط في تلبية الطلبات


• كوني حذرة من تلبية كل رغباتهم بسرعة، حتى لا يشعروا أن السعادة تأتي فقط من خلال امتلاك الأشياء. بدلاً من ذلك، اطلبي منهم التفكير فيما إذا كانوا حقًا بحاجة إلى ما يطلبونه أم أن رغبتهم مؤقتة.


5. تشجيع الإبداع واستخدام الخيال


• شجعي أطفالك على اللعب والإبداع باستخدام أشياء بسيطة، فهذا يُعلِّمهم الاستمتاع بأشياء قليلة ويدركون أن السعادة تأتي من داخلهم، وليس من الأشياء الخارجية.


6. تخصيص وقت للمشاركة والعطاء


• قومي بتشجيعهم على التبرع بألعابهم القديمة أو ملابسهم لمن هم أقل حظًا، فهذا يعزز لديهم الشعور بالرضا والامتنان لما يملكون، ويعلمهم أيضًا قيمة العطاء.


7. غرس قيمة الامتنان والشكر


• قومي بتخصيص وقت يومي، مثلاً قبل النوم، ليتحدث كل فرد عن شيء يشعر بالامتنان تجاهه. قد يكون شيئًا صغيرًا، لكن هذا النشاط اليومي يساعد الأطفال على تقدير الأشياء البسيطة في حياتهم.


8. التواصل وتوضيح قيمة القناعة


• تحدثي مع أطفالك عن مفهوم القناعة بلغة بسيطة، واشرحي لهم كيف أن السعي المستمر وراء الممتلكات قد يؤدي إلى التعاسة، بينما القناعة تتيح لهم العيش بسعادة وراحة بال.


9. تقدير الجهود وليس النتائج فقط


• احتفي بأطفالك لجهودهم بدلًا من التركيز فقط على الإنجازات المادية. عندما يشعرون بأنهم يُقدَّرون بناءً على قيمتهم الذاتية، وليس بناءً على ما يملكونه، سيشعرون بمزيد من القناعة والثقة.


10. تشجيع تقدير التجارب على الممتلكات


• قومي بخلق ذكريات جميلة معهم بدلًا من التركيز على شراء أشياء جديدة. اجعلي وقتك معهم مليئًا بالتجارب والأنشطة الممتعة كالنزهات، وقضاء وقت ممتع في الطبيعة، والقيام بأنشطة جماعية.


تربية الأطفال على القناعة تساعدهم على العيش بحب واحترام لذواتهم ولما لديهم، وتمنحهم القدرة على العيش بسعادة بغض النظر عن الظروف المادية.

تعليقات

إرسال تعليق

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

فاطمة اسكندراني
 مرآة الأسرار: رحلة نحو النور طرقت باب القبو مرة أخرى، شعرت بأنفاسي تتلاحق في الصمت العميق الذي يلف المكان. كان الهواء بارداً، ممزوجاً برائحة قديمة من الغبار والرطوبة. فجأة، سمعت صوت خشخشة خافتة من الداخل، وكأن شيئاً ما يتحرك. تساءلت إن كان هناك أحد، أو ربما شيء آخر ينتظرني خلف هذا الباب. قلبت الأفكار في رأسي، هل أفتح الباب أم أعود أدراجي؟ لكن فضولي كان أقوى من خوفي. مددت يدي نحو المقبض البارد، وفتحته ببطء، فأصدر الباب صريراً حاداً اخترق الصمت. ما الذي يمكن أن يكون مختبئاً في أعماق هذا القبو؟ فتحت الباب بالكامل، وكشفت الظلمة التي تلف القبو بظلالها الغامضة. خطوت إلى الداخل بحذر، والنور الخافت من الخارج بالكاد كان كافياً لرؤية ما أمامي. الأرضية كانت خشنة تحت قدمي، وأصوات الخطوات تتردد في كل زاوية. فجأة، شعرت بشيء غير مرئي يتحرك في الهواء من حولي. توقفت للحظة، أنصت بكل حواسي، ثم سمعت صوتاً منخفضاً، أشبه بهمسة بعيدة، ولكنه واضح: “ماذا تريد؟” تجمدت في مكاني. هل كان هذا الصوت حقيقياً أم مجرد تهيؤات؟ رددت بصوت مرتجف: “من هناك؟” لكن الصمت عاد ليخيم من جديد، وكأن القبو ابتلع كل شيء. أمعنت ا...
اقرأ المزيد...

لا تخافي يا بنتي

فاطمة اسكندراني
  أتتني خائفه ترجف تبكي حضنتها     طمنتها     ورتبت علي شعرها وهمست في آذنتها ما يحزنك يا صغيرتي قالت أخذت نفسًا عميقًا ومسحت دموعها الصغيرة التي انسابت على وجنتيها. نظرت إلي بعينين متعبتين، مليئتين بالحزن والخوف، وكأنها كانت تحمل العالم بأسره على كتفيها الصغيرتين. همست بصوت خافت، كأنه سر تخشى أن يعرفه أحد: “أخاف يا أمي… أخاف أن أكون وحدي، وأن يختفي كل شيء أحبّه.” أحطت وجنتيها بيديّ، ونظرت في عينيها مباشرةً. قلت لها بصوت دافئ، يشبه الوعد الذي لن ينكسر: “أنتِ لست وحدك، ولن تكوني أبدًا. أنا هنا، سأبقى بجانبك دائمًا، أنتِ أمني وأنتِ عالمي، وأعدك أن كل شيء سيكون على ما يرام.” هدأت قليلًا، لكنها كانت ما زالت بحاجة لكلمات تطمئن قلبها أكثر. احتضنتها مرة أخرى، وقلت: “الحياة يا صغيرتي مليئة بالأشياء الجميلة والأشخاص الطيبين. والأيام الصعبة ستأتي وتذهب، لكنها لن تأخذ منا كل شيء. ما نحب يبقى في قلوبنا، ولا يمكن لأحد أن يسرق ذلك منا.” أخذت يديها الصغيرتين بين يديّ وهمست مجددًا: “أنتِ شجاعة، وأعلم أن قلبك الصغير يمكنه مواجهة كل شيء. وكلما شعرت بالخوف، تذكري أنني هنا، وستجدين...
اقرأ المزيد...