الضجيج الداخلي

 جلس يبحث عن شي ما يفتح ويقفل وكل ما سالوه لا يجيب لكن واضح التوتر على وجه اشعل سجارته وبدا يتأمل صوره على الحائط 


وهو ينفث الدخان ببطء، كانت عينيه تتنقلان بين الصور على الحائط، وكأنها تحاول التقاط خيوط من الماضي. تراكمت الذكريات أمامه كغيمة كثيفة، تمنعه من الهروب. تردد صوت دقات الساعة في الغرفة، كأنه يحسب له الوقت المتبقي قبل أن يتخذ قرارًا. أسئلة كثيرة تدور في ذهنه، لكنه يرفض الإجابة. خوفه يزداد مع كل لحظة تمر، كأن كل صورة على الحائط تحمل سرًا لا يريد أن يواجهه.


أخذ نفسًا عميقًا من سيجارته، وكأنه يحاول أن يجد راحة وسط هذا الاضطراب الداخلي.


تلك اللحظات كانت تستهلكه شيئاً فشيئاً، وكأن الزمن يتباطأ مع كل سحبة دخان. عيناه توقفتا على صورة قديمة في الزاوية، صورة جماعية تظهر وجوهاً مألوفة، لكن شخصاً واحداً كان يبرز بينها. كان هو، بملامح أكثر شباباً وحيوية، واقفاً بجوار شخص لم يره منذ زمن طويل. ارتجفت يده للحظة قبل أن يبعد بصره عنها، لكنه لم يستطع الهروب من الإحساس الذي اجتاحه.


أطفأ سيجارته بعنف في المنفضة، كأن تلك الحركة قد تساعده على كسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها. لكنه لا يزال عاجزاً عن مواجهة ما يخيفه. الغرفة، برغم هدوئها الظاهري، كانت تضج بالأفكار غير المعلنة والمشاعر المكبوتة.


جلس على حافة الكرسي، يحدق في صورة نفسه الشاب على الحائط، وملامحه تشي بصراع داخلي أعمق مما تبدو عليه. في تلك الصورة، كان يرتدي ابتسامة مشرقة، محاطاً بأشخاص أحبهم في زمن مضى. بدا وكأن كل شيء في حياته كان مختلفاً حينها—أبسط، مليئاً بالأمل والتوقعات التي لم تتحقق. الشخص الواقف إلى جانبه في الصورة كان صديقه الأقرب، رجل اختفى من حياته قبل سنوات دون سابق إنذار، تاركاً فراغاً عميقاً خلفه.


لكن الأمر لم يكن فقط في الصديق الغائب. كان في ما تعنيه تلك الصورة؛ حياة مضت، فرص أضاعها، علاقات هشة حاول إصلاحها دون جدوى. أصبح الزمن أشبه بمرايا متكسرة تلاحقه، ينعكس فيها الماضي بصور مشوهة. كل مرة ينظر فيها إلى تلك الصور كان يسترجع ذكرى، وكل ذكرى تثير فيه تساؤلات أكثر مما تمنحه إجابات.


نهض من مكانه ببطء، توجه نحو الحائط، وأخذ الصورة بين يديه. شعر بأن ثقل الماضي يضغط على صدره. لماذا ترك الأمور تصل إلى هذا الحد؟ لماذا لم يقم بما كان يجب عليه فعله حين كان الوقت مناسباً؟.


التوتر الذي كان يكتم أنفاسه بدأ يزداد. شعر بأن الغرفة تضيق عليه، وكأن الهواء أصبح ثقيلًا. كل ما أراده في تلك اللحظة هو أن يهرب، لكن أين؟ إلى أين يذهب من نفسه؟.


وضع الصورة جانباً، ثم عاد إلى كرسيه، مشعلًا سيجارة أخرى. كانت يداه ترتعشان قليلاً، وعيناه تجولان في الغرفة بحثاً عن شيء يمسك به، شيء يخرجه من هذا السقوط الحر في دوامة الأفكار.


