فاطمة اسكندراني

 التعامل مع الزوج أو الزوجة العنيدة يتطلب الكثير من الصبر، التفهم، والذكاء العاطفي. الشخص العنيد قد يشعر بالتهديد أو بعدم الرغبة في التغيير، وغالباً ما يصر على موقفه أو رأيه. هنا بعض النصائح والطرق التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع الزوج أو الزوجة العنيدة بطريقة فعّالة:


1. التحلي بالصبر والهدوء


• كيفية القيام به: عندما تشعرين أن زوجك أو زوجتك تصرّ على رأي معين، خذي نفسًا عميقًا وابتعدي عن الجدال الفوري. الصراخ أو التحدي سيزيد الأمور سوءًا.

• الفائدة: يمنع التصعيد ويسمح لكلا الطرفين بالتفكير بشكل هادئ وموضوعي.


2. الاستماع الفعّال


• كيفية القيام به: امنحي زوجك أو زوجتك الفرصة للتحدث دون مقاطعة. استمعي جيدًا لما يقولونه ولا تتسرعي في تقديم الحلول. اظهري أنك تفهمين مشاعرهم ووجهة نظرهم.

• الفائدة: يعزز الثقة والاحترام المتبادل ويشعر الطرف الآخر بأن رأيه مهم، مما قد يقلل من عناده.


3. اختيار التوقيت المناسب للنقاش


• كيفية القيام به: لا تفتحي النقاشات المهمة أو الحساسة عندما يكون الشريك في حالة غضب أو توتر. اختاري وقتًا يكون فيه الشريك مرتاحًا ومسترخيًا.

• الفائدة: يجعل الشريك أكثر تقبلاً للنقاش وأقل مقاومة للآراء الأخرى.


4. تفادي أسلوب الهجوم أو الانتقاد


• كيفية القيام به: عند مناقشة موضوع معين، تجنبي استخدام عبارات تحمل هجومًا أو نقدًا شخصيًا مثل “أنت دائمًا تفعل كذا” أو “أنت عنيد”. بدلاً من ذلك، استخدمي عبارات تعبر عن مشاعرك مثل “أشعر بأننا بحاجة للنقاش حول هذا الموضوع”.

• الفائدة: يقلل من دفاعية الشريك ويجعله أكثر انفتاحًا للتعاون.


5. ممارسة التفاهم والتعاطف


• كيفية القيام به: حاولي أن تضعي نفسك مكان الشريك وتفهمي سبب عناده. هل يشعر بالتهديد؟ أو ربما يشعر بأن رأيه لا يُحترم؟ إظهار التعاطف يفتح الباب للحوار البنّاء.

• الفائدة: يعزز الروابط العاطفية ويجعل الشريك يشعر بالدعم بدلاً من التحدي.


6. تقديم حلول بديلة والتفاوض


• كيفية القيام به: بدلاً من التمسك بموقفك أو محاولة إجبار الشريك على تغيير رأيه، قدمي حلولًا وسطى وابدئي في التفاوض. قولي “ماذا لو جربنا هذا الحل؟” أو “هل يمكن أن نلتقي في منتصف الطريق؟”.

• الفائدة: يُشعر الشريك بأنك مستعدة للتعاون وليس للإجبار، مما قد يقلل من التمسك بموقفه.


7. التركيز على الهدف وليس على الصراع


• كيفية القيام به: عندما تدخلين في نقاش مع زوجك أو زوجتك، تذكري الهدف النهائي: التوصل إلى حل مشترك، وليس الفوز في الجدال. تجنبي التركيز على من هو على حق ومن هو مخطئ.

• الفائدة: يقلل من مشاعر العدائية ويجعل النقاش أكثر إيجابية.


8. التعبير عن مشاعرك بهدوء ووضوح


• كيفية القيام به: عندما ترغبين في إيصال وجهة نظرك، عبري عن مشاعرك بهدوء ووضوح. قولي “أشعر بالحزن عندما يحدث كذا” أو “أريد أن أفهم وجهة نظرك أكثر”.

• الفائدة: يعزز التواصل الفعّال ويقلل من سوء الفهم.


9. تجنب الجدال على الأمور الصغيرة


• كيفية القيام به: اختاري معاركك بحكمة. لا تدخلي في جدال على أمور تافهة أو صغيرة، وركزي فقط على القضايا المهمة.

• الفائدة: يقلل من التوتر ويمنح العلاقة فرصة للنمو دون التركيز على النقاط السلبية.


10. اللجوء إلى المساعدة الخارجية إذا لزم الأمر


• كيفية القيام به: إذا وصلتِ إلى طريق مسدود وكان العناد يؤثر بشكل كبير على علاقتكما، يمكن التفكير في استشارة مستشار زوجي أو مرشد أسري.

• الفائدة: يوفر منظورًا خارجيًا ومحايدًا ويساعد في إيجاد حلول تساهم في تحسين العلاقة.


