العلاقة بين الأستحقاق والجذب

 العلاقة بين الاستحقاق والجذب تعد من المفاهيم الأساسية في عالم تطوير الذات، حيث تترابط هاتان القوتان بشكل عميق لتحديد ما نستطيع تحقيقه في حياتنا. لفهم هذه العلاقة بوضوح، يمكننا النظر إلى الاستحقاق كقيمة داخلية تشعر بها تجاه نفسك وما تعتقد أنك تستحقه، بينما الجذب هو القوة التي تجلب إليك الأشخاص، الفرص، والأحداث التي تتماشى مع طاقتك واستحقاقك.

1. مفهوم الاستحقاق:

الاستحقاق هو الشعور الداخلي بأنك تستحق الأمور الجيدة في حياتك. عندما يشعر الشخص بأنه يستحق النجاح أو الحب أو الوفرة، فإنه يفتح نفسه عقليًا وطاقيًا لاستقبال تلك الأشياء. الاستحقاق يعتمد على قيمة الذات، وقوة هذا الشعور تحدد ما إذا كنت ستسمح لنفسك بتحقيق ما تريده.

• مثال 1: شخص يسعى للنجاح في عمله. إذا كان لديه شعور قوي بالاستحقاق ويؤمن بقدراته، سيتخذ الخطوات المناسبة لتحقيق أهدافه. سيجذب الفرص المناسبة ويستغلها لأنه يعتقد أنه يستحق هذا النجاح. أما إذا كان يفتقد الشعور بالاستحقاق، فقد يتجنب المخاطرة أو يسقط في التردد، مما يؤدي إلى ضياع الفرص.

• مثال 2: في العلاقات العاطفية، الشخص الذي يشعر بأنه يستحق الحب سيتعامل مع الشريك أو الشركاء المستقبليين بطريقة تعكس احترامه لنفسه وتوقعاته للحب المتبادل. بينما من لا يشعر بالاستحقاق قد ينخرط في علاقات غير صحية، أو يقبل بمعاملة دونية، لأنه لا يؤمن بأنه يستحق أفضل من ذلك.

2. مفهوم الجذب:

الجذب يرتبط بفكرة أن الطاقة التي نُصدرها للعالم هي ما نعود إليه. قانون الجذب ينص على أن الأفكار والمشاعر التي نعيش بها يوميًا تخلق حقولًا طاقية تجذب إلينا أشخاصًا وظروفًا تتماشى مع تلك الطاقة.

• مثال 3: إذا كنت تركز بشكل إيجابي على النجاح، وتشعر بحماس نحو مستقبلك، فأنت ترسل إشارات قوية للكون بأنك جاهز لاستقبال الفرص. وبالتالي، ستبدأ هذه الفرص في الظهور. من الناحية الأخرى، إذا كنت تعيش في خوف أو تشاؤم، قد تجد أن الفرص تتضاءل، والناس الذين يجذبونك هم أولئك الذين يشاركونك هذه الطاقة السلبية.

3. العلاقة بين الاستحقاق والجذب:

العلاقة بين الاستحقاق والجذب تتمثل في أن شعورك بالاستحقاق هو الذي يحدد ما ستجذبه إلى حياتك. إذا كنت تشعر بقوة أنك تستحق النجاح، الصحة، الحب، والوفرة، ستبدأ في جذب الأشخاص والأحداث التي تدعم هذا الشعور. إذا كنت تعتقد بعمق أنك لا تستحق الأفضل، فستجذب أشخاصًا وظروفًا تعزز هذا الشعور.

• مثال 4: شخص يعتقد أنه لا يستحق الثروة قد يضيع الفرص الاستثمارية التي تأتيه، أو قد لا يلاحظها أصلاً. قد يجد نفسه يواجه مشكلات مالية بشكل متكرر، حتى لو كان يعمل بجد. في هذه الحالة، قلة الشعور بالاستحقاق تؤدي إلى جذب نقص مالي.

• مثال 5: شخص يشعر أنه يستحق السعادة والرضا سيجذب إلى حياته أشخاصًا داعمين، وفرصًا مهنية تساهم في شعوره بالسعادة. قد يتلقى عروضًا جديدة في العمل، أو يتعرف على أشخاص يسهمون في تحسين جودة حياته.

4. التطبيق العملي للعلاقة بين الاستحقاق والجذب:

لتفعيل العلاقة بين الاستحقاق والجذب، من المهم التركيز على تحسين شعور الاستحقاق الداخلي والاهتمام بتوجيه طاقتنا بشكل إيجابي:

• رفع مستوى الاستحقاق: يُمكن العمل على رفع مستوى الاستحقاق عن طريق التأكيدات الإيجابية، والتخلص من المعتقدات السلبية المتعلقة بالذات. على سبيل المثال، يمكن تكرار عبارات مثل “أستحق النجاح” أو “أستحق الحب” بانتظام، والعمل على تصديقها من خلال الأفعال الصغيرة التي تعزز هذا الإحساس.

• تنقية الطاقة الجاذبة: لتنظيف الحقل الطاقي الخاص بك، يجب عليك البقاء مركزًا على ما تريد حقًا تحقيقه وتجنب التركيز على ما لا تريده. الأفكار السلبية والخوف والقلق يخلقون طاقة معرقلة للجذب. يمكن استخدام التأمل، الامتنان، والتفكير الإيجابي كوسائل لتحسين الحقل الطاقي الخاص بك.

• مثال 6: إذا كان شخص ما يريد جذب شريك عاطفي، يجب عليه أولاً أن يشعر بأنه يستحق الحب الحقيقي. يمكن أن يبدأ بالعمل على حب الذات والتفكير في الصفات التي يقدرها في نفسه. عندما يرتفع شعور الاستحقاق، سيبدأ في جذب أشخاص يعكسون هذا النوع من الحب. على العكس، إذا كان يشعر أنه لا يستحق الحب، فقد ينجذب إلى علاقات غير متوازنة أو سامة.

5. التحديات في العلاقة بين الاستحقاق والجذب:

• الوعي بالمعتقدات اللاواعية: أحيانًا قد نعتقد أننا نستحق شيئًا، لكن عميقًا داخلنا، هناك معتقدات سلبية تعرقل هذا الجذب. من الضروري اكتشاف هذه المعتقدات والعمل على تغييرها.

• العمل مع الزمن: قانون الجذب والاستحقاق لا يعني أن الأشياء ستحدث فورًا. في بعض الأحيان، نحتاج إلى الصبر والمثابرة حتى تتحقق النتائج. المهم هو الحفاظ على الشعور الداخلي بالإيجابية والاستحقاق.

6. خلاصة العلاقة:

الاستحقاق هو البذرة، والجذب هو الثمرة. كلما كانت البذرة قوية وعميقة الجذور (شعور الاستحقاق الداخلي)، كان من السهل على الثمرة أن تنمو وتظهر (الجذب). بالتالي، كلما اعتقدت بعمق أنك تستحق شيئًا، وعملت على تحسين طاقتك وتوجيهها نحو ما ترغب فيه، ستبدأ في جذب الأشخاص والفرص التي تتماشى مع ذلك.