لو نطق القلم
لو نطق القلم، لقال:
“أنا القلم، أداة بسيطة في ظاهرها، لكنني أحمل في داخلي عالماً كاملاً من الأفكار والمشاعر. في كل مرة تضعني بين يديك، أشعر أنني أتحرر من قيودي. تعالَ، دعني أشاركك رحلتي.
عندما تبدأ بالكتابة، أستشعر نبض قلبك. أراك تتردد، تخاف من الإفصاح عن أعماقك. لكنني هنا لأخبرك أن لا شيء يخيفني. أريد أن أكون صديقك، أداة لتفريغ كل ما يختلج في صدرك. أريدك أن تكتب دون خوف.
من أعماق الذكريات، أرى دموع الفراق وأحلام الطفولة. أرى الصراعات اليومية التي تعيشها، والضحكات التي تملأ غرفتك. في تلك اللحظات، تتحول الكلمات إلى ألوان، وتبدأ بتشكيل لوحة فنية تعكس روحك.
لكن هناك لحظات أخرى، عندما تشعر بالوحدة، وترتجف يديك عند كتابة ما يجول في ذهنك. أريدك أن تعرف أنني هنا لأخفف عنك. أريدك أن تخبرني عن آلامك، عن أحلامك التي ضاعت، عن آمالك التي تشبثت بها رغم كل شيء. سأكون السجل الذي يحمل أحزانك وأفراحك.
وإن كتبت عن الفرح، ستشعرني بالسعادة أيضاً. سأنشر ابتساماتك في كل سطر، وأجعلني أعيش تلك اللحظات معك. لننتقل معًا بين الصفحات، من الألم إلى الشغف، ومن الشغف إلى السلام الداخلي.
فأنا لست مجرد أداة. أنا صوتك عندما تتعذر عليك الكلمات، ومترجم لمشاعرك. كل ما تكتبه هو جزء منك، يحمل ذكرياتك وأحلامك، ويجعل من كل لحظة تجربة فريدة.
في النهاية، تذكر أن الكتابة ليست فقط عن التعبير، بل هي رحلة لا تنتهي. اكتب ما تشاء، وسأظل هنا أرافقك، لأخبر العالم عنك، وأفتح لك الأبواب إلى أعماقك. فلندع القلم يكتب، ولندع الكلمات تتحدث، لأنني هنا لأعكس كل ما فيك، وأخبر قصتك كما يجب أن تُروى.”
تعليقات
إرسال تعليق