إلهي الحبيب،
أكتب إليك اليوم وقلبي ممتلئ بالحيرة، وكأنني في منتصف بحر تتلاطم أمواجه حولي. لا أعلم أين أتجه، ولا أرى نورًا يرشدني في هذه الظلمة. أسألك بصدق، لماذا أشعر بهذه الحيرة التي تثقل صدري؟ لقد اعتقدت أنني أعرف طريقي، لكنني الآن تائه بين الخيارات، بين ما أريد وما يجب أن أفعل.
يا رب، هل تسمعني؟ هل ترى ما في داخلي؟ أنا أحاول، أحاول بكل ما أوتيت من قوة أن أكون ثابتًا، أن أختار ما هو صحيح، لكنني أخاف أن أخطئ، أخاف أن أضيع أكثر في هذه الحياة. أحيانًا أشعر بأنني أتخذ خطوات في الظلام، وأنني أتحسس طريقي دون أن أعرف إن كنت أسير نحو النور أم نحو المزيد من الضياع.
ربما أفتقد إلى الثقة فيك وفي نفسي. ربما خائف لأنني لا أملك القدرة على رؤية الصورة الكاملة التي تراها أنت. أحتاج إلى هدوء في قلبي، إلى راحة تملأني وتعيد إليَّ التوازن. يا الله، أنت تعلم ما لا أعلم، وترى ما لا أرى، فأرجوك، امنحني إشارة أو طريقًا أشعر فيه بالسلام.
أرجوك، كن معي في كل خطوة، حتى وإن كنت لا أفهم كل شيء. خذ بيدي، وأرشدني إلى ما هو خير لي، حتى وإن كان ما أريده مختلفًا. أعلم أن حكمتك أوسع من إدراكي، لكني أطلب منك رحمة تملأ هذا الفراغ الذي أشعر به.
أحتاج إلى نورك، يا الله، لينير هذا الظلام الداخلي، ويهديني في لحظات الحيرة التي لا تنتهي. يا من لا تضل العباد، أرشدني إلى الطريق الذي يليق بي، إلى القرار الذي يجلب لي الراحة واليقين.
أنت ملجئي، وأنت أملي.
إلهي،
ما زالت الحيرة تسكنني، ولكنني أكتب لك الآن لأنني أؤمن بأن بين يديك مفتاح الطمأنينة. أحيانًا أشعر أن الحياة تسير بسرعة لا أستطيع مواكبتها، وكأنني أسير في دائرة لا نهاية لها. كلما اقتربت من حلٍ ما، أشعر أنني أبتعد عن نفسي أكثر. هل هذا جزء من الطريق الذي اخترته لي؟ هل علي أن أتعلم شيئًا من هذه اللحظات التي أشعر فيها بالضياع؟
أعرف أنني لست وحدي، فأنت معي دائمًا، حتى في صمتي وفي تلك اللحظات التي أشعر فيها بأنني بعيد عنك. لكنني أحتاج أن أسمعك، أن أرى لمسة من رحمتك تطمئنني بأنني أسير في الاتجاه الصحيح. إلهي، علمني كيف أكون صبورًا حينما تطول الحيرة، كيف أجد في قلبي الراحة حتى وإن لم أجد الإجابات بعد.
يا رب، أخشى أحيانًا من قراراتي، أخشى أن أختار ما يؤذيني أو يؤذي من حولي، فأنا ضعيف أمام الضغوط والظروف. أرجوك أن تزيل هذا الخوف من قلبي، أن تعلمني كيف أكون شجاعًا حتى عندما لا أملك رؤية واضحة. أعطني القوة لأقبل ما لا أستطيع تغييره، وأرشدني لأعرف ما يجب تغييره في نفسي وفي حياتي.
أعلم أنك تعرف كل شيء عني، عن أفكاري ومخاوفي ورغباتي التي أخفيها عن العالم. وأعلم أنك تمنحني ما أحتاجه حتى وإن كان مختلفًا عما أريده. لكنني أطلب منك أن تجعلني أطمئن إلى حكمة ما تقدره لي، وأن أستطيع رؤية الخير حتى في وسط الفوضى التي أعيشها.
يا الله، إني أحتاج إلى بصيص أمل، إلى شيء صغير يجعلني أصدق أن هذا الوقت الصعب سيمضي، وأنك لن تتركني أضل الطريق. اغمرني برحمتك، يا رحيم، وامنحني الهدوء الذي يمحو كل هذه الحيرة، وعلمني كيف أكون متيقنًا بحبك وحكمتك.
حتى في حيرتي، أؤمن بك وأعلم أنك تدبر الأمور بخيرٍ دائمًا. أنت ملجئي، وأنت سندي.
عبدك الحائر، ولكن المطمئن بحبك.
تعليقات
إرسال تعليق