فاطمة اسكندراني

 تصميم واقعك بقوة طاقتك يعتمد على مزيج من القناعات الداخلية، التفكير الإيجابي، والتحكم في مشاعرك وسلوكياتك. الطاقة التي تحملها في داخلك – سواء كانت إيجابية أو سلبية – تؤثر بشكل مباشر على واقعك وتجاربك اليومية. إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها لتصميم واقعك باستخدام طاقتك:


1. التفكير الإيجابي وتحديد النوايا:


• قوة النية: النية هي القوة الدافعة وراء أي تغيير. ابدأ بتحديد نواياك بوضوح. ماذا تريد أن يحدث في حياتك؟ هل تسعى لتحقيق نجاح في حياتك المهنية، علاقات صحية، أو تحسين صحتك النفسية؟

• التفكير الإيجابي: الأفكار تؤثر على الواقع. عندما تفكر بإيجابية وتؤمن بإمكانية تحقيق أهدافك، تعمل طاقتك لتوجيه هذه الأفكار نحو تجسيدها في الواقع. جرب استخدام تقنيات مثل “قانون الجذب”، الذي يعتمد على الاعتقاد بأن الأفكار والمشاعر تجذب التجارب المماثلة إليها.


2. التصور 


• التصور هو أداة قوية لتحفيز طاقتك. تخيل بوضوح وبالتفصيل الواقع الذي تود أن تعيشه. أثناء التأمل، أو حتى قبل النوم، اجلس بهدوء وأغمض عينيك وتخيل نفسك تعيش الحياة التي ترغب فيها. اشعر بالمشاعر التي ترغب في تجربتها، سواء كانت الفرح، النجاح، أو الحب.

• استخدم هذا التصور لتحفيز عواطفك ومشاعرك، حيث أن هذه المشاعر الإيجابية تعزز طاقتك وتجعلك في حالة ذهنية تسهل تحقيق أهدافك.


3. التحكم في العواطف والمشاعر:


• الاستجابة بدلاً من التفاعل: الطاقة العاطفية التي تنبعث منك لها تأثير كبير على واقعك. بدلاً من أن تتفاعل سلبًا مع المواقف المحبطة، تعلم كيف تستجيب لها بهدوء وبطريقة مدروسة.

• الامتنان والتقدير: مشاعر الامتنان من أقوى الوسائل لتعزيز الطاقة الإيجابية. عندما تشعر بالامتنان لما تملكه بالفعل، تفتح الباب لاستقبال المزيد من الإيجابيات في حياتك. يمكنك البدء بكتابة يوميات الامتنان، حيث تسجل كل يوم ما تشعر بالامتنان تجاهه.


4. العمل مع طاقة الجسد والعقل:


• التأمل واليوغا: التأمل يساعد في توجيه طاقتك بشكل متوازن. الممارسات مثل اليوغا أو تمارين التنفس (مثل تقنية التنفس العميق) تساعدك على تحفيز طاقتك الداخلية وتوجيهها نحو أهدافك.

• العناية بالنفس: تأكد من أن طاقتك الجسدية والنفسية في توازن من خلال العناية بصحتك وتجنب الإجهاد المستمر. الجسم السليم والعقل الهادئ يوفران قاعدة قوية لتوجيه طاقتك.


5. التخلص من الطاقة السلبية:


• تنظيف الطاقات السلبية: يمكن أن تتراكم الطاقات السلبية في حياتك نتيجة للضغوط أو العلاقات السامة. للتخلص من هذه الطاقات، جرب ممارسات مثل التأمل، المشي في الطبيعة، أو استخدام التقنيات الروحية مثل التبييض أو حرق الأعشاب مثل المريمية.

• قطع الروابط السلبية: إذا كنت تحيط نفسك بأشخاص أو بيئات تسبب لك توترًا أو سلبية مستمرة، فقد تحتاج إلى الابتعاد عن تلك المصادر حتى تتمكن من الحفاظ على طاقتك الإيجابية.


6. الالتزام والعمل:


• تحويل النوايا إلى أفعال: حتى مع التفكير الإيجابي والطاقة المرتفعة، يجب تحويل هذه الطاقة إلى أفعال ملموسة. ضع خطة عمل، وقم بخطوات يومية لتحقيق أهدافك. عندما تعمل بجد وتتخذ خطوات عملية، تتجسد طاقتك في الواقع.


7. الاستمرارية والصبر:


• الصبر والمثابرة: تصميم واقعك لا يحدث بين عشية وضحاها. تحتاج إلى الاستمرارية في توجيه طاقتك بشكل إيجابي. تحلّ بالصبر، وكن على استعداد للتكيف مع التحديات التي قد تواجهها.


