فاطمة اسكندراني

 برمجة اللاوعي تهدف إلى تغيير الأفكار العميقة والمعتقدات التي تؤثر على سلوكنا ومواقفنا اليومية دون أن نكون مدركين لها بشكل كامل. يمكن تحسين برمجة اللاوعي من خلال تمارين وتقنيات متنوعة، والتي تساعد على إعادة توجيه الأفكار والمعتقدات السلبية إلى أخرى إيجابية وفعالة. إليك بعض التمارين التي يمكنك ممارستها:


1. التأمل الموجه

  


• كيفية القيام به: اجلسي في مكان هادئ، واتبعي تسجيلات صوتية للتأمل الموجه التي تساعدك على الاسترخاء والتركيز على رسائل إيجابية. يمكن أن تركز هذه التأملات على جوانب معينة، مثل الثقة بالنفس أو السعادة.

• الفائدة: التأمل يتيح لك الوصول إلى العقل اللاواعي في حالة من الهدوء والاسترخاء، حيث يصبح من السهل إدخال الأفكار الإيجابية واستبدال السلبية.


2. التأكيدات الإيجابية



• كيفية القيام به: اكتبِ قائمة بتأكيدات إيجابية مثل “أنا أستحق النجاح” أو “أنا واثق من نفسي”، وكرريها يوميًا بصوت مرتفع أو أثناء النظر في المرآة.

• الفائدة: هذه التأكيدات تستهدف اللاوعي، حيث تؤدي التكرارات إلى زرع تلك الأفكار بشكل عميق في العقل.


3. التصور الإبداعي



• كيفية القيام به: استرخي، وأغمضي عينيك، وتخيلي نفسك تعيشين حياتك كما تتمنين. تصوري كل التفاصيل مثل النجاح، الصحة، والسعادة. كوني محددة قدر الإمكان.

• الفائدة: التصور يساعد في برمجة العقل اللاواعي لتقبل الصورة الجديدة التي تتخيلينها، مما يسهم في تغيير الواقع بناءً على تلك الصور الذهنية.


4. تقنية الحرية العاطفية 


• كيفية القيام به: استخدمي النقر الخفيف على نقاط محددة في الجسم (مثل منطقة الوجه واليدين)، أثناء ترديد عبارات إيجابية. ابدأي بمشاعر سلبية مثل “على الرغم من أنني أشعر بالخوف، إلا أنني أقبل نفسي بالكامل”، ثم انتقلي إلى تعزيز مشاعر إيجابية.

• الفائدة: هذه التقنية تساعد في تحرير العواطف العالقة وإعادة برمجة ردود الفعل العاطفية في اللاوعي.


5. كتابة اليوميات 



• كيفية القيام به: اجعلي الكتابة جزءًا من روتينك اليومي. اكتبي مشاعرك وأفكارك السلبية ثم حلليها أو اكتبي رسائل إيجابية للذات تعزز الثقة بالنفس والتفاؤل.

• الفائدة: الكتابة تساعد على تفريغ الأفكار السلبية وزرع أفكار جديدة عن طريق التفكير الواعي.


6. تقنية إعادة التبديل



• كيفية القيام به: كلما واجهتِ موقفًا سلبيًا أو فكرة سلبية، توقفي للحظة واسألي نفسك كيف يمكنني إعادة تبديل هذا الموقف بطريقة إيجابية؟ على سبيل المثال، إذا كنتِ تشعرين بالفشل، أعيدي تأطير الفكرة بالقول “هذه تجربة تعلم ستساعدني على النجاح في المستقبل”.

• الفائدة: هذه التقنية تساعد في تحويل الأفكار السلبية إلى فرص إيجابية، مما يعزز اللاوعي بمرور الوقت.


7. التنويم الذاتي



• كيفية القيام به: استرخي في مكان مريح وهادئ، وابدئي بتوجيه نفسك إلى حالة من الاسترخاء العميق من خلال التركيز على التنفس وتكرار عبارات مثل “أنا في حالة من السكون”. ثم تحدثي إلى نفسك بصوت هادئ برسائل إيجابية ومحددة تريدين زرعها في عقلك.

• الفائدة: التنويم الذاتي يساعد في إبطاء موجات الدماغ، مما يجعل اللاوعي أكثر تقبلاً للتغيير.


8. التحدث إلى اللاوعي

 


• كيفية القيام به: تحدثي إلى نفسك بطريقة واعية ومحددة في الأوقات الهادئة أو قبل النوم. استخدمي لغة إيجابية وعبارات تعكس أهدافك. مثل: “أنا قادرة على التغلب على أي تحدٍ” أو “أنا أستطيع تحقيق أحلامي”.

• الفائدة: التحدث إلى النفس يساعد على بناء ممرات جديدة في العقل اللاواعي، مما يغير نمط التفكير والسلوك.


