كن هنا والأن

 أن تكون “هنا والآن” يعني أن تضع كل وعيك وتركيزك في اللحظة الحالية، أن تشعر بما يحدث من حولك ومن داخلك بدون أن تشغل عقلك بالماضي أو المستقبل.

حاليًا، في هذه اللحظة، دعنا نركز على أن تكون موجودًا بالكامل، تلاحظ ما تشعر به الآن، وما يحدث في جسدك، في أفكارك، وفي البيئة من حولك. ربما تنفسك، صوت هادئ في الخلفية، إحساس جسدك بالراحة أو التوتر.

استمر في مراقبة اللحظة، واسمح لنفسك بأن تغمرها تمامًا.

التنفس:

لاحظ تنفسك الآن. هل هو عميق أم سطحي؟ خذ شهيقًا بطيئًا وعميقًا من الأنف، واملأ رئتيك بالهواء. لاحظ كيف يتحرك صدرك وبطنك. ثم ازفر ببطء، وشعر بكيفية خروج الهواء برفق. لا تحاول تغيير التنفس، فقط لاحظه.

الجسد:

تحسس جسمك في المكان الذي تجلس فيه أو تقف. كيف يشعر جسدك الآن؟ هل هناك مناطق من التوتر أو الاسترخاء؟ هل تشعر بقدميك على الأرض، أو بيديك في المكان الذي تضعهما فيه؟ فقط كن واعيًا لكل هذه الأحاسيس بدون الحكم عليها.

الأفكار:

لاحظ أفكارك وهي تأتي وتذهب، بدون أن تتعلق بأي منها. قد تحاول أفكار عن الماضي أو المستقبل أن تدخل إلى وعيك، لكن لا حاجة للاندماج فيها. فقط دعها تمر كالسحاب في السماء. المهم هو أن تظل هنا، حاضرًا، مع ما يحدث الآن.

العواطف:

هل تشعر بأي عاطفة في هذه اللحظة؟ ربما الهدوء، أو ربما شيء آخر؟ مهما كانت العاطفة، دعها تكون كما هي. لا تحاول دفعها أو تغييرها، فقط اسمح لنفسك بأن تشعر بما هو موجود الآن.

البيئة:

استمع للأصوات من حولك. قد تسمع أصواتًا من الخارج أو الداخل، ضجيجًا خافتًا أو ربما صمتًا. لاحظ ما تراه، الضوء والظلال، الألوان، وحتى الأشياء الصغيرة التي ربما لم تلاحظها من قبل.

الملخص:

“هنا والآن” هو حالة من الوجود الكامل في اللحظة. كل شيء آخر خارج اللحظة هو مجرد فكرة أو ذكرى، وليس له سلطة على هذه اللحظة الحاضرة.

في هذه اللحظة، أنت موجود بكامل كيانك.

أنت موجود هنا الآن، وفي هذه اللحظة، لا شيء آخر يتطلب انتباهك سوى ما تعيشه حاليًا.