هي الحياة، ولادات عديدة. كل ولادة تحمل معها صرخة، تلك الصرخة الأولى التي أطلقتها عندما خرجت إلى العالم. لم تكن تعرف حينها ما تعنيه، ولم تبقَ في ذاكرتك. وكما نسيت تلك الصرخة الأولى، ستنسى لاحقاً صرخات الألم، الخيبات، والندم التي أطلقتها على مدار حياتك.
عندما تقرر أن تبدأ من جديد، تختار معالم ولادتك الجديدة وتعلنها. تحفر بيديك معالم الطريق الذي ستسلكه، متحرراً من قيود الماضي. فجأة، تصبح الصرخات التي كانت تشعرك بالضعف، مجرد أصوات بعيدة. تختفي تلك اللحظات المؤلمة، وتصبح مجرد محطات عابرة، معلنة عن بداية جديدة.
في ولادتك الجديدة، لن تتوقف عند الصرخات، بل ستركز على الصمت الذي يليها، ذلك الصمت الذي يحمل في طياته السلام والسكينة. حينها ستعلم أنك قادر على التحول، على أن تكون الشخص الذي لطالما حلمت أن تكونه.
ومع كل خطوة تخطوها في هذه الولادة الجديدة، تبدأ بالتخلي عن الأثقال التي كانت تثقل كاهلك. تلك الصرخات التي ملأت أيامك بالماضي تتحول إلى مجرد أصداء بعيدة، تذكير بأنك قد اجتزتها. تبدأ بشعور مختلف، شعور بالقوة التي تراكمت من خلال تلك التجارب، والشجاعة التي اكتسبتها من الوقوف مجددًا بعد كل سقوط.
الولادة الجديدة ليست مجرد قرار، إنها إعلان قوي بأنك لست أسيرًا للماضي. تختار من جديد الاتجاه الذي تسلكه، وتضع لنفسك معالم جديدة، مليئة بالحب، السلام، والطموح. ومع كل لحظة تمر، تشعر بأنك تتحرر من صرخات الماضي، وتسمح لنفسك بالاستمتاع باللحظة الحالية، غير متأثر بما كان.
ومثلما كانت الصرخة الأولى بداية الحياة، ستكون ولادتك الجديدة بداية لحياة مليئة بالفرص، حيث كل خطوة تخطوها هي إعلان جديد بأنك مستمر في النمو والتطور
تعليقات
إرسال تعليق