استمع إلى أصوات الخارج، ضجيج السيارات، أصداء الحياة اليومية العادية التي لا تمسه في تلك اللحظة. بدا له أن العالم يسير دون توقف، بينما هو عالق في مكانه. سيجارته تحترق بسرعة، وكأنها تجسد الوقت الذي يمر بلا فائدة.


فجأة، دوّى صوت الهاتف في الغرفة، كسره من شروده العميق. حدق في الهاتف لثوانٍ، متردداً بين الرد وتركه. كانت مكالمة من شخص لم يتوقع سماعه مجددًا.


تردد للحظات وهو ينظر إلى الهاتف يرن بإلحاح، كأن المكالمة تحمل معها جوابًا لم يكن مستعدًا لسماعه. كانت الأرقام على الشاشة مألوفة، لكنها تعيده إلى زمن مضى، إلى شخص لم يكن متوقعاً أن يظهر مجدداً في حياته. مع كل رنة، كان قلبه يخفق بقوة، متسارعًا مع توتره المتزايد.


وأخيرًا، أخذ نفسًا عميقًا ورفع الهاتف بيد مرتعشة.


“ألو؟” قال بصوت متردد، مختلط بظلال من الحذر.


على الطرف الآخر جاء صوت هادئ، مزيج من الحزن والتردد: “مر وقت طويل…”


كانت تلك الجملة وحدها كافية ليعيده إلى الماضي، إلى ذكريات كان يعتقد أنه قد دفنها. الصوت كان لشخص قريب من قلبه، ربما أكثر مما يريد الاعتراف به. صديق قديم، الشخص الذي كان في الصورة، الذي رحل فجأة تاركًا وراءه أسئلة بلا إجابات.


“لماذا الآن؟” سأله بصوت جاف، محاولًا إخفاء مشاعره المتأججة.


كان هناك صمت للحظات على الطرف الآخر، قبل أن يأتي الرد: “لأنني كنت بحاجة إلى الوقت… كما كنت أنت. كنت أعلم أنني سأعود، لكن لم أكن أعرف متى.”


تداخلت الأفكار في ذهنه. لم يكن يعرف كيف يتعامل مع هذا اللقاء المفاجئ، مع هذا الحنين الذي بدأ يزحف إلى قلبه رغمًا عنه. كل تلك السنوات من الغضب، من الشعور بالخيانة، بدأت تتلاشى ببطء أمام كلمات قليلة.


“كنت تعتقد أنك تستطيع الهروب من كل شيء، لكن لا يمكنك الهروب من نفسك، أليس كذلك؟” قال الصوت بهدوء.


توقف عن الكلام للحظة، وكأن تلك الجملة أصابته في العمق. هذا ما كان يحاول فعله طوال هذه السنوات، الهروب من أخطائه، من الفراغ الذي خلفه غياب الصديق، من المشاعر التي لم يواجهها أبدًا.


“لماذا عدت؟” سأل بنبرة أكثر لينا، وكأنه مستعد أخيرًا للاستماع.


“لأني أدركت أننا لم ننتهِ. هناك أشياء لم تُقال، أشياء يجب أن نواجهها معًا.”


أحس بشيء ثقيل يرفع عن كتفيه، وكأن الحديث الذي طال انتظاره قد فتح بابًا كان مغلقًا طوال هذا الوقت. لكنه لم يكن يعرف بعد إن كان مستعدًا تمامًا لمواجهة ما سيأتي بعد هذا الحديث.


“أحتاج إلى وقت…” قال ببطء، وهو ينظر إلى الحائط حيث كانت الصور معلقة.


“أنا هنا الآن، وسأنتظر.” جاء الرد بهدوء، وكأن الصديق يفهم أن الشفاء من الماضي يحتاج إلى خطوات بطيئة، ولكن ثابتة.


أغلق الهاتف، وتنفس بعمق. كان يعلم أن هذا الاتصال ليس النهاية، بل البداية.