11. التحفيز بدلاً من التحدي


• كيفية القيام به: بدلاً من تحدي الشريك بشكل مباشر، حاولي تحفيزه من خلال دعم رؤيته أو اهتماماته. قدّمي اقتراحات بدلاً من أوامر.

• الفائدة: يخلق بيئة إيجابية تعزز من روح التعاون بدلًا من الصدام.


12. الحفاظ على الاحترام المتبادل


• كيفية القيام به: حتى في أصعب اللحظات، تذكري الحفاظ على الاحترام في الكلام والتصرف. لا تدخلي في إهانات شخصية أو تجنبي الاستفزاز.

• الفائدة: الاحترام المتبادل يحافظ على قوة العلاقة ويجعل الشريك أكثر استجابة للتغيير.


الخلاصة:


التعامل مع الزوج أو الزوجة العنيدة يتطلب مهارات التواصل الفعّال والصبر. باستخدام هذه الأساليب، يمكنك تحويل العناد إلى فرصة للنقاش البنّاء وتحسين العلاقة. تذكري أن النجاح في التعامل مع العناد لا يأتي بالإجبار أو الجدال، بل بالحب، الفهم، والتعاون المشترك.

تعليقات

إرسال تعليق

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

فاطمة اسكندراني
 مرآة الأسرار: رحلة نحو النور طرقت باب القبو مرة أخرى، شعرت بأنفاسي تتلاحق في الصمت العميق الذي يلف المكان. كان الهواء بارداً، ممزوجاً برائحة قديمة من الغبار والرطوبة. فجأة، سمعت صوت خشخشة خافتة من الداخل، وكأن شيئاً ما يتحرك. تساءلت إن كان هناك أحد، أو ربما شيء آخر ينتظرني خلف هذا الباب. قلبت الأفكار في رأسي، هل أفتح الباب أم أعود أدراجي؟ لكن فضولي كان أقوى من خوفي. مددت يدي نحو المقبض البارد، وفتحته ببطء، فأصدر الباب صريراً حاداً اخترق الصمت. ما الذي يمكن أن يكون مختبئاً في أعماق هذا القبو؟ فتحت الباب بالكامل، وكشفت الظلمة التي تلف القبو بظلالها الغامضة. خطوت إلى الداخل بحذر، والنور الخافت من الخارج بالكاد كان كافياً لرؤية ما أمامي. الأرضية كانت خشنة تحت قدمي، وأصوات الخطوات تتردد في كل زاوية. فجأة، شعرت بشيء غير مرئي يتحرك في الهواء من حولي. توقفت للحظة، أنصت بكل حواسي، ثم سمعت صوتاً منخفضاً، أشبه بهمسة بعيدة، ولكنه واضح: “ماذا تريد؟” تجمدت في مكاني. هل كان هذا الصوت حقيقياً أم مجرد تهيؤات؟ رددت بصوت مرتجف: “من هناك؟” لكن الصمت عاد ليخيم من جديد، وكأن القبو ابتلع كل شيء. أمعنت ا...
اقرأ المزيد...

لا تخافي يا بنتي

فاطمة اسكندراني
  أتتني خائفه ترجف تبكي حضنتها     طمنتها     ورتبت علي شعرها وهمست في آذنتها ما يحزنك يا صغيرتي قالت أخذت نفسًا عميقًا ومسحت دموعها الصغيرة التي انسابت على وجنتيها. نظرت إلي بعينين متعبتين، مليئتين بالحزن والخوف، وكأنها كانت تحمل العالم بأسره على كتفيها الصغيرتين. همست بصوت خافت، كأنه سر تخشى أن يعرفه أحد: “أخاف يا أمي… أخاف أن أكون وحدي، وأن يختفي كل شيء أحبّه.” أحطت وجنتيها بيديّ، ونظرت في عينيها مباشرةً. قلت لها بصوت دافئ، يشبه الوعد الذي لن ينكسر: “أنتِ لست وحدك، ولن تكوني أبدًا. أنا هنا، سأبقى بجانبك دائمًا، أنتِ أمني وأنتِ عالمي، وأعدك أن كل شيء سيكون على ما يرام.” هدأت قليلًا، لكنها كانت ما زالت بحاجة لكلمات تطمئن قلبها أكثر. احتضنتها مرة أخرى، وقلت: “الحياة يا صغيرتي مليئة بالأشياء الجميلة والأشخاص الطيبين. والأيام الصعبة ستأتي وتذهب، لكنها لن تأخذ منا كل شيء. ما نحب يبقى في قلوبنا، ولا يمكن لأحد أن يسرق ذلك منا.” أخذت يديها الصغيرتين بين يديّ وهمست مجددًا: “أنتِ شجاعة، وأعلم أن قلبك الصغير يمكنه مواجهة كل شيء. وكلما شعرت بالخوف، تذكري أنني هنا، وستجدين...
اقرأ المزيد...