فاطمة اسكندراني

 إذا كنت تنوي أن يكون يومك جميلاً، يمكنك التركيز على نية واحدة شاملة تعكس مشاعرك وتوجهاتك لليوم. هذه النية يمكن أن تكون بسيطة ولكنها قوية. إليك بعض الأمثلة التي يمكنك استخدامها لتجعل يومك أكثر جمالًا وسلاسة:


1. “أنوي استقبال اليوم بسلام وامتنان.”

• هذا يعني أنك ستبدأ يومك بشعور بالرضا والامتنان لكل ما يأتي في طريقك، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا.

2. “أنوي أن أكون منفتحًا على كل ما يحمله اليوم لي.”

• هذه النية تشجعك على قبول كل ما يحدث خلال اليوم بدون مقاومة أو توتر، مما يساعد على جعل الأمور أسهل وأقل تعقيدًا.

3. “أنوي أن أكون حاضرًا ومتنبهًا لكل لحظة في يومي.”

• هنا تركز على العيش في اللحظة الحالية والاستمتاع بها، مما يساعدك على تحقيق السلام الداخلي والرضا عن يومك.

4. “أنوي أن أملأ يومي بالحب والتفاهم.”

• هذه النية تركز على التفاعل مع الآخرين بمحبة وتقبل، مما يعزز من جودة علاقاتك ويساهم في جعل يومك أكثر إيجابية.

5. “أنوي أن أكون لطيفًا مع نفسي ومع الآخرين.”

• تذكير نفسك بأن تكون لطيفًا ومتسامحًا مع ذاتك ومع من حولك يجعل يومك أكثر هدوءًا وسلاسة.


لتطبيق النية التي تختارينها والاستفادة منها بشكل أكبر خلال اليوم، إليك بعض الخطوات العملية التي تساعدك على تحقيق ذلك:


1. ابدئي يومك بالتأمل في نيتك


• بعد الاستيقاظ مباشرة، خصصي بضع دقائق للتفكير في النية التي اخترتها. اجلسي بهدوء وأغمضي عينيك، وركزي على تنفسك. استحضري نيتك وشعورك تجاه اليوم وكرريها لنفسك بهدوء.

• مثال: إذا كانت نيتك هي “أنوي أن أكون حاضرًا ومتنبهًا لكل لحظة في يومي”، فكري في ما يعنيه لك هذا من حيث التركيز والانتباه الكامل في كل نشاط تقومين به خلال اليوم.


2. الانتباه خلال الأنشطة اليومية


• خلال يومك، ركزي على تطبيق نيتك في كل نشاط، سواء كنت تعملين أو تتحدثين مع شخص ما أو حتى في اللحظات البسيطة مثل تناول الطعام.

• مثال: عند شرب فنجان من القهوة، كوني حاضرة تمامًا في اللحظة. ركزي على النكهة، الرائحة، والدفء الذي تشعرين به، واشعري بالامتنان لهذه اللحظة البسيطة.


3. مراقبة المشاعر والتفكير في النية خلال التحديات


• في الأوقات التي قد تشعرين فيها بالضغط أو التوتر، توقفي لثوانٍ وذكّري نفسك بنيتك. هذا يساعدك على العودة إلى التوازن ويدفعك لاتخاذ قرارات أكثر هدوءًا.

• مثال: إذا كنت تواجهين موقفًا صعبًا، قولي لنفسك: “أنوي أن أكون لطيفة مع نفسي ومع الآخرين”. هذا يذكرك بالبقاء هادئة ومتسامحة في المواقف المتوترة.


4. الاختتام بالتفكر


• في نهاية اليوم، خصصي بضع دقائق للتفكر فيما إذا كنت قد نجحت في تطبيق نيتك. احتفي باللحظات التي شعرتِ فيها بأنك حققتِ هذه النية، وكوني متسامحة مع نفسك إذا كانت هناك لحظات شعرت فيها بأنك خرجتِ عن مسارها.

• مثال: إذا كانت نيتك هي “أنوي أن أملأ يومي بالحب والتفاهم”، فكري في المحادثات أو التفاعلات التي جرت خلال اليوم، واحتفي باللحظات التي شعرت فيها بأنك أضفت الحب والتفاهم إلى حياتك وحياة الآخرين.


5. الاستمرار بالتكرار


• مع كل يوم، مع الاستمرار في تطبيق النية، ستلاحظين تأثيرًا أكبر على يومك وشعورك العام. قد تجدين أنك تحتاجين إلى تعديل النية قليلاً أو التركيز على جزء معين منها، وهذا جزء طبيعي من عملية النمو الشخصي.