بعد أن أغلق الهاتف، ظل جالسًا في مكانه، يشعر بثقل الحديث الذي دار لتوه. مرت الدقائق بطيئة، وهو يتأمل في كلماته وكلمات صديقه. لم يكن يتوقع أن عودته ستكون بهذه السلاسة، ولا أن تلك المشاعر التي كان يعتقد أنها قد تلاشت، ستعود لتطفو إلى السطح بهذه السرعة.


نهض واقفًا، ثم اقترب من الحائط مجددًا، ينظر إلى الصور التي أصبحت الآن أكثر وضوحًا، وكأن الحديث قد أزال الغشاوة التي كانت تحول بينه وبين ماضيه. مزيج من الذكريات تدفق في عقله، بعضها جميل، وبعضها مؤلم. ولكنه أدرك أنه لا يمكنه الاستمرار في تجاهلها. الماضي لم يعد مجرد شبح يطارده، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من رحلته.


فكر في كلمات صديقه: “هناك أشياء لم تُقال، أشياء يجب أن نواجهها معًا.” كانت تلك الحقيقة التي حاول الهروب منها لفترة طويلة. لم يكن الهروب حلاً، بل كان الطريق الذي يزيد من الألم.


جلس على كرسيه مجددًا، وأخذ ينفث دخان سيجارته ببطء، لكنه هذه المرة شعر بشيء مختلف. لم يكن الدخان ثقيلًا كما كان قبل المكالمة، ولم تكن الغرفة خانقة كما كانت. كان هناك شعور بالتحرر يتسلل إلى أعماقه، شعور بأن المواجهة قادمة، لكنها لن تكون كما كان يخشاها.


تذكر أيام صداقتهما القديمة، كيف كانت علاقتهما مليئة بالحيوية والمغامرة. كانا يتشاركان كل شيء، الأحلام والخطط وحتى أسرارهما العميقة. لكن مع مرور الوقت، تباعدت طرقهما، وكل منهما غرق في دوامة حياته الخاصة. كانت الخلافات الصغيرة تتراكم حتى أصبحت فجوة كبيرة لا يمكن سدها. وعندما اختفى الصديق فجأة، شعر بالخيانة والخذلان. لكن الآن، بعد كل تلك السنوات، أدرك أن هناك دائمًا جانبًا آخر لكل قصة، وأنه لم يعرف يومًا السبب الحقيقي وراء رحيله.


“ربما حان الوقت لفهم كل شيء.” قال لنفسه بصوت خافت، وكأن الكلمات كانت وعدًا بالتحرر من عبء الماضي.


نهض من كرسيه واتجه نحو النافذة. فتحها لتدخل نسمة هواء باردة، تحمل معها شعورًا جديدًا بالراحة. كانت المدينة صاخبة في الخارج، لكن داخل قلبه بدأ الهدوء يتسلل ببطء. جلس أمام النافذة، ينظر إلى الأضواء البعيدة، ويستمع إلى الأصوات المتناثرة.


في تلك اللحظة، أدرك أن اللقاء المقبل مع صديقه لن يكون مجرد محاولة لإصلاح ما كان، بل سيكون بداية جديدة.


جلس أمام النافذة يتأمل أضواء المدينة، يشعر بنوع من السكينة الجديدة التي لم يكن يتوقعها. الهواء البارد الذي دخل من النافذة أيقظ فيه مشاعر كانت غافية، وكأن المدينة من حوله ترقص على إيقاع جديد يتناغم مع أفكاره. للمرة الأولى منذ فترة طويلة، لم يكن يشعر بأن الماضي يحاصره، بل كان يتلاشى بهدوء، وكأنه يفسح المجال لشيء جديد ينمو بداخله.


رفع الهاتف مجددًا بيد مرتاحة هذه المرة. شعر برغبة غريبة في كتابة رسالة إلى صديقه، شيء بسيط، مجرد كلمات تُفتح بها نافذة للحديث القادم. بدأ يكتب:


“أعرف أنني احتجت وقتًا طويلاً لفهم ما حدث بيننا، لكنني الآن مستعد للحديث. لنتقابل قريبًا.”


