تأثير الأحداث على اللاوعي

فاطمة اسكندراني

 الإحداث تأثير على اللاوعي، أو ما يُعرف بالعقل الباطن، يتطلب الأمر استخدام تقنيات معينة تلعب على أنماط التفكير المعتادة، وقد تكون “الضحك على اللاوعي” عبارة عن خداع إيجابي له لتحقيق نتائج إيجابية. إليك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها تحقيق هذا التأثير:


1. التأكيدات الإيجابية:


استخدام العبارات المتكررة التي تُبرمج العقل الباطن على الاعتقاد بأفكار جديدة. هذه العبارات يجب أن تكون إيجابية وتعبر عن ما ترغب في تحقيقه. اللاوعي يتقبل هذه الأفكار تدريجيًا مع التكرار.


مثال: بدلاً من التركيز على “أنا لا أستطيع”، كرر لنفسك “أنا قادر على النجاح”.


2. التصور الإيجابي (الخيال الموجه):


العقل الباطن لا يميز بين الحقيقة والخيال. عندما تتخيل نفسك في موقف ناجح أو سعيد، فإن العقل الباطن يستجيب وكأنك تعيش هذا الواقع. استخدام التصور يمكن أن يساعدك في تجاوز المخاوف والتحديات عن طريق تدريب العقل على توقع النتائج الإيجابية.


مثال: قبل موقف صعب، تخيل نفسك وأنت تتعامل مع الوضع بثقة ونجاح.


3. التحايل على المخاوف:


يمكنك “الضحك” على اللاوعي عن طريق التقليل من مخاوفه وتصور السيناريوهات الأكثر سلبية بطريقة هزلية. عندما تجعل عقلك الباطن يتعامل مع المخاوف كأمور غير جادة أو سخيفة، فإنه يبدأ في تقليص أهميتها.


مثال: إذا كنت تخشى من الفشل في أمر ما، تخيل السيناريو الأسوأ بطريقة كوميدية تجعلك تضحك عليه. هذا يقلل من تأثير الخوف على عقلك.


4. استخدام السخرية مع الذات:


التعامل مع المشاكل أو التحديات اليومية بروح الدعابة يساعد في التقليل من الضغط على العقل الباطن. عندما تسخر من نفسك بشكل لطيف، ترسل لعقلك الباطن إشارة بأن الأمور ليست خطيرة جدًا، مما يساعد في تخفيف القلق.


5. العادات الصغيرة:


اللاوعي يستجيب بشكل جيد للتغييرات التدريجية. بدلاً من محاولة إحداث تغيير كبير دفعة واحدة، قم بإدخال عادات صغيرة يومية تؤدي تدريجيًا إلى التأثير المطلوب. مع الوقت، سيبدأ العقل الباطن في تبني هذه العادات الجديدة كجزء من برمجته.


مثال: إذا كنت ترغب في أن تكون أكثر انضباطًا، ابدأ بممارسة عادة صغيرة يوميًا (مثل ترتيب السرير) وستلاحظ كيف يستجيب اللاوعي لها ويتبنى فكرة الانضباط.


6. اللعب مع الحيل النفسية:


يمكنك خداع العقل الباطن باستخدام “الهدف الصغير” الذي يبدو سهلًا وبسيطًا. بدلاً من مواجهة تحدٍ كبير، حدد أهدافًا صغيرة وسهلة التحقيق، بحيث لا يثير ذلك مقاومة العقل الباطن.


مثال: إذا كنت تواجه صعوبة في بدء مهمة كبيرة، أخبر نفسك أنك ستعمل عليها لخمس دقائق فقط. بمجرد البدء، قد تجد نفسك مستمرًا لأكثر من ذلك.


هذه الطرق تساعد في برمجة العقل الباطن بطريقة إيجابية وتجاوز العقبات العقلية التي قد تحد من تقدمك. إنها أشبه بحيلة لطيفة توجه اللاوعي نحو تحقيق ما ترغب به.

تعليقات

إرسال تعليق

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

فاطمة اسكندراني
 مرآة الأسرار: رحلة نحو النور طرقت باب القبو مرة أخرى، شعرت بأنفاسي تتلاحق في الصمت العميق الذي يلف المكان. كان الهواء بارداً، ممزوجاً برائحة قديمة من الغبار والرطوبة. فجأة، سمعت صوت خشخشة خافتة من الداخل، وكأن شيئاً ما يتحرك. تساءلت إن كان هناك أحد، أو ربما شيء آخر ينتظرني خلف هذا الباب. قلبت الأفكار في رأسي، هل أفتح الباب أم أعود أدراجي؟ لكن فضولي كان أقوى من خوفي. مددت يدي نحو المقبض البارد، وفتحته ببطء، فأصدر الباب صريراً حاداً اخترق الصمت. ما الذي يمكن أن يكون مختبئاً في أعماق هذا القبو؟ فتحت الباب بالكامل، وكشفت الظلمة التي تلف القبو بظلالها الغامضة. خطوت إلى الداخل بحذر، والنور الخافت من الخارج بالكاد كان كافياً لرؤية ما أمامي. الأرضية كانت خشنة تحت قدمي، وأصوات الخطوات تتردد في كل زاوية. فجأة، شعرت بشيء غير مرئي يتحرك في الهواء من حولي. توقفت للحظة، أنصت بكل حواسي، ثم سمعت صوتاً منخفضاً، أشبه بهمسة بعيدة، ولكنه واضح: “ماذا تريد؟” تجمدت في مكاني. هل كان هذا الصوت حقيقياً أم مجرد تهيؤات؟ رددت بصوت مرتجف: “من هناك؟” لكن الصمت عاد ليخيم من جديد، وكأن القبو ابتلع كل شيء. أمعنت ا...
اقرأ المزيد...

لا تخافي يا بنتي

فاطمة اسكندراني
  أتتني خائفه ترجف تبكي حضنتها     طمنتها     ورتبت علي شعرها وهمست في آذنتها ما يحزنك يا صغيرتي قالت أخذت نفسًا عميقًا ومسحت دموعها الصغيرة التي انسابت على وجنتيها. نظرت إلي بعينين متعبتين، مليئتين بالحزن والخوف، وكأنها كانت تحمل العالم بأسره على كتفيها الصغيرتين. همست بصوت خافت، كأنه سر تخشى أن يعرفه أحد: “أخاف يا أمي… أخاف أن أكون وحدي، وأن يختفي كل شيء أحبّه.” أحطت وجنتيها بيديّ، ونظرت في عينيها مباشرةً. قلت لها بصوت دافئ، يشبه الوعد الذي لن ينكسر: “أنتِ لست وحدك، ولن تكوني أبدًا. أنا هنا، سأبقى بجانبك دائمًا، أنتِ أمني وأنتِ عالمي، وأعدك أن كل شيء سيكون على ما يرام.” هدأت قليلًا، لكنها كانت ما زالت بحاجة لكلمات تطمئن قلبها أكثر. احتضنتها مرة أخرى، وقلت: “الحياة يا صغيرتي مليئة بالأشياء الجميلة والأشخاص الطيبين. والأيام الصعبة ستأتي وتذهب، لكنها لن تأخذ منا كل شيء. ما نحب يبقى في قلوبنا، ولا يمكن لأحد أن يسرق ذلك منا.” أخذت يديها الصغيرتين بين يديّ وهمست مجددًا: “أنتِ شجاعة، وأعلم أن قلبك الصغير يمكنه مواجهة كل شيء. وكلما شعرت بالخوف، تذكري أنني هنا، وستجدين...
اقرأ المزيد...