فاطمة اسكندراني

 التحرر من المشاعر السلبية هو عملية تحتاج إلى الوعي والنية، ولكنها ممكنة من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات الفعالة. إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك في هذه الرحلة:


1. الاعتراف بالمشاعر


• التقبل: اعترفي بوجود المشاعر السلبية ولا تقاوميها. الفهم والاعتراف بأن لديك مشاعر سلبية هو الخطوة الأولى نحو التحرر.

• التسمية: قولي لنفسك: “أنا أشعر بالحزن، الغضب، أو القلق.” التسمية تساعد في تخفيف حدة المشاعر.


2. التعبير عن المشاعر


• الكتابة: سجلي مشاعرك في مفكرة. الكتابة يمكن أن تكون وسيلة قوية للتخلص من الضغوط والتعبير عن مشاعر مكبوتة.

• الفن: استخدمي الرسم أو الموسيقى أو أي شكل آخر من التعبير الفني للتعبير عن ما تشعرين به.


3. التأمل والتنفس العميق


• التأمل: خصصي بعض الوقت للتأمل وتركز على تنفسك. التأمل يساعد في تهدئة العقل وتخفيف التوتر.

• تمارين التنفس: جربي تمارين التنفس العميق، مثل استنشاق الهواء بعمق من الأنف، ثم الزفير ببطء من الفم. هذا يمكن أن يساعد في تقليل القلق والتوتر.


4. إعادة صياغة الأفكار


• تحدي الأفكار السلبية: عندما تتسلل إليك الأفكار السلبية، قفي أمامها وتحديها. اسألي نفسك: “هل هذا التفكير منطقي؟”

• استبدال الأفكار: حاولي استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية. مثلًا، إذا كنت تفكرين “لا أستطيع فعل ذلك”، استبدليها بـ “يمكنني فعل ذلك، وسأبذل قصارى جهدي.”


5. التحرك جسديًا


• ممارسة الرياضة: النشاط البدني يساعد في إفراز الإندورفين، وهي مواد كيميائية تعزز المزاج. حتى المشي البسيط يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.

• الرقص أو الحركة الحرة: اجعلي نفسك تتحركي بحرية، فالرقص يمكن أن يكون وسيلة رائعة للتعبير عن المشاعر.


6. الامتنان


• ممارسة الامتنان: اكتبِ ثلاثة أشياء تشعرين بالامتنان لها يوميًا. التركيز على الإيجابيات يمكن أن يساعد في تغيير نظرتك.

• جرد النعم: استرجعي النعم التي تمتلكينها في حياتك، مما يمكن أن يساعد في تخفيف الضغوط.


7. التواصل الاجتماعي


• الحديث مع الآخرين: تحدثي مع الأصدقاء أو العائلة عن مشاعرك. المشاركة يمكن أن تخفف العبء وتمنحك دعمًا عاطفيًا.

• طلب المساعدة: إذا كنت تجدين صعوبة في التعامل مع مشاعرك بمفردك، لا تترددي في طلب المساعدة من معالج نفسي أو متخصص.


8. تغيير البيئة


• التخلص من المشتتات: حاولي الابتعاد عن المصادر السلبية، سواء كانت أشخاصًا أو مواقف.

• خلق بيئة إيجابية: احرصي على محيط يشجع على الإيجابية، مثل تزيين المكان بالصور أو العبارات الإيجابية.


9. تحديد الأهداف


• وضع أهداف صغيرة: حددي أهدافًا قابلة للتحقيق لتحفيز نفسك. عند تحقيق أهداف صغيرة، يمكن أن تعززي ثقتك بنفسك وتخففي من المشاعر السلبية.


10. الوقت لنفسك


• احصلي على الوقت لنفسك: خصصي وقتًا للاعتناء بنفسك وللقيام بما تحبينه. من المهم أن تكون لديك لحظات تهتمين فيها بنفسك.