ضغط على زر الإرسال دون تردد، وأحس براحة غريبة بعد ذلك. الكلمات التي كتبها لم تكن كثيرة، لكنها كانت تعني كل شيء. كانت بداية لطي صفحة قديمة، وفتح صفحة جديدة لم يكن يعرف حتى كيف ستبدو.


أغلق النافذة وألقى نظرة سريعة على الصور مرة أخرى، هذه المرة بابتسامة خفيفة على وجهه. لم تعد تلك الصور مجرد تذكير بالماضي الذي فقده، بل أصبحت رمزًا للرحلة التي بدأها الآن، رحلة نحو الفهم والمصالحة. أدرك أن التغيير لن يحدث بين ليلة وضحاها، لكن خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح كانت كافية لتبدأ العملية.


في اليوم التالي، قرر أن يعيد ترتيب حياته بشكل أكثر وعيًا. توجه إلى مكتبه، حيث كانت هناك أوراق مبعثرة وأشياء مهملة منذ فترة. بدأ بتنظيمها، كأنه ينظم أفكاره وحياته الداخلية في الوقت نفسه. كان يعلم أن هذا التغيير ليس فقط في العلاقة مع صديقه، بل في كل شيء من حوله. علاقاته، عمله، وحتى رؤيته لنفسه.


بينما كان ينظف المكتب، وجد دفتر ملاحظات قديم، مغطى بالغبار. عندما فتحه، اكتشف أنه كان مليئًا بالأفكار والمشاريع التي خطط لها في وقت مضى مع صديقه. قرأ الصفحات بنوع من الحنين، لكنه أيضًا شعر بطاقة جديدة. لم تكن تلك الأحلام قد ماتت، بل كانت فقط مؤجلة، في انتظار اللحظة المناسبة.


وفي تلك اللحظة، قرر أن يحول تلك المشاريع إلى واقع. ليس فقط لإصلاح العلاقة مع صديقه، ولكن لإصلاح علاقته مع نفسه. كانت هذه الرحلة لا تتعلق فقط بالغفران والمصالحة، بل أيضًا باستعادة ذاته التي فقدها في زحمة الحياة.


مرّت الأيام التالية عليه وهو يعمل بجد، يتواصل مع صديقه بين الحين والآخر، يتحضر للقاء المرتقب. كان يشعر أن كل خطوة تقربه من شيء أكبر، شيء أعمق. وكأن حياته بدأت تجد طريقها مجددًا، ليس بناءً على الماضي وحده، بل على ما يمكن أن يكون.


مرت الأيام وهو يشعر بأن حياته بدأت تتخذ مسارًا جديدًا. كل صباح كان يستيقظ بشعور مختلف، كأن ثقلاً قد أزيح عن قلبه، وكأن تلك اللحظات التي قضاها في التفكير والتواصل مع صديقه قد فتحت له أبوابًا كانت مغلقة منذ سنوات. كان يعمل بجد على إعادة ترتيب كل شيء من حوله—ليس فقط مكتبه، بل حتى علاقاته ومشاريعه التي طالما أجلها. أحس بأن داخله نوعًا من الطموح المتجدد، مثل شخص يستعيد روحه بعد فترة طويلة من الغفلة.


وفي أحد الأيام، جاءته رسالة من صديقه: “فلنلتقِ هذا السبت. نفس المكان القديم.” كانت الرسالة قصيرة، لكن وقعها كان عميقًا. هذا المكان القديم كان المقهى الذي اعتادا الجلوس فيه عندما كانا يحلمان معًا بمستقبل مليء بالفرص، قبل أن تفرق بينهما الحياة وتضيع تلك الأحلام.


في يوم السبت، استيقظ مبكرًا على غير العادة. أحس بتوتر خفيف، لكنه كان مصحوبًا برغبة كبيرة في لقاء صديقه مجددًا. ارتدى ملابس بسيطة، تمامًا كما كان يفعل في الماضي، ثم توجه إلى المقهى.


