فاطمة اسكندراني

 الاستحقاق هو الشعور الداخلي بأنك تستحق الأمور الجيدة في الحياة، سواء كان ذلك في الحب، النجاح، المال، أو السعادة. يتعلق الأمر بالاعتقاد أنك مؤهل للحصول على الفرص والإمكانيات المتاحة، بدلاً من الشعور بعدم الكفاءة أو القلق حول قيمة ما تستحقه. الاستحقاق يعتمد على رؤيتك لنفسك ومقدار احترامك لذاتك، وبالتالي ينعكس على حياتك وتجاربك.


قوانين الاستحقاق


1. قانون التوافق الداخلي والخارجي

ما تشعر به داخليًا بشأن استحقاقك ينعكس خارجيًا على حياتك. إذا كنت تعتقد أنك تستحق الخير، فستجد نفسك تجذب الفرص والعلاقات التي تدعم ذلك. أما إذا كنت تعتقد العكس، فقد تجد نفسك محاطًا بالعقبات والمشاكل التي تعزز شعورك بعدم الاستحقاق.

2. قانون الاعتقاد

ما تؤمن به يشكل واقعك. إذا كنت تؤمن بأنك تستحق النجاح أو الحب، ستتخذ القرارات وتتبع المسارات التي تقودك نحو ذلك. لكن إذا كنت تحمل أفكارًا سلبية عن نفسك، فسوف تستمر في جذب الظروف التي تؤكد هذا الاعتقاد.

3. قانون الانعكاس

الناس والأحداث في حياتك يعكسون نظرتك الذاتية. إذا كنت تعامل نفسك بحب واحترام، سيعاملك الآخرون بالمثل. إذا كنت تشعر بعدم استحقاقك، فقد تجد أن الآخرين يقللون من قيمتك.

4. قانون الاستعداد

من أجل أن تجذب ما تستحق، يجب أن تكون مستعدًا لاستقباله. الاستحقاق يتطلب منك اتخاذ خطوات عملية باتجاه ما تريده، بدلاً من الجلوس وانتظار أن تأتي الأشياء الجيدة من تلقاء نفسها.

5. قانون التدفق

عندما تؤمن بأنك تستحق ما تريده، وتعمل على تحقيقه من خلال اتخاذ الإجراءات المناسبة، تبدأ الأمور بالتحرك نحوك بطرق قد تبدو غير متوقعة. الاستحقاق يعني أنك مستعد لتلقي الخير بقبول وسلاسة، دون مقاومة أو شكوك.


كيفية تفعيل الاستحقاق


1. تغيير الأفكار والمعتقدات السلبية

راقب الأفكار التي تخطر ببالك حول قيمتك الذاتية وما تستحقه. إذا وجدت أنك تكرر أفكارًا مثل “أنا لا أستحق” أو “الأشياء الجيدة لا تحدث لي”، اعمل على استبدالها بأفكار إيجابية مثل “أنا أستحق النجاح والسعادة” و”الأمور الجيدة تأتي إلي بسهولة.”

2. الاهتمام بالنفس

التعامل مع نفسك بالحب والاحترام هو الأساس لتفعيل الاستحقاق. قدم لنفسك الرعاية الجسدية والعاطفية التي تحتاجها، ولا تقلل من قيمة احتياجاتك. الاهتمام بالنفس يعزز الشعور بأنك تستحق العناية والاهتمام.

3. ممارسة الامتنان

الامتنان لما لديك بالفعل يعزز شعورك بالاستحقاق. كلما كنت ممتنًا للفرص والنجاحات الصغيرة في حياتك، زادت قدرتك على جذب المزيد من الخير.

4. العمل على تحسين الذات

بناء الثقة بالنفس من خلال تطوير مهاراتك وتحقيق الأهداف الصغيرة يعزز إحساسك بأنك تستحق ما تطمح إليه. العمل على تحسين جوانب حياتك المختلفة يساعدك على الشعور بالجدارة والاستحقاق.

5. الحد من المقارنات

الاستحقاق لا يعتمد على مقارنة نفسك بالآخرين. كل شخص في رحلته الخاصة، لذا ركز على إنجازاتك وتقدمك الشخصي بدلاً من النظر إلى ما يملكه الآخرون.

6. التخلص من الشعور بالذنب أو الخجل

الكثير من الناس يشعرون بأنهم لا يستحقون النجاح أو الحب بسبب أخطاء الماضي أو الشعور بالذنب. لتفعيل الاستحقاق، يجب أن تغفر لنفسك وتقبل أنك إنسان يخطئ ويتعلم.