9. الاستماع إلى تسجيلات الإيحاءات الإيجابية



• كيفية القيام به: استمعي إلى تسجيلات خاصة تحتوي على رسائل إيجابية موجهة للعقل اللاواعي أثناء الاسترخاء أو النوم.

• الفائدة: هذه التسجيلات تعمل على إرسال رسائل غير واعية إلى العقل اللاواعي، مما يساعد في تعزيز الأفكار الإيجابية دون الحاجة إلى جهد واعٍ.


10. التأمل على الصور الرمزية 


• كيفية القيام به: استخدمي رموزًا تمثل ما ترغبين في تحقيقه، مثل صورة تمثل القوة أو النجاح. تأملي هذه الصور وأشعري بالتجربة الإيجابية المرتبطة بها.

• الفائدة: الرموز لها تأثير قوي على العقل اللاواعي، وتأمل هذه الصور يمكن أن يساعد في ترسيخ الأفكار الإيجابية بعمق.


نصيحة أخيرة:


لبرمجة اللاوعي بشكل فعال، يجب أن تكون التمارين متكررة وممارَسة بانتظام. اللاوعي يحتاج إلى وقت لاستيعاب الأفكار الجديدة واستبدال القديمة. احرصي على الصبر والمثابرة، وستلاحظين تدريجيًا تغييرًا إيجابيًا في نمط تفكيرك وحياتك.

تعليقات

إرسال تعليق

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

فاطمة اسكندراني
 مرآة الأسرار: رحلة نحو النور طرقت باب القبو مرة أخرى، شعرت بأنفاسي تتلاحق في الصمت العميق الذي يلف المكان. كان الهواء بارداً، ممزوجاً برائحة قديمة من الغبار والرطوبة. فجأة، سمعت صوت خشخشة خافتة من الداخل، وكأن شيئاً ما يتحرك. تساءلت إن كان هناك أحد، أو ربما شيء آخر ينتظرني خلف هذا الباب. قلبت الأفكار في رأسي، هل أفتح الباب أم أعود أدراجي؟ لكن فضولي كان أقوى من خوفي. مددت يدي نحو المقبض البارد، وفتحته ببطء، فأصدر الباب صريراً حاداً اخترق الصمت. ما الذي يمكن أن يكون مختبئاً في أعماق هذا القبو؟ فتحت الباب بالكامل، وكشفت الظلمة التي تلف القبو بظلالها الغامضة. خطوت إلى الداخل بحذر، والنور الخافت من الخارج بالكاد كان كافياً لرؤية ما أمامي. الأرضية كانت خشنة تحت قدمي، وأصوات الخطوات تتردد في كل زاوية. فجأة، شعرت بشيء غير مرئي يتحرك في الهواء من حولي. توقفت للحظة، أنصت بكل حواسي، ثم سمعت صوتاً منخفضاً، أشبه بهمسة بعيدة، ولكنه واضح: “ماذا تريد؟” تجمدت في مكاني. هل كان هذا الصوت حقيقياً أم مجرد تهيؤات؟ رددت بصوت مرتجف: “من هناك؟” لكن الصمت عاد ليخيم من جديد، وكأن القبو ابتلع كل شيء. أمعنت ا...
اقرأ المزيد...

لا تخافي يا بنتي

فاطمة اسكندراني
  أتتني خائفه ترجف تبكي حضنتها     طمنتها     ورتبت علي شعرها وهمست في آذنتها ما يحزنك يا صغيرتي قالت أخذت نفسًا عميقًا ومسحت دموعها الصغيرة التي انسابت على وجنتيها. نظرت إلي بعينين متعبتين، مليئتين بالحزن والخوف، وكأنها كانت تحمل العالم بأسره على كتفيها الصغيرتين. همست بصوت خافت، كأنه سر تخشى أن يعرفه أحد: “أخاف يا أمي… أخاف أن أكون وحدي، وأن يختفي كل شيء أحبّه.” أحطت وجنتيها بيديّ، ونظرت في عينيها مباشرةً. قلت لها بصوت دافئ، يشبه الوعد الذي لن ينكسر: “أنتِ لست وحدك، ولن تكوني أبدًا. أنا هنا، سأبقى بجانبك دائمًا، أنتِ أمني وأنتِ عالمي، وأعدك أن كل شيء سيكون على ما يرام.” هدأت قليلًا، لكنها كانت ما زالت بحاجة لكلمات تطمئن قلبها أكثر. احتضنتها مرة أخرى، وقلت: “الحياة يا صغيرتي مليئة بالأشياء الجميلة والأشخاص الطيبين. والأيام الصعبة ستأتي وتذهب، لكنها لن تأخذ منا كل شيء. ما نحب يبقى في قلوبنا، ولا يمكن لأحد أن يسرق ذلك منا.” أخذت يديها الصغيرتين بين يديّ وهمست مجددًا: “أنتِ شجاعة، وأعلم أن قلبك الصغير يمكنه مواجهة كل شيء. وكلما شعرت بالخوف، تذكري أنني هنا، وستجدين...
اقرأ المزيد...