لن تؤذى إلا بأذن منك

 لا يمكن لأحد أن يؤذيني إلا باذن مني

العبارة تعكس فكرة عميقة حول السيطرة على المشاعر والحدود الشخصية. وهي تُعبر عن قناعة بأن الأذى العاطفي أو النفسي لا يحدث إلا عندما نسمح له بالتأثير علينا. هذه الفكرة تستند إلى مفهوم أن الطريقة التي نتلقى بها تصرفات أو كلمات الآخرين تعتمد على نظرتنا الشخصية وقوتنا الداخلية في التعامل معها.

كيف تتحقق هذه الفكرة عمليًا؟

1. القوة الداخلية وتقدير الذات:

• عندما تكون لديك ثقة قوية في نفسك وتقدير عالٍ لذاتك، لن تسمح للآخرين بالتأثير عليك بسهولة. أنت تتحكم في كيفية تلقيك للمواقف والكلمات من الآخرين.

2. الحدود العاطفية:

• من المهم وضع حدود صحية مع الآخرين. هذا يعني أنك تعرف متى تقول “لا” وتحمي نفسك من التأثيرات السلبية أو الأشخاص الذين يحاولون التأثير عليك بشكل سلبي.

3. عدم أخذ الأمور بشكل شخصي:

• غالبًا ما تكون تصرفات الآخرين أو كلماتهم نابعة من تجاربهم أو مشاكلهم الخاصة، وليس بالضرورة انعكاسًا لشخصيتك. عندما تفهم ذلك، تقل قدرتهم على التأثير عليك.

4. الاستجابة بدلاً من رد الفعل:

• بدلًا من الرد بغضب أو انفعال على مواقف معينة، تعلم أن تأخذ لحظة لتقييم الأمور واستجابة بشكل هادئ ومتعقل. هذا يمنحك السيطرة على مشاعرك ويمنع الآخرين من التأثير عليك.

5. المسامحة والتحرر من الأذى:

• المسامحة هي أداة قوية تساعدك على التخلص من الشعور بالأذى. عندما تسامح الآخرين، فإنك تتحرر من التأثيرات السلبية التي يمكن أن تحملها معهم.

كيف يمكن تطبيق هذه الفكرة في الحياة اليومية؟

• الوعي الذاتي: كن واعيًا لمشاعرك وردود فعلك. عندما تشعر بالأذى من شخص ما، اسأل نفسك: “هل أسمح لهذا الأمر بأن يؤذيني؟ كيف يمكنني استعادة السيطرة على مشاعري؟”

• تطوير القوة العاطفية: قم بممارسة التأمل أو الوعي الكامل (Mindfulness) لتعزيز اتصالك بنفسك وتنمية القوة الداخلية التي تمكنك من عدم السماح للآخرين بالتأثير على مشاعرك.

• تقييم العلاقات: إذا كنت تشعر بأن بعض الأشخاص في حياتك يؤذونك باستمرار، فقد يكون الوقت مناسبًا لتقييم هذه العلاقات ووضع حدود صحية أو الابتعاد عن الأشخاص الذين لا يحترمون حدودك.

الفكرة في النهاية هي أن الأذى العاطفي لا يمكن أن يصل إليك ما لم تمنح له الإذن. أنت تملك القوة لتحديد مدى تأثير الآخرين عليك، ويمكنك دائمًا اختيار أن لا تسمح لهم بذلك.