الفوائد:


• تحقيق الأهداف: باستخدام هذه الخطوات، يمكنك جذب ما ترغب فيه نحو حياتك وتحقيق أهدافك بشكل أسرع.

• تحسين الصحة النفسية والجسدية: عندما تكون طاقتك إيجابية ومتوازنة، تجد نفسك أكثر هدوءًا وسعادة، مما يعزز رفاهيتك العامة.

• بناء علاقات صحية: طاقة الحب والامتنان تجذب الأشخاص الذين يتماشى تفكيرهم معك، مما يساعد في بناء علاقات عميقة وصحية.


باتباع هذه الأساليب، يمكنك الاستفادة من قوة طاقتك الداخلية لتصميم واقع يتماشى مع تطلعاتك وأهدافك. كل ما تحتاج إليه هو وعي مستمر وتركيز على الأفكار والمشاعر التي توجهك نحو حياة أفضل.

تعليقات

إرسال تعليق

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

فاطمة اسكندراني
 مرآة الأسرار: رحلة نحو النور طرقت باب القبو مرة أخرى، شعرت بأنفاسي تتلاحق في الصمت العميق الذي يلف المكان. كان الهواء بارداً، ممزوجاً برائحة قديمة من الغبار والرطوبة. فجأة، سمعت صوت خشخشة خافتة من الداخل، وكأن شيئاً ما يتحرك. تساءلت إن كان هناك أحد، أو ربما شيء آخر ينتظرني خلف هذا الباب. قلبت الأفكار في رأسي، هل أفتح الباب أم أعود أدراجي؟ لكن فضولي كان أقوى من خوفي. مددت يدي نحو المقبض البارد، وفتحته ببطء، فأصدر الباب صريراً حاداً اخترق الصمت. ما الذي يمكن أن يكون مختبئاً في أعماق هذا القبو؟ فتحت الباب بالكامل، وكشفت الظلمة التي تلف القبو بظلالها الغامضة. خطوت إلى الداخل بحذر، والنور الخافت من الخارج بالكاد كان كافياً لرؤية ما أمامي. الأرضية كانت خشنة تحت قدمي، وأصوات الخطوات تتردد في كل زاوية. فجأة، شعرت بشيء غير مرئي يتحرك في الهواء من حولي. توقفت للحظة، أنصت بكل حواسي، ثم سمعت صوتاً منخفضاً، أشبه بهمسة بعيدة، ولكنه واضح: “ماذا تريد؟” تجمدت في مكاني. هل كان هذا الصوت حقيقياً أم مجرد تهيؤات؟ رددت بصوت مرتجف: “من هناك؟” لكن الصمت عاد ليخيم من جديد، وكأن القبو ابتلع كل شيء. أمعنت ا...
اقرأ المزيد...

لا تخافي يا بنتي

فاطمة اسكندراني
  أتتني خائفه ترجف تبكي حضنتها     طمنتها     ورتبت علي شعرها وهمست في آذنتها ما يحزنك يا صغيرتي قالت أخذت نفسًا عميقًا ومسحت دموعها الصغيرة التي انسابت على وجنتيها. نظرت إلي بعينين متعبتين، مليئتين بالحزن والخوف، وكأنها كانت تحمل العالم بأسره على كتفيها الصغيرتين. همست بصوت خافت، كأنه سر تخشى أن يعرفه أحد: “أخاف يا أمي… أخاف أن أكون وحدي، وأن يختفي كل شيء أحبّه.” أحطت وجنتيها بيديّ، ونظرت في عينيها مباشرةً. قلت لها بصوت دافئ، يشبه الوعد الذي لن ينكسر: “أنتِ لست وحدك، ولن تكوني أبدًا. أنا هنا، سأبقى بجانبك دائمًا، أنتِ أمني وأنتِ عالمي، وأعدك أن كل شيء سيكون على ما يرام.” هدأت قليلًا، لكنها كانت ما زالت بحاجة لكلمات تطمئن قلبها أكثر. احتضنتها مرة أخرى، وقلت: “الحياة يا صغيرتي مليئة بالأشياء الجميلة والأشخاص الطيبين. والأيام الصعبة ستأتي وتذهب، لكنها لن تأخذ منا كل شيء. ما نحب يبقى في قلوبنا، ولا يمكن لأحد أن يسرق ذلك منا.” أخذت يديها الصغيرتين بين يديّ وهمست مجددًا: “أنتِ شجاعة، وأعلم أن قلبك الصغير يمكنه مواجهة كل شيء. وكلما شعرت بالخوف، تذكري أنني هنا، وستجدين...
اقرأ المزيد...