الخلاصة:


النية الواحدة القوية التي تختارينها كفيلة بأن توجه يومك نحو مزيد من الجمال والإيجابية. التركيز على النية خلال الأنشطة اليومية، والمواقف الصعبة، والتفكر في نهاية اليوم، كلها أدوات تساعدك على تحقيق التوازن والسلاسة. المفتاح هو التكرار والالتزام بتلك النية حتى تصبح جزءًا من أسلوب حياتك.

اختاري النية التي تشعرين بأنها الأكثر توافقًا مع شعورك اليوم، ودعيها تقود يومك نحو الجمال والبساطة.

تعليقات

إرسال تعليق

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

فاطمة اسكندراني
 مرآة الأسرار: رحلة نحو النور طرقت باب القبو مرة أخرى، شعرت بأنفاسي تتلاحق في الصمت العميق الذي يلف المكان. كان الهواء بارداً، ممزوجاً برائحة قديمة من الغبار والرطوبة. فجأة، سمعت صوت خشخشة خافتة من الداخل، وكأن شيئاً ما يتحرك. تساءلت إن كان هناك أحد، أو ربما شيء آخر ينتظرني خلف هذا الباب. قلبت الأفكار في رأسي، هل أفتح الباب أم أعود أدراجي؟ لكن فضولي كان أقوى من خوفي. مددت يدي نحو المقبض البارد، وفتحته ببطء، فأصدر الباب صريراً حاداً اخترق الصمت. ما الذي يمكن أن يكون مختبئاً في أعماق هذا القبو؟ فتحت الباب بالكامل، وكشفت الظلمة التي تلف القبو بظلالها الغامضة. خطوت إلى الداخل بحذر، والنور الخافت من الخارج بالكاد كان كافياً لرؤية ما أمامي. الأرضية كانت خشنة تحت قدمي، وأصوات الخطوات تتردد في كل زاوية. فجأة، شعرت بشيء غير مرئي يتحرك في الهواء من حولي. توقفت للحظة، أنصت بكل حواسي، ثم سمعت صوتاً منخفضاً، أشبه بهمسة بعيدة، ولكنه واضح: “ماذا تريد؟” تجمدت في مكاني. هل كان هذا الصوت حقيقياً أم مجرد تهيؤات؟ رددت بصوت مرتجف: “من هناك؟” لكن الصمت عاد ليخيم من جديد، وكأن القبو ابتلع كل شيء. أمعنت ا...
اقرأ المزيد...

لا تخافي يا بنتي

فاطمة اسكندراني
  أتتني خائفه ترجف تبكي حضنتها     طمنتها     ورتبت علي شعرها وهمست في آذنتها ما يحزنك يا صغيرتي قالت أخذت نفسًا عميقًا ومسحت دموعها الصغيرة التي انسابت على وجنتيها. نظرت إلي بعينين متعبتين، مليئتين بالحزن والخوف، وكأنها كانت تحمل العالم بأسره على كتفيها الصغيرتين. همست بصوت خافت، كأنه سر تخشى أن يعرفه أحد: “أخاف يا أمي… أخاف أن أكون وحدي، وأن يختفي كل شيء أحبّه.” أحطت وجنتيها بيديّ، ونظرت في عينيها مباشرةً. قلت لها بصوت دافئ، يشبه الوعد الذي لن ينكسر: “أنتِ لست وحدك، ولن تكوني أبدًا. أنا هنا، سأبقى بجانبك دائمًا، أنتِ أمني وأنتِ عالمي، وأعدك أن كل شيء سيكون على ما يرام.” هدأت قليلًا، لكنها كانت ما زالت بحاجة لكلمات تطمئن قلبها أكثر. احتضنتها مرة أخرى، وقلت: “الحياة يا صغيرتي مليئة بالأشياء الجميلة والأشخاص الطيبين. والأيام الصعبة ستأتي وتذهب، لكنها لن تأخذ منا كل شيء. ما نحب يبقى في قلوبنا، ولا يمكن لأحد أن يسرق ذلك منا.” أخذت يديها الصغيرتين بين يديّ وهمست مجددًا: “أنتِ شجاعة، وأعلم أن قلبك الصغير يمكنه مواجهة كل شيء. وكلما شعرت بالخوف، تذكري أنني هنا، وستجدين...
اقرأ المزيد...