7. الاستعداد لتلقي الخير

الاستحقاق يتطلب منك أن تكون مستعدًا لتلقي الأشياء الجيدة التي تأتي في طريقك. لا ترفض الفرص أو تضع العراقيل أمام نفسك. عندما تأتيك فرصة، تقبلها بصدر رحب واعتبرها حقًا طبيعيًا لك.


من خلال تطبيق هذه المبادئ، يمكنك تفعيل الاستحقاق في حياتك وجذب الأمور الجيدة التي تتوافق مع رؤيتك الجديدة عن نفسك وما تستحقه.

تعليقات

إرسال تعليق

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

فاطمة اسكندراني
 مرآة الأسرار: رحلة نحو النور طرقت باب القبو مرة أخرى، شعرت بأنفاسي تتلاحق في الصمت العميق الذي يلف المكان. كان الهواء بارداً، ممزوجاً برائحة قديمة من الغبار والرطوبة. فجأة، سمعت صوت خشخشة خافتة من الداخل، وكأن شيئاً ما يتحرك. تساءلت إن كان هناك أحد، أو ربما شيء آخر ينتظرني خلف هذا الباب. قلبت الأفكار في رأسي، هل أفتح الباب أم أعود أدراجي؟ لكن فضولي كان أقوى من خوفي. مددت يدي نحو المقبض البارد، وفتحته ببطء، فأصدر الباب صريراً حاداً اخترق الصمت. ما الذي يمكن أن يكون مختبئاً في أعماق هذا القبو؟ فتحت الباب بالكامل، وكشفت الظلمة التي تلف القبو بظلالها الغامضة. خطوت إلى الداخل بحذر، والنور الخافت من الخارج بالكاد كان كافياً لرؤية ما أمامي. الأرضية كانت خشنة تحت قدمي، وأصوات الخطوات تتردد في كل زاوية. فجأة، شعرت بشيء غير مرئي يتحرك في الهواء من حولي. توقفت للحظة، أنصت بكل حواسي، ثم سمعت صوتاً منخفضاً، أشبه بهمسة بعيدة، ولكنه واضح: “ماذا تريد؟” تجمدت في مكاني. هل كان هذا الصوت حقيقياً أم مجرد تهيؤات؟ رددت بصوت مرتجف: “من هناك؟” لكن الصمت عاد ليخيم من جديد، وكأن القبو ابتلع كل شيء. أمعنت ا...
اقرأ المزيد...

لا تخافي يا بنتي

فاطمة اسكندراني
  أتتني خائفه ترجف تبكي حضنتها     طمنتها     ورتبت علي شعرها وهمست في آذنتها ما يحزنك يا صغيرتي قالت أخذت نفسًا عميقًا ومسحت دموعها الصغيرة التي انسابت على وجنتيها. نظرت إلي بعينين متعبتين، مليئتين بالحزن والخوف، وكأنها كانت تحمل العالم بأسره على كتفيها الصغيرتين. همست بصوت خافت، كأنه سر تخشى أن يعرفه أحد: “أخاف يا أمي… أخاف أن أكون وحدي، وأن يختفي كل شيء أحبّه.” أحطت وجنتيها بيديّ، ونظرت في عينيها مباشرةً. قلت لها بصوت دافئ، يشبه الوعد الذي لن ينكسر: “أنتِ لست وحدك، ولن تكوني أبدًا. أنا هنا، سأبقى بجانبك دائمًا، أنتِ أمني وأنتِ عالمي، وأعدك أن كل شيء سيكون على ما يرام.” هدأت قليلًا، لكنها كانت ما زالت بحاجة لكلمات تطمئن قلبها أكثر. احتضنتها مرة أخرى، وقلت: “الحياة يا صغيرتي مليئة بالأشياء الجميلة والأشخاص الطيبين. والأيام الصعبة ستأتي وتذهب، لكنها لن تأخذ منا كل شيء. ما نحب يبقى في قلوبنا، ولا يمكن لأحد أن يسرق ذلك منا.” أخذت يديها الصغيرتين بين يديّ وهمست مجددًا: “أنتِ شجاعة، وأعلم أن قلبك الصغير يمكنه مواجهة كل شيء. وكلما شعرت بالخوف، تذكري أنني هنا، وستجدين...
اقرأ المزيد...