منجاة القمر

 جلست أتأمل القمر وأناجيه، أتحدث إليه عن مشاعري وهمومي، وهو بقي صامتًا ينظر إليَّ بهدوء، يعكس ضوءه البارد على وجهي. شعرت بأن كلماتي تذوب في ضوءه، وكأنني أفرغ ما في قلبي له. مرت لحظات طويلة، وأنا في انتظار رد من هذا الصديق الصامت الذي لطالما شاركني الليالي المظلمة.


وفجأة، أحسست بشيء مختلف، كأنه يتحدث إليَّ، ولكن ليس بالكلمات. نظرته الباهتة إلى السماء أرسلت إليّ رسالة واضحة: “كل شيء مؤقت، كل ما تشعر به سيمر، كما مرَّت الأيام قبله.” كانت تلك الكلمات غير المنطوقة تجلب السكينة إلى قلبي، وتذكرني بأن الأمور ستتغير، وأن ما أواجهه الآن ليس سوى مرحلة في دورة الحياة.


تابعت حديثي معه، سائلًا: “لكن لماذا الصمت؟ لماذا لا ترد علي؟” وكأن القمر أجاب: “لأن بعض الأسئلة لا تحتاج إلى إجابات، بل إلى صبر. كما أنني في صمتي، أقول كل شيء.”


تلك اللحظة كانت كافية لأدرك أن القمر، رغم صمته، يعطينا دروسًا في الهدوء والتأمل، وفي كيف يجب علينا أن نكون مثل نوره: هادئين، دائمين، ومتفائلين رغم الظلام.

تعليقات

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

لا تخافي يا بنتي