فاطمة اسكندراني

 لتخطي الوضع الحالي بيسر وسهولة، يمكن اتباع مجموعة من الخطوات التي تساعدك على الانتقال من حالة التحدي أو الضغط إلى حالة من السلام والانسجام مع تدفق الحياة. إليك كيفية التعامل مع ذلك بطريقة واعية:


1. القبول والوعي بالحالة الحالية


• الخطوة الأولى هي قبول الوضع كما هو بدون مقاومة. عندما تقاومين ما يحدث، تزداد الأمور تعقيدًا. من خلال قبول ما تمرين به، تمنحين نفسك مساحة للتعامل مع التحديات بدون ضغوط إضافية.

• مثال: إذا كنت في موقف صعب في العمل أو الحياة الشخصية، قولي لنفسك: “أقبل ما يحدث الآن وأتقبل التغيير القادم.”


2. التنفس بعمق والاتصال باللحظة الحالية


• التنفس العميق هو أداة قوية للعودة إلى اللحظة الحالية، حيث يمكن إيجاد السلام. عندما تشعرين بالتوتر أو الانزعاج من الوضع الحالي، خذي بضع لحظات للتنفس بعمق وتذكير نفسك بأن اللحظة الحالية هي كل ما تملكينه الآن.

• مثال: خذي 3 أنفاس عميقة ببطء، وأثناء الزفير، تخيلي أنك تطلقين التوتر والقلق، مما يسمح لنفسك بالاسترخاء والتواصل مع اللحظة.


3. إعادة صياغة الأفكار السلبية


• الأفكار السلبية قد تكون حاجزًا أمام تخطي الوضع بسهولة. بدلاً من الاستسلام للأفكار السلبية، حاولي إعادة صياغتها بطريقة إيجابية.

• مثال: إذا كنت تفكرين “لا أستطيع تجاوز هذا”، استبدليها بعبارة “أنا أتعلم من هذه التجربة وسأتجاوزها بنجاح.”


4. التركيز على الخطوة التالية بدلاً من الحل الكامل


• بدلاً من محاولة حل كل شيء دفعة واحدة، ركزي على اتخاذ خطوة صغيرة إلى الأمام. عندما تقسمين الأمور إلى أجزاء أصغر، يصبح التغلب على الوضع أسهل بكثير.

• مثال: إذا كنت تواجهين تحديًا كبيرًا، فكري: “ما هي الخطوة الصغيرة التالية التي يمكنني اتخاذها اليوم لتحسين هذا الوضع؟” ثم نفذي تلك الخطوة.


5. الثقة في تدفق الحياة


• الحياة تتحرك باستمرار، وثقتك في أن كل شيء يسير نحو الأفضل يمكن أن تخفف الكثير من القلق. كوني مطمئنة أن كل شيء يحدث لسبب، وأن التحديات هي جزء من النمو الشخصي.

• مثال: في كل مرة تشعرين بالتوتر، ذكّري نفسك: “أنا أثق في أن هذا الوضع سيحل بطريقة تخدم مصلحتي.”


6. طلب الدعم عند الحاجة


• لا تخجلي من طلب المساعدة أو الدعم من الأشخاص المقربين أو من مصادر موثوقة. مشاركة التحديات مع الآخرين يمكن أن يخفف من العبء ويمنحك منظورًا جديدًا.

• مثال: إذا كنت تشعرين بالارتباك، تحدثي مع صديقة تثقين بها أو مرشد يمكنه تقديم نصيحة أو دعم عاطفي.


7. التأمل والامتنان


• التأمل يساعدك على تهدئة العقل والتركيز على السلام الداخلي. الامتنان أيضًا يوجه تركيزك نحو الإيجابيات بدلاً من التركيز على المشاكل.

• مثال: خذي بضع دقائق كل يوم لتأملي في الأشياء التي تشعرين بالامتنان لها في حياتك، سواء كانت صغيرة أو كبيرة.


8. الانفتاح على الاحتمالات الجديدة


• أحيانًا يتطلب تخطي وضع معين أن تكوني مرنة ومنفتحة على احتمالات جديدة. قد تكون هناك حلول غير تقليدية أو فرص جديدة تظهر في طريقك.

• مثال: إذا كان الحل التقليدي لا يعمل، فكري: “ما هو الخيار الآخر الذي يمكنني تجربته؟” أو “ما الذي يمكنني تغييره في طريقتي للتعامل مع الموقف؟”


9. التخلي عن الحاجة إلى السيطرة الكاملة


• التخلي عن الحاجة إلى السيطرة الكاملة على الأمور يحررك من الكثير من القلق. السماح للأمور بأن تتدفق بطبيعتها قد يجلب لك الحلول التي تبحثين عنها بطرق غير متوقعة.