الخلاصة:


التحرر من المشاعر السلبية يتطلب الصبر والممارسة، ولكن باستخدام هذه الاستراتيجيات، يمكنك تقليل تأثير هذه المشاعر على حياتك. تذكري أن كل خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا على المدى الطويل.

تعليقات

إرسال تعليق

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

فاطمة اسكندراني
 مرآة الأسرار: رحلة نحو النور طرقت باب القبو مرة أخرى، شعرت بأنفاسي تتلاحق في الصمت العميق الذي يلف المكان. كان الهواء بارداً، ممزوجاً برائحة قديمة من الغبار والرطوبة. فجأة، سمعت صوت خشخشة خافتة من الداخل، وكأن شيئاً ما يتحرك. تساءلت إن كان هناك أحد، أو ربما شيء آخر ينتظرني خلف هذا الباب. قلبت الأفكار في رأسي، هل أفتح الباب أم أعود أدراجي؟ لكن فضولي كان أقوى من خوفي. مددت يدي نحو المقبض البارد، وفتحته ببطء، فأصدر الباب صريراً حاداً اخترق الصمت. ما الذي يمكن أن يكون مختبئاً في أعماق هذا القبو؟ فتحت الباب بالكامل، وكشفت الظلمة التي تلف القبو بظلالها الغامضة. خطوت إلى الداخل بحذر، والنور الخافت من الخارج بالكاد كان كافياً لرؤية ما أمامي. الأرضية كانت خشنة تحت قدمي، وأصوات الخطوات تتردد في كل زاوية. فجأة، شعرت بشيء غير مرئي يتحرك في الهواء من حولي. توقفت للحظة، أنصت بكل حواسي، ثم سمعت صوتاً منخفضاً، أشبه بهمسة بعيدة، ولكنه واضح: “ماذا تريد؟” تجمدت في مكاني. هل كان هذا الصوت حقيقياً أم مجرد تهيؤات؟ رددت بصوت مرتجف: “من هناك؟” لكن الصمت عاد ليخيم من جديد، وكأن القبو ابتلع كل شيء. أمعنت ا...
اقرأ المزيد...

لا تخافي يا بنتي

فاطمة اسكندراني
  أتتني خائفه ترجف تبكي حضنتها     طمنتها     ورتبت علي شعرها وهمست في آذنتها ما يحزنك يا صغيرتي قالت أخذت نفسًا عميقًا ومسحت دموعها الصغيرة التي انسابت على وجنتيها. نظرت إلي بعينين متعبتين، مليئتين بالحزن والخوف، وكأنها كانت تحمل العالم بأسره على كتفيها الصغيرتين. همست بصوت خافت، كأنه سر تخشى أن يعرفه أحد: “أخاف يا أمي… أخاف أن أكون وحدي، وأن يختفي كل شيء أحبّه.” أحطت وجنتيها بيديّ، ونظرت في عينيها مباشرةً. قلت لها بصوت دافئ، يشبه الوعد الذي لن ينكسر: “أنتِ لست وحدك، ولن تكوني أبدًا. أنا هنا، سأبقى بجانبك دائمًا، أنتِ أمني وأنتِ عالمي، وأعدك أن كل شيء سيكون على ما يرام.” هدأت قليلًا، لكنها كانت ما زالت بحاجة لكلمات تطمئن قلبها أكثر. احتضنتها مرة أخرى، وقلت: “الحياة يا صغيرتي مليئة بالأشياء الجميلة والأشخاص الطيبين. والأيام الصعبة ستأتي وتذهب، لكنها لن تأخذ منا كل شيء. ما نحب يبقى في قلوبنا، ولا يمكن لأحد أن يسرق ذلك منا.” أخذت يديها الصغيرتين بين يديّ وهمست مجددًا: “أنتِ شجاعة، وأعلم أن قلبك الصغير يمكنه مواجهة كل شيء. وكلما شعرت بالخوف، تذكري أنني هنا، وستجدين...
اقرأ المزيد...