عندما وصل إلى هناك، شعر بموجة من الحنين تجتاحه. كان المقهى كما هو، بالكراسي الخشبية العتيقة، والأجواء الهادئة. جلس في زاوية بالقرب من النافذة، مكانهما المعتاد. قلبه كان يخفق بخفة، لكنه كان مستعدًا للقاء، مستعدًا للحديث. مرت بضع دقائق قبل أن يدخل صديقه.


عندما رأى صديقه يدخل المقهى، شعر بمزيج من المفاجأة والارتياح. تغير صديقه بعض الشيء، لكن ملامحه الرئيسية بقيت كما هي. كان يبدو أكثر نضجًا، وربما أكثر هدوءًا. عندما التقت عيونهما، تبادل الاثنان ابتسامة صغيرة، مليئة بالذكريات القديمة والمشاعر المكبوتة.


“مر وقت طويل،” قال صديقه وهو يجلس على الطاولة المقابلة.


“نعم، أكثر مما ينبغي،” رد بابتسامة.


بدأ الحديث بينهما بشكل هادئ، بعبارات بسيطة ومألوفة. تحدثا عن حياتهما منذ آخر مرة التقيا فيها، وعن الأشياء التي مرّا بها، لكن كل منهما كان يعلم أن هذا ليس الحديث الذي جاءا من أجله. كان هناك ثقل غير مرئي في الجو، كما لو أن كلاهما ينتظر اللحظة المناسبة لفتح ذلك الجرح القديم.


وأخيرًا، بعد أن مرّ بعض الوقت، قال صديقه بهدوء: “أعرف أنني اختفيت فجأة. كان هناك الكثير من الأشياء التي لم أكن أعرف كيف أتعامل معها.”


أخذ نفسًا عميقًا وقال: “كنت أشعر بالخيانة. لم أفهم أبدًا لماذا رحلت دون أن تقول شيئًا. كنت أظن أننا كنا سنواجه أي شيء معًا.”


“كنت أحتاج إلى الهروب،” اعترف صديقه. “لكن لم يكن الهروب منك. كنت أهرب من نفسي، من الضغط الذي كنت أشعر به، ومن الأمور التي لم أستطع معالجتها. لم أكن أريد أن أحملك معها.”


تبادلا النظرات بصمت لفترة، قبل أن يقول بهدوء: “أفهم الآن. ربما كنت سأفعل الشيء نفسه لو كنت مكانك.”


كان هناك لحظة صمت طويلة، لكنها لم تكن صمتًا ثقيلًا هذه المرة. كانت لحظة تفهم. كلاهما كان يعلم أن الماضي لن يتغير، لكن هذا الحديث كان بداية لإعادة بناء شيء جديد. لم يكن الهدف إصلاح ما كان، بل بناء شيء أفضل وأكثر نضجًا.


“ماذا عن الآن؟” سأل صديقه بابتسامة خفيفة، وكأن الماضي أصبح خلفهما.


“الآن؟ الآن نبدأ من جديد.” رد بابتسامة هادئة، وهو يشعر بالطمأنينة لأول مرة منذ سنوات.


بقي الاثنان في المقهى لوقت طويل، يتحدثان عن المشاريع القديمة التي كانا قد خططا لها، وعن كيف يمكنهما الآن، بعد كل هذا الوقت، أن يجعلاها حقيقة. كانت هناك روح جديدة بينهما، روح من الصداقة الحقيقية التي تنضج مع الزمن ولا تكسرها المسافات.


عندما خرجا من المقهى في ذلك اليوم، كان يشعر بأنه أخيرًا قد أطلق سراح الماضي. كان الأمر يتطلب الحديث، الفهم، والمسامحة—ليس فقط لصديقه، بل لنفسه.

تعليقات

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

مرآة الأسرار: رحلة نحو النور

لا تخافي يا بنتي