هي الحياة

 هي الحياة

ولادات عديدة 

وكما نسيت اول صرخة في ولادتك الأولى ستنسى كل صرخاتك على ما مضى حين  تختار معالم ولادتك الجديدة وتعلنها

كل ولادة جديدة تحمل في طياتها فرصة للنمو والتغيير. وكما كانت الصرخة الأولى بداية حياتك، فإن الصرخات التي تطلقها في مسيرة حياتك قد تكون نداءً للحرية والانطلاق نحو الأفضل. عندما تقرر أن تبدأ من جديد، تخلق لنفسك عالماً جديداً مليئاً بالإمكانيات غير المحدودة، وتنقلب صفحات الماضي لتصبح مجرد قصص تعلمت منها.

في ولادتك الجديدة، تكون أنت الكاتب والمخرج، وتختار بعناية تفاصيل حياتك القادمة، متحرراً من قيود الماضي ومنفتحاً على احتمالات المستقبل.

ومع كل خطوة تخطوها في ولادتك الجديدة، يصبح الماضي مجرد ظل بعيد، لا يملك القوة لتقييدك. تكتشف أن الألم كان معلماً، والندم درساً، وأن كل صرخة أطلقتها كانت تدفعك لتصبح أقوى، وأكثر وعياً بذاتك.

حين تعلن ولادتك الجديدة، فإنك تعلن عن قدرتك على التحول، على تجاوز الألم واختيار الفرح. إنها لحظة الانتصار الشخصي، حيث تصبح قائد مسيرتك، تخلق واقعك بيديك، وتبني مستقبلاً يتماشى مع رؤيتك الجديدة للحياة، تلك الرؤية التي تحتضن السلام والحب والتجدد الدائم.

ومع إعلان ولادتك الجديدة، تتبنى نظرة أعمق للحياة، فتصبح أكثر قدرة على رؤية الفرص التي تحملها كل لحظة، حتى في أصعب الظروف. فمثلاً، عندما تواجه فشلاً في عملك أو مشروعك الشخصي، قد تشعر في البداية باليأس. ولكن في ولادتك الجديدة، ستدرك أن الفشل ليس سوى محطة مؤقتة، وأنه يحمل دروساً لم تكن لتتعلمها دون تجربته. تتعلم كيف تحوّل الفشل إلى نقطة انطلاق، فتجدد رؤيتك وتصقل مهاراتك لتصبح أقوى وأقدر على النجاح في محاولتك القادمة.

مثال آخر هو العلاقات. ربما تعرضت لخيانة أو خيبة أمل من صديق أو قريب، فتصرخ ألمًا وتظن أن الثقة قد ضاعت للأبد. لكن مع ولادتك الجديدة، تختار أن تتجاوز الألم، وتعيد بناء جسور الثقة مع أشخاص يستحقونها. تعلم أن الصرخة الأولى كانت جزءًا من النمو، والآن تختار أن تنفتح على صداقات جديدة تعكس تطورك ونضجك.

في الحياة الشخصية، قد تجد أن التجارب المؤلمة مثل الانفصال أو الفقدان قد تكون صرخات قوية تهز كيانك. ولكن مع ولادة جديدة، تختار أن ترى هذه التجارب كفصول تنتهي، لتبدأ فصول جديدة مليئة بالأمل والحب المتجدد. كما قال الكاتب أنطوان دي سانت إكزوبيري: “الحياة تُعلّمنا أن الفقدان ليس نهاية، بل بداية.”

الأمثلة تتعدد في كل مرحلة من الحياة، سواء كنت تواجه تحديات في العمل، العلاقات، أو حتى في تحقيق أهدافك الشخصية. الولادة الجديدة ليست مجرد قرار؛ إنها عملية مستمرة تتطلب منك القوة والشجاعة لتجاوز الصرخات القديمة واختيار بداية جديدة بكل حب وسلام.