• مثال: قولي لنفسك: “أنا أترك الحاجة إلى السيطرة على كل شيء، وأثق أن الحلول ستأتي في الوقت المناسب.”


10. التركيز على نفسك ورعايتك الذاتية


• في الأوقات الصعبة، من المهم أن تعتني بنفسك جسديًا وعاطفيًا. هذا يمنحك الطاقة والوضوح لتخطي الوضع بشكل أفضل.

• مثال: خصصي وقتًا لممارسة نشاط مفضل لديك أو رعاية جسدك بالعناية والراحة، مثل المشي في الطبيعة أو الاستحمام الدافئ.


الخلاصة:


لتخطي الوضع الحالي بيسر وسهولة، تحتاجين إلى القبول، إعادة صياغة الأفكار، التركيز على الخطوات الصغيرة، الثقة في تدفق الحياة، وطلب الدعم عند الحاجة. التأمل والامتنان يمكن أن يساعداك أيضًا على استعادة السلام الداخلي والانفتاح على الحلول الجديدة.

تعليقات

إرسال تعليق

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

فاطمة اسكندراني
 مرآة الأسرار: رحلة نحو النور طرقت باب القبو مرة أخرى، شعرت بأنفاسي تتلاحق في الصمت العميق الذي يلف المكان. كان الهواء بارداً، ممزوجاً برائحة قديمة من الغبار والرطوبة. فجأة، سمعت صوت خشخشة خافتة من الداخل، وكأن شيئاً ما يتحرك. تساءلت إن كان هناك أحد، أو ربما شيء آخر ينتظرني خلف هذا الباب. قلبت الأفكار في رأسي، هل أفتح الباب أم أعود أدراجي؟ لكن فضولي كان أقوى من خوفي. مددت يدي نحو المقبض البارد، وفتحته ببطء، فأصدر الباب صريراً حاداً اخترق الصمت. ما الذي يمكن أن يكون مختبئاً في أعماق هذا القبو؟ فتحت الباب بالكامل، وكشفت الظلمة التي تلف القبو بظلالها الغامضة. خطوت إلى الداخل بحذر، والنور الخافت من الخارج بالكاد كان كافياً لرؤية ما أمامي. الأرضية كانت خشنة تحت قدمي، وأصوات الخطوات تتردد في كل زاوية. فجأة، شعرت بشيء غير مرئي يتحرك في الهواء من حولي. توقفت للحظة، أنصت بكل حواسي، ثم سمعت صوتاً منخفضاً، أشبه بهمسة بعيدة، ولكنه واضح: “ماذا تريد؟” تجمدت في مكاني. هل كان هذا الصوت حقيقياً أم مجرد تهيؤات؟ رددت بصوت مرتجف: “من هناك؟” لكن الصمت عاد ليخيم من جديد، وكأن القبو ابتلع كل شيء. أمعنت ا...
اقرأ المزيد...

لا تخافي يا بنتي

فاطمة اسكندراني
  أتتني خائفه ترجف تبكي حضنتها     طمنتها     ورتبت علي شعرها وهمست في آذنتها ما يحزنك يا صغيرتي قالت أخذت نفسًا عميقًا ومسحت دموعها الصغيرة التي انسابت على وجنتيها. نظرت إلي بعينين متعبتين، مليئتين بالحزن والخوف، وكأنها كانت تحمل العالم بأسره على كتفيها الصغيرتين. همست بصوت خافت، كأنه سر تخشى أن يعرفه أحد: “أخاف يا أمي… أخاف أن أكون وحدي، وأن يختفي كل شيء أحبّه.” أحطت وجنتيها بيديّ، ونظرت في عينيها مباشرةً. قلت لها بصوت دافئ، يشبه الوعد الذي لن ينكسر: “أنتِ لست وحدك، ولن تكوني أبدًا. أنا هنا، سأبقى بجانبك دائمًا، أنتِ أمني وأنتِ عالمي، وأعدك أن كل شيء سيكون على ما يرام.” هدأت قليلًا، لكنها كانت ما زالت بحاجة لكلمات تطمئن قلبها أكثر. احتضنتها مرة أخرى، وقلت: “الحياة يا صغيرتي مليئة بالأشياء الجميلة والأشخاص الطيبين. والأيام الصعبة ستأتي وتذهب، لكنها لن تأخذ منا كل شيء. ما نحب يبقى في قلوبنا، ولا يمكن لأحد أن يسرق ذلك منا.” أخذت يديها الصغيرتين بين يديّ وهمست مجددًا: “أنتِ شجاعة، وأعلم أن قلبك الصغير يمكنه مواجهة كل شيء. وكلما شعرت بالخوف، تذكري أنني هنا، وستجدين...
اقرأ المزيد...